مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فضيحة اختلاس في المستشفى الجامعي بلوزان

بيار إيف مايار، وزير الصحة بدويلة فو وإلى يساره يظهر برنار دوكروزا، مدير المستشفيات العامة في كانتون فو أثناء الندوة الصحفية التي عقدتها سلطات الكانتون يوم 26 أبريل 2006 في لوزان، عاصمة كانتون فـو Keystone

اتُّـهِـم رئيس قسم جراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي بكانتون فو (غرب سويسرا) باختلاس حوالي مليون فرنك لولعه باقتناء الكتب العلمية المتخصصة.

قضية البروفسور جوليان بوغوسلافسكي، التي هي محط تحقيق قضائي، تثير جدلا حول نجاعة الرقابة حتى في هذه الأوساط العلمية الراقية.

من كان يتوقع أن تحدث اختلاسات في مستشفى جامعي سويسري مرموق، وأن يكون المختلس احد أكبر الأساتذة (بروفسور) في جراحة الأعصاب ورئيس القسم بالمستشفى. بل من كان يخطر بباله أن مثل هذه التجاوزات التي مست أكثر من 1،15 مليون فرنك واستمرت لأكثر من خمس سنوات بالإمكان أن تحدث في بلد يتسم بحسن الإدارة والرقابة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأموال العامة؟

اكتشاف يعود لعام 2001

يعود تاريخ انطلاق هذه القضية إلى شهر نوفمبر من عام 2005، عندما اكتشف قسم المحاسبة بالمستشفى الجامعي لكانتون فو، وجود فاتورة بقيمة 130 الف فرنك صرفت لجهة غير معروفة.

وقد سمح التحقيق الذي كلفت به شركة المحاسبة والمراقبة “برايس واتر هوز كوبرس” بالعثور على العديد من الفواتير الأخرى التي إما أنها تحمل معلومات خاطئة أو أن الجهة المستفيدة منها لا وجود لها من الناحية الواقعية، وهو ما دفع إدارة المستشفى إلى فتح تحقيق إداري بإشراف قاضي الدويلة السابق فرانسوا جوميني، تم بعده الحصول على اعتراف صريح من البروفسور جوليان بوغوسلافسكي يفيد بأنه كان يلتجئ إلى تزوير الفواتير أو إلى تضخيم مبالغها من أجل صرف الأموال (الفائضة) على هوايته المفضلة، أي اقتناء كتب علمية فاخرة.

خيانة ثقة عالية

يتضح من تصريحات بيار إيف مايار، وزير الصحة بدويلة فو أثناء الندوة الصحفية التي تمت يوم الأربعاء 26 أبريل في لوزان، مدى اندهاش السلطات المحلية نظرا لأن العملية تمت في وسط يحظى بثقة عالية.

وأوضح السيد مايار أنه “نظرا للسمعة التي تحظى بها الشخصيات التي تشرف على هذه الأقسام في المستشفى الجامعي، كانت هناك ثقة عالية في تركهم يتصرفون بحرية في صرف هذه الأموال”.

وهذه الأموال هي أموال صندوق ممول من قبل ما يسترده المستشفى من نفقات عبر استعمال منشآته من طرف أطباء خواص او ما يحصل عليه من هبات من مؤسسات او متبرعين خواص.

وقد صرح مدير المستشفى بأن ميزانية هذا الصندوق بلغت في عام 2004 عشرة ملايين فرنك. وقد حصل قسم جراحة الأعصاب منها في عام 2005 على حوالي 670 الف فرنك.

ومع أن هذه الأموال تعتبر خارجة عن نطاق الميزانية العادية للمستشفى، فهل يحق لأي شخص ان يتصرف فيها بشكل فيه تحايل؟ هذا هو التساؤل الذي يتوجب على العدالة أن تفصل فيه نظرا لأن القضية اتخذت الآن طابعا جنائيا.

تجدر الإشارة إلى أن البروفسور بوغوسلافسكي حاول تبرير تصرفاته بالتنويه إلى أن الأموال (التي حولها لفائدته) لا تدخل في إطار ميزانية التسيير، وإلى أنه هو الذي ساهم في جمع قسم منها.

استخلاص العبر

في انتظار نتائج التحقيق القضائي، استخلصت سلطات دويلة فو الكثير من العبر واتخذت بعض الإجراءات الاستباقية. فقد اعترف كل من الوزير المكلف ومدير المستشفى بعدم نجاعة إجراءات الرقابة والمحاسبة الحالية، إلا أنهما عبرا عن الرغبة في “عدم تعميم سوء تصرفات شخصية واحدة للتشكيك في النظام بأكمله”.

ومن الإجراءات العملية التي اتخذها الوزير المكلف، إخضاع الرقابة على أموال هذا الصندوق لإدارة المستشفى، وإلغاء بطاقات السحب البنكية الشخصية الخاصة بهذه الحسابات.

وسعيا من السلطات إلى تعزيز الرقابة، تقرر تكليف شركة المحاسبة “برايس واتر هوز كوبرس” بإجراء تحقيقات إضافية لتحديد ما إذا كانت هناك تجاوزات أخرى، لأن الشكوك تذهب الى تقدير حجم الاختلاسات بحوالي 2 مليون فرنك.

تحقيق في جنيف أيضا

وفي جنيف أعلن وزير التربية والتعليم في الدويلة شارل بير، عن تزايد الدلائل بخصوص وقوع تجاوزات في الفواتير المقدمة عن مصاريف جامعة جنيف. وقد سمح التحقيق المعمم الذي امرت به السلطات مؤخرا باكتشاف أن تحقيقا أوليا في هذه التجاوزات بقي طي الكتمان. كما وصف وزير التعليم بالدويلة المعلومات الواردة في هذا التقرير بأنها “خطيرة ومقلقة”.

وقد تم إسناد مهمة التحقيق في هذه القضية للنائب العام السابق ورئيس حكومة نيوشاتل السابق تيري بيغان الذي من المرتقب أن يقدم تقريره في 30 يونيو القادم للنائب العام في جنيف دانيال زبيلي.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية