مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صورة الإسلام .. مسؤولية مشتركة

swissinfo.ch

تشهد مدينة بازل المشارفة لحدود سويسرا مع كل من المانيا وفرنسا معرضا اسلاميا هاما يتواصل ثلاثة أشهر حول جوانب حياة الجالية المسلمة في هذه المدينة والمناطق المحيطة بها تحت رعاية حكومة الكانتون واتحاد الجمعيات الإسلامية.

حرص أعضاء من حكومة كانتون بازل بشقيه المدينة والريف على المشاركة في المؤتمر الصحفي وحفل افتتاح المعرض مؤكدين على أن مساهمة مكتب اندماج الاجانب في الكانتون في هذا النشاط هي تجسيد عملي لسياسة سويسرا في التقريب بين الجالية المسلمة والمجتمع الذي تعيش فيه، حيث يحرص هذا المكتب على ممارسة دوره في إزالة الصورة السلبية المترسخة لدى بعض السويسريين حول الإسلام والمسلمين لا سيما بعد احداث 11 سبتمبر والتي تنعكس على الجالية في المدارس وأماكن العمل وأحيانا في الحياة اليومية.

وفي سؤال لـ”سويس انفو” حول إمكانية ترجمة دعم مكتب الاندماج للمسلمين بالاعتراف بالدين الإسلامي في كانتون بازل بشقيه المدينة والريف، قال توماس هازلر من لجنة الاندماج إن الاعتراف لن يكون بالدين بل سيكون بالمؤسسة الدينية التي تمثل ثلاثين ألف مسلم يعيشون في بازل وما حولها من بينهم تسعة آلاف من الاتراك ينتمون إلى الطائفة العلوية.

وصرح الدكتور سمير عبد الشافي المسؤول عن المعرض لـ”سويس أنفو” أن الاعتراف بالجمعيات الإسلامية لن يتم ما لم تطلبه تلك الجمعيات التي يجب عليها أولا أن تثبت أنها تعمل بشكل منظم وتتبع الوسائل الديموقراطية في تعاملها الداخلي والشفافية في التعامل مع المؤسسات الرسمية. عندئذ، يمكن الحديث عن الاعتراف بها.

وقد اكتسب الدكتور سمير عبد الشافي خبرته في التعامل مع الجهات السويسرية الرسمية المسؤولة من خلال رئاسته لجمعية الحوار الديني في سويسرا لعدة سنوات، وعرف من خلال هذا الاحتكاك أهمية الحوار بين الطرفين في التقريب بين وجهات النظر والبحث المشترك عن حلول للمشاكل الواضحة. وأشار إلى أن كانتون بازل تعاون بشكل عملي لإنجاح فعاليات المهرجان، حيث تضم اللجنة المنظمة خمسة وزراء من حكومة الكانتون ورئيس البرلمان ومندوبا عن اللجنة البرلمانية المتخصصة في حماية حقوق الإنسان.

 تنوعت الأساليب والهدف واحد

استغرق الإعداد لهذا المعرض وقتا وجهدا كبيرين. وقد تضافرت جهود اتحاد الجمعيات الإسلامية في بازل مع جمعيات مسيحية ويهودية برعاية رسمية حيث بدأ الإعداد له في فبراير هذا العام ليتم افتتاحه في منتصف يونيو ويتواصل طوال فترة الصيف، وهي فترة مناسبة تسمح لأكبر عدد ممكن من المواطنين والسواح بزيارته والمشاركة في منتديات الحوار التي ستقام على هامشه.

يقدم المعرض لزواره جناحا ثابتا يضم معلومات رئيسية عن الإسلام بشكل مبسط، مستعينا في شرح بعض الموضوعات بأشرطة فيديو تدور حول مجريات يوم عادي لأسرة مسلمة، أو حول الوضوء والصلاة أو رحلة الحج.

الهدف من المعرض ليس استعراض وتقديم الإسلام بالشكل التقليدي الكلاسيكي، بل بمشاركة الجمهور في أمسيات حوارية وندوات وحوارات تعالج العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الحياة اليومية في بازل إلى جانب بعض الموضوعات الهامة مثل: الطفولة ومفهوم التربية في العالم الإسلامي، فن الخط العربي وتأثير الدين فيه، وعناصر الثقافة والحضارة الإسلامية، وتاريخ الاسلام في منطقة بازل وأمسية أفغانية إلى جانب الاحتكاك مع الجالية المسلمة من خلال زيارات لمساجد بازل.

من المتوقع أن يلقى هذا المهرجان نجاحا مماثلا لما قوبل به المهرجان المشابه الذي استضافته مدينة زيورخ في الشتاء الماضي والذي حقق نجاحا منقطع النظير، وهو ما يعكس مدى الرغبة الملحة لدى أغلبية السويسريين للتعرف عن كثب على المسلمين المقيمين بينهم والذين شكلوا على مدى العقد الماضي ثاني أكبر مجموعة دينية في سويسرا.

تامر أبو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية