مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عمرو موسى… الإجماع العربي الوحيد إلي حد الآن

أصبح من المؤكد ان وزير الخارجية المصري عمرو موسى هو الامين العام الجديد للجامعة العربية Keystone

لأول مرة منذ اندلاع حرب الخليج عام 1990 تنعقد دورة عادية للقمة العربية. هذا الحدث الذي اقره الزعماء العرب في قمة القاهرة الاستثنائية في أكتوبر الماضي أضفى طابعا خاصا على فعاليات القمة التي بدأت اليوم في العاصمة الأردنية عمّان.

ولأول مرة أيضا منذ أزمة الخليج لا تتغيب دولة عربية عن الحضور والمشاركة في القمة العربية. فكل الدول العربية الاثنتين والعشرين أرسلت من يمثلها إلى عّمان، لكن الفارق بدا في مستوي التمثيل وحجم المسئولين الحاضرين عن تلك الدول. وإذا كان عدم حضور الرئيس العراقي صدام حسين متوقعا، فقد كان لافتا غياب ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الذي يدير شئون المملكة منذ مرض الملك فهد بن عبد العزيز وحضور وزير الدفاع السعودي بدلا عنه. كما أن حضور 14 زعيم دولة عربية لم يخفف من ضعف التمثيل لبعض الدول العربية والذي برز واضحا في غياب كل من العاهل المغربي و أمير الكويت وولي عهده وسلطان عمان والرئيس الموريتاني.

يعكس حجم التمثيل لبعض الدول العربية في قمة عمّان، وبالتحديد المملكة العربية السعودية والكويت، الخلاف الدائر خلف الكواليس بين الدول العربية بشأن “الحالة العراقية الكويتية” والتي تمثل أحد أهم ملفين، إلى جانب القضية الفلسطينية، تسعي القمة لبحثهما على مدي اليومين القادمين. وبرز الخلاف واضحا خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية يوم الأحد الماضي، ولازال متواصلا خلال المباحثات الدائرة بين ممثلي الدول العربية تمهيدا لإصدار بيان عن القادة العرب في ختام فعاليات القمة.

تصريحات المسئولين العرب تسعي إلى التخفيف من حدة وقع الافتراق العربي في الشأن العراقي. فوزير الخارجية الجزائري صرح اليوم قائلا:”لا توجد نقاط اختلاف. بل هناك أساليب معالجة متباينة نسعى إلى التوفيق بينها.” أما وزير الخارجية السوري فقد استخدم نبرة تفاؤلية قوية عند قوله:”لقد توصلنا إلى أرضية مشتركة ونقاط الخلاف أصبحت ألان ضيقة.”

رغم ذلك، تشير مصادر دبلوماسية عربية، إلى أتساع الهوة في المواقف العربية بشأن العراق. فبغداد تصر على أن يشير البيان الختامي للقمة بصيغة قوية إلى إلغاء العقوبات المفروضة عليها منذ حرب الخليج وإلغاء مناطق الحظر الجوية التي تفرضها كل من الولايات المتحدة، أما الكويت والمملكة العربية السعودية فتصران على صيغة محددة لرفع تلك العقوبات مع رفض فكرة إلغاء مناطق الحظر الجوية جملة وتفصيلا.

مقابل “الحالة العراقية-الكويتية”، يوجد اتفاق عام بين الدول العربية حول ضرورة دعم الفلسطينيين خلال الأزمة الراهنة واتخاذ موقف عربي واضح إزاء التصاعد المستمر في الصراع العربي الإسرائيلي في ظل تولي ارييل شارون رئاسة الوزراء في تل أبيب. بيد أن الخلاف لم يغب رغم ذلك عن هذا الملف. فقد رفض وزراء الخارجية العرب مقترحا سوريا طالب بإحياء المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، كما لازال الجانب الفلسطيني يدفع بضرورة التوصل إلى آلية تسمح بتقديم الدعم المالي الذي وعدت به الدول العربية في قمة القاهرة والذي لم يتحصل الفلسطينيون منه إلا على فتات بسيط.

تبقى الإشارة إلى أن الإجماع العربي الواضح حتى الآن في انتظار إصدار البيان الختامي للقمة العربية كان على شخصية الأمين العام الجديد للجامعة العربية، والذي اصبح من المؤكد أن شاغله سيكون وزير الخارجية المصري عمرو موسى الذي يحظى بتأييد واسع بين الدول العربية.

سويس إنفو والوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية