مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غالبية السويسريين تحبذ التصويت بالمراسلة

مازالت أقلية سويسرية وفية لصناديق الاقتراع.. وبالزي التقــــليدي! (في الصورة إحدى الناخبات في مكتب تصويت بكانتون فالي يوم 16 مايو 2004) Keystone

كشفت أول إحصائيات وطنية حول التصويت بالمراسلة في سويسرا أن 81,5% من الناخبين يفضلون هذه الإمكانية بدل التوجه إلى صناديق الاقتراع مع تفاوت في شدة الإقبال على هذا الأسلوب من كانتون لآخر.

نتائج هذا التحقيق الذي قامت به المستشارية الفدرالية بناء على طلب من الكانتونات قد تدفع الأحزاب إلى مراجعة الجدول الزمني لحملاتها الانتخابية.

يشتد الإقبال على التصويت بالمراسلة بشكل خاص في كانتونات لوسيرن، وبازل-المدينة، وفو، ونوشاتيل، وجنيف، إذ أوضحت المستشارية الفدرالية – في التحقيق الذي نشرته يوم 31 مارس الماضي في العاصمة برن- أن أكثر من 95% من ناخبي هذه الكانتونات يفضلون إرسال استمارات التصويت عبر البريد.

في المقابل، يظل الناخبون في كانتونات أخرى أوفياء لممارسة التصويت التقليدية حيث يحرصون على التحول إلى مكاتب الاقتراع.

ففي عشرة كانتونات (زيورخ، وغلاريس، وفريبورغ، وشافهاوزن، وأبنزل رود اكستيريور، وأبنزل رود أنتيريور، وتورغوفي، وتيشينو، وفالي وجورا)، يواصل أكثر من 20% من الناخبين وضع الاستمارة الانتخابية بأنفسهم في الصندوق. حتى أنهم يشكلون غالبية في غلاريس (أكثر من 80%)، وشافهاوزن (65%)، وهو الكانتون الوحيد في سويسرا الذي تعتبر فيه عملية التصويت إجبارية.

ويظل جورا أحد آخر الكانتونات الثلاثة على المستوى الوطني والكانتون الوحيد في سويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية) الذي يتوجه أكثر من نصف ناخبيه إلى صناديق الاقتراع – إلى جانب غلاريس وشافهاوزن (في سويسرا المتحدثة بالألمانية).

وقد أنجزت المستشارية الفدرالية هذا التحقيق الوطني الأول حول التصويت بالمراسلة لدى البلديات بمناسبة الاستفتاءات الشعبية التي جرت على المستوى الفدرالي يوم 27 نوفمبر الماضي (حول فتح المتاجر يوم الأحد واستخدام المواد المعدلة وراثيا).

وشمل الإحصاء – الذي تم استجابة لطلب من الكانتونات- لدى 2661 من أصل البلديات الـ 2819 التي شاركت في الاستفتاء. وبعد التدقيق في نتائج، احتفظت المستشارية الفدرالية بمعطيات 2394 بلدية.

انعكاسات مُحتملة على الحملات الحزبية

واستنتج التحقيق أن التصويت بالمراسلة غيَّر سلوك المواطنين الذين لم يعودوا مقيدين بالتصويت في نفس الوقت، وربما قد تضطر الأحزاب نتيجة هذه المعطيات الجديدة لمراجعة استراتيجياتها خلال الانتخابات الفدرالية القادمة. فمعظم استمارات التصويت التي تُرسل عبر البريد تصل قبل أسبوعين من يوم الأحد الذي تجرى فيه عادة الانتخابات في سويسرا.

نوشاتيل وجنيف يمثلان استثناء إذ أن أكثر من ثلث الاستمارات وصلت إلى المكاتب الانتخابية قبل ثلاثة أسابيع من موعد التصويت، وبالتالي تعتقد المستشارية الفدرالية أنه ربما يجدر بهذين الكانتونين تغيير تواريخ انطلاق حملاتها الانتخابية.

ففي جنيف مثلا، توحي النتائج بأهمية التأثير على الناخبين الذين يصوتون قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات، وأيضا على أولئك الذين يصوتون خلال الأيام الأخيرة قبل الموعد، إذ يُسجل بالفعل في هذا الكانتون عدد مرتفع من عمليات التصويت في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات.

وفي نوشاتيل، قد تتركز مستقبلا الحملات الانتخابية على الأسبوعين الثالث والثاني قبل الانتخابات التي يصوت خلالها أكثر من 80% من المواطنين.

“يجب توفير إحصائيات إضافية”

وفي قراءتها لنتائج التحقيق الوطني الأول حول المراسلة بالتصويت، نوهت صحيفة “لاليبرتي” الصادرة باللغة الفرنسية في فريبورغ (عدد 1 أبريل الجاري) إلى ندرة الاستمارات الانتخابية التي تصل إلى السلطات المختصة قبل أربعة أسابيع من موعد التصويت (18% في سانت غالن، واقل من 1% في نوشاتيل)، وإلى أن معظم الناخبين في الكانتونين يبعثون باقتراعهم خلال الأسبوع الأخير قبل الاستفتاء.

وأشار فرانسوا نوسبوم، كاتب المقال بعنوان: “التصويت بالمراسلة عام، وعلى الأحزاب أن تتحرك”، إلى أهمية نتائج تحقيق الاستشارية الفدرالية بالنسبة لوسائل الإعلام فيما يتعلق بموعد نشر الملفات الخاصة بإعلام الجمهور حول المواضيع المطروحة في الاستفتاءات.

غير أن الكاتب أقر بصعوبة التوصل إلى حل مُوحد لهذه المسألة لأن المواقف من التصويت تختلف من ناخب لآخر. فهنالك من لا يولي اهتماما كبيرا بما تنشره الصحف قبل الاستفتاء، وبالتالي يبعث باستمارته الانتخابية مبكرا، كما هنالك من يحرص على متابعة آخر التطورات والتوجهات واستطلاعات الرأي التي تنقلها وسائل الإعلام حول مواضيع التصويت قبل قول كلمته الأخيرة.

وفي هذا الصدد، أعرب الصحفي عن اعتقاده أنه يجب توفير إحصائيات إضافية تُظهر نسبة الناخبين الذين يغيرون رأيهم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قبل التصويت. وهنا أيضا قد لا تصل الإحصائيات إلى تقديرات عامة لأن نسبة التصويت ستعتمد على نوعية المواضيع المطروحة.

ويشدد مقال “لاليبيرتي” على أن المواضيع التي لها ارتباط مباشر بالقناعات الشخصية للناخب (مثل فتح المتاجر يوم الأحد) قد تتطلب من وسائل الإعلام كما من المعلومات يقل عن الشرح والتوضيح الذي يقتضيه تفسير مواضيع تقنية (مثل استخدام المواد المعدلة وراثيا).

سويس انفو – إصلاح بخات مع الوكالات

نشرت المستشارية الفدرالية الاحصائيات الوطنية الأولى حول التصويت بالمراسلة في سويسرا يوم 31 مارس 2006 في العاصمة برن.
أنجزت المستشارية هذا التحقيق -استجابة لطلب من الكانتونات- أثناء الاستفتاءات الشعبية التي جرت يوم 27 نوفمبر الماضي (حول فتح المتاجر يوم الأحد واستخدام المواد المعدلة وراثيا).
شمل الإحصاء 2661 من أصل البلديات الـبلدية 2819 التي شاركت في الاستفتاء. وبعد التدقيق في نتائج، احتفظت المستشارية الفدرالية بمعطيات 2394 بلدية.
أكثر من 95% من الناخبين في كانتونات لوسيرن، وبازل-المدينة، وفو، ونوشاتيل، وجنيف، يفضلون إرسال استمارات التصويت عبر البريد.
يواصل أكثر من 20% من الناخبين في كانتونات زيورخ، وغلاريس، وفريبورغ، وشافهاوزن، وأبنزل رود اكستيريور، وأبنزل رود أنتيريور، وتورغوفي، وتيشينو، وفالي وجورا، التصويت بالأسلوب التقليدي في مراكز الاقتراع.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية