مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عودة الأسد للجامعة العربية تثير ردود فعل متباينة في الداخل السوري

متظاهرون يحملون علم سوريا في أثناء احتجاجهم على استئناف العلاقات بين جامعة الدول العربية وبشار الأسد في مدينة أعزاز بسوريا يوم الجمعة. تصوير: خليل العشاوي - رويترز. reuters_tickers

دمشق/أطمة (سوريا) (رويترز) – رحب بعض السوريين بعودة الرئيس بشار الأسد إلى الجامعة العربية يوم الجمعة، بينما أعرب آخرون عن استيائهم من ترحيب الدول العربية بعودة زعيم يحمِّلونه مسؤولية 12 عاما من الموت والدمار في حرب أهلية وحشية.

يعكس التباين في وجهات النظر عمق الانقسامات في بلد مزقته حرب حصدت أرواح أكثر من 350 ألف شخص، ويسيطر فيه مسلحون معارضون للأسد على مساحات شاسعة من الأراضي حتى بعد أن أعادته الدول العربية في صفها مرة أخرى.

وأعرب نعيم إبراهيم الذي تحدث في دمشق، مقر حكم الأسد، عن سعادته باستئناف مثل هذه الاجتماعات بين القادة العرب وعن أمله بأن تعود بالخير على العالم العربي وسوريا تحديدا.

لكن في الشمال الذي يسيطر عليه المعارضون المسلحون، وهو ملجأ للسوريين الذين فروا من حكم الأسد من أنحاء سوريا، قال أبو أحمد معصران إن الدول العربية رحبت بعودة “إرهابي” استخدم جميع أنواع الأسلحة لهدم المنازل وإجبار الناس على الفرار.

وأضاف معصران متحدثا في مخيم للنازحين السوريين في بلدة أطمة شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية إن “يديه ملوثة” مشيرا إلى أن أي دولة عربية تغامر “بتلويث يديها” عندما تضعها في يديه.

وفي السابق، دعمت دول عربية منها السعودية التي تستضيف قمة يوم الجمعة مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد، لكنها غيرت سياستها تدريجيا تجاه البلاد مع إلحاق الحكومة الهزيمة بالمسلحين بدعم من روسيا وإيران.

وعلى الرغم من ثبات خطوط المواجهة الرئيسية إلى حد كبير لسنوات، سجلت الاحتياجات الإنسانية مستوى قياسيا مع حاجة 14.6 مليون لمساعدات العام الماضي قبل أن يتفاقم حجم الأزمة بسبب الزلزال في فبراير شباط.

وفي دمشق، قال الطالب الجامعي وائل حميدة إنه يأمل أن تكون عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في صالح البلاد.

وأضاف أنه يأمل في أن تلعب عودة سوريا إلى الجامعة العربية أو عودة العرب إلى سوريا دورا في حل الأزمة ووضع نهاية للصراع في البلاد.

لكن مصطفى أبو خالد الذي تحدث في مخيم النازحين في أطمة، قال إن الدول العربية دعت الأسد للجلوس معها بعد أن قتل نظامه مليون طفل ومليون أب ومليون شاب.

وقال أبو خالد إنه يتعين على الأسد إطلاق سراح السجناء والسماح بعودة اللاجئين إلى الديار قبل أن تفكر الدول العربية في إعادته إلى الجامعة العربية والتصالح معه.

(تغطية صحفية من تلفزيون رويترز في دمشق وخليل العشاوي في شمال غرب سوريا – إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية