مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عندما يكون البحث العلمي في خدمة التنمية المستدامة

ساهم المركز السويسري للبحوث شمال/ جنوب بزيورخ الذي لم يمض على تاريخ افتتاحه أكثر من أربعة عشر شهرا بفعالية كبيرة في تحسين أوضاع السكان في العديد من البلدان النامية.

ويسعى برنامج البحوث العلمية بالمعهد الفدرالي التقني العالي بزيورخ إلى توسعة دائرة أنشطته، عبر جذب المزيد من التمويلات، والمشاركة في مشروعات دولية أشمل نطاقا.

جاء تأسيس المركز السويسري للبحوث شمال/ جنوب في يونيو 2007، في إطار توحيد الجهود التي يبذلها المعهد الفدرالي التقني العالي لتحسين مستوى المعيشة في البلدان النامية، وللتنسيق بين الجهات النشطة في هذا المجال.

وتتلخص رسالة هذه المؤسسة في ثلاث مهمات رئيسية : المساهمة في مشاريع البحوث العلمية على المستوى الدولي، وتقديم المساعدة والدعم للباحثين والعلماء في البلدان النامية، وتطوير نوع من الشراكة مع بقية المنظمات المتخصصة في هذا المجال.

حتى الآن، إستفاد الكثيرون في البلدان الفقيرة من الجهود التي بذلتها هذه الشبكة الواسعة من العلماء والباحثين، وكمثال على هذه المشروعات، الجهود الخصصة لإنتاج نبتة المنيهوت (cassava) المقاومة لنوع من الأمراض، وهي من المحاصيل الدرنية (تماما مثل البطاطس، والجزر واللفت..)التي تشكل الغذاء الأساسي للملايين من السكان في القارة الإفريقية.

رقائق البطاطس

من المشروعات التي حققت نجاحا كذلك، المشروع الذي سمح للمزارعين القاطنين على إمتداد السلاسل الجبلية بأمريكا اللاتينية ببيع وتسويق أنواع غير معهودة من البطاطس في الأسواق الدولية.

وتقول بربارا بيكر، المديرة التنفيذية للمركز السويسري للبحوث شمال/ جنوب:”بالإمكان الآن إشتراء ألوان مختلفة من رقائق البطاطس من المراكز التجارية. هذا الأمر يدرّ أرباحا وموارد مالية لمزارعين أصبح بإمكانهم إرسال أطفالهم إلى المدارس، وفسح المجال أمام الكثير من العائلات للإنعتاق من الفقر”.

وتضيف بيكر: “يكثر الحديث عن الأزمة المالية حاليا، لكنها بالمقارنة مع المشكلات التي تواجهها العديد من البلدان النامية لا تعد مسألة كبيرة الأهمية. نريد أن نساهم في إيجاد الحلول بدلا من إثارة المخاوف”.

تركزت أعمال المركز إلى حد الآن على المجال الزراعي،وعلى إدارة الغابات والموارد الطبيعية، كمشروعات إستغلال الثروة المائية. لكن، حصول المؤسسة أخيرا على مساعدة بمبلغ قدره 1.5 مليون فرنك سويسري من المليونير المصري سامح ساويرس من شأنه أن يساعد على توسعة أنشطة المعهد وتنويعها.

وبفضل هذه المساعدة، سيحصل عشر طلاب على منحة دراسية، وسيصبح بمقدور المركز إشراك جميع الكليات والأقسام التابعة للمعهد التقني الفدرالي بزيورخ في أنشطته، بدءً من كليات الرياضيات والكيمياء إلى كليات العلوم التطبيقية، وتطوير المزيد من المشروعات التي من شأنها تحسين ظروف حياة السكان في البلدان النامية.


ويُؤمّل أن تؤدي هذه المساعدة التي قدمها سامح ساويرس للمركز إلى تشجيع المانحين، وتشجيع التعاون مع مؤسسات أخرى في المستقبل، باإضافة إلى توسيع وتعميق البحوث التي يشرف عليها المركز.

محاور اهتمام واسعة

تقول السيدة بيكر إنّ البحوث العلمية في المعهد ستتجه في المستقبل إلى الإهتمام بمشكلات مثل ظاهرةالزلازل ، وإدارة المياه، وتحسين أنماط الإدارة والحوكمة، بدلا من التركيز على بلدان منفردة أو على نمط عيش مجموعة سكانية بعينها.

وترى بيكر أنّ هذه المقاربة تمنح الباحثين حرية أكبر في إختيار المشروعات التي تعود بالنفع على فئة كبيرة من السكان في العالم.

وفي معرض حديثها إلى سويس إنفو، أشارت بيكر قائلة: “لقد وجدت أنه من الأجدى تمكين الباحثين من اختيار شركائهم في البحث، والذهاب إلى الأماكن حيث توجد المشكلات التي يدرسون”.

وفي الختام، تضيف: “المعهد التقني الفدرالي، يريد أن يساهم في تحقيق سعادة البشر، الذين يحتاجون إلى خدماتنا، حيثما كانوا. ويجب أن يكون الفقراء هم من يستفيد من خدماتنا”.

سويس إنفو – ماثيو آلّن – زيورخ

المركز السويسري للبحوث شمال/ جنوب مؤسسة علمية متخصصة تابع للمعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ، وتأسس سنة 2007. يهدف هذا المعهد إلى تحقيق خطة طويلة المدى في مجال البحوث والتعليم، وفي أفق توظيف نتائج البحوث العلمي في مجال التنمية المستدامة.

يشجّع المركز السويسري للبحوث شمال/ جنوب البحوث العلمية الجادة، ويدعم جهود التنمية، كما يشكل إطارا مناسبا للتعاون العلمي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب في المجالات التقنية وفي مجال العلوم الطبيعية والإجتماعية والإنسانية.

وينطلق المركز في تحقيق أهدافه ورسم سياساته من القناعة بأن البلدان النامية تواجه اليوم تحديات جسيمة أجتماعيا وبيئيا واقتصاديا مما يستدعي انخراط باحثين من أختصاصات متعددة. وتحقيقا لهذه الرؤية، يشرف خبراء وباحثون من داخل المعهد الفدرالي التقني الفدرالي العالي بزيورخ على العديد من المشروعات التي تلامس تقريبا كل القطاعات.

تتركز أغلب مشروعات هذا المركز في مجالات الزراعة والبيئة والتنمية المستدامة بصفة عامة، وتتوزع على قائمة طويلة من البلدان بما في ذلك مصر وسوريا وإيران والهند والكوديفوار والكامرون، بالإضافة إلى بلدان أخرى بأمريكا الللاتينية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية