مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قرن من الهِـجرة إلى فرنسا… ما الذي تغيّـر؟

AFP

تستَـعدّ أوساط المُـهاجرين المغاربيين في باريس لإقامة احتفالات خاصة مطلَـع الشهر المقبل، بمناسبة ذكرى مرور قرن على انطلاق هجرة العمّـال من شمال إفريقيا إلى فرنسا.

ويُشرف على هذه الاحتفالات، التي ستُقام في قصر الباب الذهبي Le Palais de la Porte Dorée، الناشِـطان المغربي إدريس اليازمي والتونسي كمال الجندوبي.

ويحتضن القصر، الذي أنشأه ألبير لابراد في 1931 بمناسبة المعرض الاستعماري الدولي، حاليا المركز الوطني لذاكرة المُـهاجرين الذي يمتَـد على مساحة 16 ألف متر مربع.

ويُعتبر الجندوبي، الذي كان يرأس جمعية التونسيين مواطني الضفّـتيْـن ويرأس حاليا الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان، أحد الوجوه البارزة للجالية التونسية في فرنسا، فيما يرأس اليازمي “مجلس الجالية المغربية في الخارج” منذ إنشائها، بموجب ظهير (مرسوم) ملكي في 2007، وهو يُردِّد دائما أنه يسعى من خلال ذلك المجلس، إلى إقامة جِـسر بين مغاربة الداخل ومواطنيهم المغتربين في أنحاء العالم. واللافت، أن اليازمي هو مُـخرج مشارك في فيلم يحمل العنوان العجيب “فرنسا … أرض الإسلام”.

وترعى الاحتفالات جمعية “جينيريك” الفرنسية، التي تُعنى بإعداد أشرطة وثائقية وبرامج إذاعية وأنشطة ثقافية عن الحضور الأجنبي في النسيج الاجتماعي الفرنسي، بالإضافة لسعيها الدؤوب، للتفتيش عن وثائق مكتوبة أو مُـصوَّرة تحكي قصّـة الهجرة والمهاجرين في فرنسا منذ بواكير القرن الماضي.

وتملك الجمعية، التي تأسّـست في 1989، رصيدا وثائقيا خَـصبا مؤلّـفا من نحو 4000 معلّـقة وصحيفة و1200 كِـتابا، من شأنها أن تعيد إلى الأذهان مقاطِـع متكاملة من ذاكرة المغتربين الذين استقرّوا في فرنسا ويمكن القول أن الاحتفالات بذكرى مِـئوية الهجرة المغاربية واستطرادا الإفريقية، إلى أوروبا، امتدّت على كامل السّـنة الجارية وكان من أبرز محطّـاتها الندوة الدولية التي استضافها المغرب في مارس الماضي وجمعت للمرّة الأولى الهيئات الوطنية المسؤولة عن المُـغتربين في البلدان المصدِّرة للمهاجرين.

وقال اليازمي لـ swissinfo.ch، “إن مشاركة البلدان المعنِـية في الندوة الدولية، عكست رغبتها في تعزيز الوشائج الثقافية مع مهاجريها وتبادل التجارب في هذا المجال للاستفادة منها”، ورأى أن هذا الاهتمام المتزايد بقضايا الهجرة يُعزَى إلى التحوّلات العميقة التي تمرّ بها هذه الظاهرة وعَـوْلمة التنقّـلات البشرية وتطوّر الوضع القانوني للمهاجرين في بلدان الإقامة، بالإضافة إلى التغييرات التي طرأت على طابع الهِـجرة في البُـلدان المُصدرة نفسها، التي تحوّلت تدريجيا في السنوات الأخيرة من بلدان مُصدّرة إلى بلدان عبور، وخاصة البلدان المغاربية.

وقال اليازمي ردّا على سؤال، “إن الجاليات المهاجرة، وإن شكَّـلت في بعض البلدان مصدرا لتوتّـرات اجتماعية وجدل سياسي وإعلامي في شأن التضامن بين مكوِّنات المجتمع، فإنها ساهمت في بلدان أخرى في تكريس التقارُب بين الثقافات وحتى بين الحكومات”، واعتبر أن إنشاء البلدان المُصدِّرة للهجرة لهياكل تُعنَـى بالجاليات المُـغتربة، أداة مهمّـة لتعزيز الروابِـط مع أبنائها في الخارج.

غير أن اليازمي كشف نتائج دراسة عِـلمية أشرف على إعدادها “مجلس الجالية المغربية في الخارج” في وقت سابق من العام الجاري، بمناسبة مئوية الهجرة، وشملت عيِّـنة من 2819 مهاجرا، يُراوح سِـنِّـهم بين 18 و65 عاما ويُقيمون في كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.

وأظهرت الدراسة أن أوضاع المهاجرين المغاربة تتّـسم بالهشاشة في كل من إسبانيا وإيطاليا وبالتوتُّـر في هولندا، حيث تُـسيْـطر الأحزاب اليمينية المتشدِّدة ضدّ المهاجرين، وباستقرار نِـسبي في كل من ألمانيا وفرنسا.

انفتاح أم انطواء؟

واستخلص اليازمي من تلك الدراسة استنتاجات أساسية تخُـصّ بنية الهِـجرة، انطلاقا من العيِّـنة المغربية، ومنها أن المهاجرين المغاربة، على رغم تشبُّـثهم بجذورهم، فإنهم يُبدون انفِـتاحا كبيرا على البيئة الخارجية، أي على ثقافة بلدان الإقامة، لكنه أكّـد أن المغاربة المُـستجوَبين صرّحوا بأنهم يشعرون بالتّـمييز بشكل عام في أوروبا وأن ذلك الشعور يؤثر في نفوسهم، وربّـما تُفسِّـر هذه الظاهرة شدّة الروابط التي ظلّـت تشدّ المهاجر المغربي إلى وطنه.

فبحسب الدراسة، صرّح 7 مغاربة من أصل عشرة أنهم يعودون مرّة في السنة على الأقل إلى بلدهم، كما صرح 6 من أصل عشرة أنهم يُرسِـلون بشكل منتظم حوالات مالية إلى أهلهم، مما يدلّ على قوة الروابط الأسرية.،كما أعلن نصف المهاجرين المُـستجوَبين أنهم يعتزِمون العودة للإقامة في بلدهم بعد المعاش.

لكن الدراسة أشارت أيضا إلى وُجود ظواهِـر معاكسة، إذ أجاب 68% من المُـستجوَبين بلُـغة بلد الإقامة وصرّح 78% بأنهم حصلوا على جنسية بلد الإقامة أو في سبيلهم إلى الحصول عليها، وكشف 64% أنهم يَـستخدِمون لغة بلد الإقامة داخل بيوتهم، فيما قال 55% إنهم مهتمّـون بالشأن السياسي في بلد الإقامة.

واعتبر اليازمي أن هذه المؤشِّـرات تدُلّ على أن المهاجرين بصدد الإنغراس أكثر فأكثر في بلدان الإقامة، وأن وضعهم الاجتماعي يتحسّـن بصعودهم المُـتواصل في سلّـم الوظائف المهنية.

وعلى رغم أن جميع البلدان في أوروبا الغربية تقريبا شعرت بالحاجة للقوى العاملة المُـهاجرة واستقدَمَـتها من المُـستعمرات منذ أواخر القرن التاسع عشر، رأت ميشال تريبالا Michele Triballa، الباحثة الديموغرافية في “المعهد القومي للدراسات السكاني”، أن موقع فرنسا الجغرافي والتجاري أهّـلَـها لكي تكون أول بلد يستقطِـب المهاجرين في بواكير القرن الماضي وتمتزج فيه الجنسيات والثقافات، لكنها اعترفت بأن حجْـم المهاجرين في فرنسا حاليا، يقل عن متوسّـط حجمهم في البلدان الأوروبية الأخرى بمرّتيْـن ونصف المرة.

وقال العالم الجغرافي روبير إسكاليي Robert Escallier لـ swissinfo.ch: “لا يوجد في فرنسا نِـظام دقيق ومُـرضي لاحتساب منسُوب تدفّـق المهاجرين، وفتح هذا النقص مساحة من الشكّ أمام بعض السياسيين ووسائل الإعلام، التي لا تعير كبير اهتمام للأخلاق لكي يستثمروا (تزايد) أعداد الأجانب من أصول مغاربية، وقودا لدعايتهم ولبث الخوْف، مُـحاولين ترسيخ الفِـكرة القائلة بأن فرنسا أصبحت “خاضِـعة لتعليمات المساجِـد”.

وأوضح أن نسبة الأجانب المُـنحدرين من أصول إفريقية، الذين كانوا يُقيمون في فرنسا قُـبيل اندلاع حرب التحرير الجزائرية (1954)، لم تتجاوز 1% من إجمالي الأجانب المُـقيمين في البلد، غير أن حجْـمهم زاد بسُـرعة لافتة للنّـظر في سنة 1964، إذ وصلت النِّـسبة إلى حوالي 25% لتقتَـرب من 43% من الأجانب في 1982. وأكّـد أن تنامي حجْـم السكان الأجانب في فرنسا بات راجِـعا بالأساس إلى الزيادة السريعة في أعداد المهاجرين الآتين من القارّة الإفريقية.

وانطلاقا من تلك الفترة، صار هناك مهاجِـر واحد من كل اثنين يعيشان في فرنسا ينحدِر من العالم الثالث، وفي الغالب من مُـستعمرة فرنسية سابقة. ومن ضِـمن المجموعة الإفريقية، كان المغاربيون (عدا اللِّـيبيين وقليل من الموريتانيين)، يُشكِّـلون غالبية مُـريحة، فهُـم كانوا يُـمثِّـلون 95% من العدد الإجمالي في 1968 وظلّـوا يمثِّـلون 90% في عام 1982.

نصف الزيادة

وكشف إسكاليي، الذي يُدرِّس الجغرافيا البشرية في جامعة “نيس”، بعض الخصوصيات ضِـمن المجموعة المغاربية، إذ أوضَـح أن الإحصاءات عن فترة نهاية الستينات أفادت أن ثلاثة من كل أربعة مهاجرين مغاربيين، ينحدرون من منطقة القبائل أو المناطق الجزائرية الأخرى المصدِّرة للمهاجرين، لكن المغاربة أصبحوا بعد ذلك، المجموعة الأكثر حيَـوية بين الوافِـدين على فرنسا.

وقال “إن الزيادة السريعة للجالية المغربية، أصبحت تُؤمن لوحدِها نصف الزيادة الجُـملية المسجّـلة للجاليات الأجنبية في فرنسا بين 1975 و1982″، وعزا ذلك إلى صِـغر سِـنّ المهاجرين المغاربة، ما يعني ضعف نسبة الوفِـيات بينهم وخصوبتهم المُـرتفعة، ولكن أيضا إلى نجاح سياسات لمِّ الشّـمل وضعف نسبة التّـجنيس بينهم، وأضاف أن زيادة توافد التونسيين الذين كانوا يحملون المُـواصفات نفسها، لم تكُـن ضئيلة (36% بين 1975 و1982)، على رغم أن عددهم الإجمالي بقِـي متواضعا.

ولخّـص إسكاليي استنتاجاته لـ swissinfo.ch في شأن خصائِـص الهِـجرة المغاربية، بالتأكيد على سِـمتيْـن رئيسيتيْـن، أولهما، أنها تتّـسم بضعف نِـسبة العودة النهائية إلى الوطن الأصلي، على رغم مشاكل الاندماج ومصاعب التشغيل التي يُواجهها هؤلاء المهاجرون. والثانية، هي نجاح تجربة جمْـع شمْـل الأُسَـر، وهو ما جعَـل عناصِـر تنشيط الهجرة تكون أقوى من عوامِـل التخفيف منها.

أما عالم الاجتماع عبد الملك الصياد، وهو باحث في مركز البحث العِـلمي الفرنسي، فسألته swissinfo.ch عن خصائِـص الهجرة الجزائرية، التي تُعتَـبر العمود الفِـقري للهجرة المغاربية والإفريقية عموما إلى فرنسا، فهي الأقدم بحُـكم الاحتلال المبكّـر للبلد (1830) وحجمه السكاني، الذي يفوق جيرانه، عدا المغرب. وربط الصياد أهمية الهجرة الجزائرية نحو فرنسا بالأشكال التي ارتداها الاحتلال في هذا البلد وطبيعة النظام الاستعماري المُطبّـق في كل منطقة من مناطقه.

وقال “إن مشروع الهجرة ما كان مُـمكنا تصوّره وتجسيده، ما لم تكُـن التوازُنات السابِـقة قد اختلت بفعل الإحتلال”، مشيرا إلى أن الأرض التي كانت حجر الزاوية في النظام التقليدي، هي أول ما استُهدف من خلال عمليات الانتزاع، وأشار إلى أن عمليات إعادة تقسيم الأراضي لتخصيص جُـزء منها للمُـستوطنين بين 1847 و1863، جعلت أفراد القبائِـل يُحشرون في قِـسم ضئيل من أراضيهم السابقة، لكن الاقتصاد التقليدي الجزائري، كان يقوم على أن الأرض الزراعية، سواء أكانت مِـلكا خاصا أم أرض العرْش (القبيلة) غير قابلة للقِـسمة ولا للتفويت فيها.

وأجبر الوضع الجديد الفلاّحين على بيْـع قوّة عملهم في سوق الشّـغل، خصوصا بعد دخول نمَـط الإنتاج الرأسمالي بواسطة القوّة إلى مناطِـق لم تعرفه من قبْـل، ممّـا أدّى إلى انهيار الزراعة التقليدية وإفقار المزارعين.

الحرب وإعادة الإعمار

وأشار الصياد إلى أن السكان الجزائريين دُفِـعوا إلى مناطق جبلية وأراضي قليلة الخصوبة، قبل أن تحلّ الحرب العالمية الأولى وتُجبِـر كثيرا منهم على الانخراط في الجيش الفرنسي أو تُسخِّـرهم للعمل في الصِّـناعات الحربية وحفر الخنادق. وقدّر المؤرخ الفرنسي شارل روبير أجرون أعداد الجزائريين الذين تمّ تجنيدهم لخِـدمة العَـلَـم الفرنسي في تلك الحِـقبة، بـ 240 ألف جزائري، أي أكثر من ثُـلث السكان الذّكور الذين يُـراوح سنّـهم بين العشرين والأربعين.

ويستنتج الصياد من هذه الأرقام، أن مسار الهجرة بدأ في الواقِـع بواسطة الإكراه، ليس فقط لتجنيد الجزائريين من أجل المشاركة في الحرب، بل أيضا بعد نهايتها، للمساهمة في إعادة بناء الاقتصاد الفرنسي وتعويض النّـقص المسجّـل في العمالة الفرنسية. ويتوقّـف عند هذه الحِـقبة الانتقالية، ليشرح أن حركة الهِـجرة الجزائرية، التي انطلقت في بواكيرها بدافع التّـعويض الوقْـتي لنقْـص الأيْـدي العاملة الفرنسية، سُـرعان ما أصبحت مدفوعة بالتّـعويض الدائم للعمّـال الفرنسيين الذين تخلّـوا بشكل نهائي عن العمل في بعض القطاعات، وهي ظاهرة ما زالت مُـستمرّة إلى اليوم، على حد قوله.

بهذا المعنى، أصبح المهاجرون واقِـعا لا يمكن الاستغناء عنه في المُـجتمع الفرنسي والأوروبي عموما، وهو ما شكّـل ورقة مهمّـة بأيْـدي المهاجرين للدِّفاع عن حقوقهم. ومن أطرف وسائل الدِّفاع التي ابتَـكروها أخيرا بعد اللّـجوء للمظاهرات والإضرابات ووسائل الاحتجاج التقليدية، مشروع “يوم بلا مُـهاجرين” أو “24 ساعة بدونِـنا”، وهو شعار حملة تعبِـئة بدأت في أوساط المهاجرين وأبنائهم وتستمِـر حتى مطلع مارس المُـقبل، لتُـتوَّج بإضراب عن العمَـل والاستهلاك لمدّة يوم واحد، ينفِّـذه المهاجرون في عموم المناطِـق الفرنسية. والهدَف من هذه الحملة، هو إظهار ما ستبدو عليه فرنسا من عجْـز بلا مُـهاجرين، وإثبات وزْن هؤلاء على صعيد النشاط الاقتصادي والحياة الاجتماعية.

ونبتَـت فِـكرة تنظيم هذه الحملة في ذِهن نادية المباركي، الصحفية من أصْـل مغربي، بعد الضجّـة التي أثِـيرت حوْل زلّـة لِـسان صدرت في أواخر الصيف الماضي عن وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو، الذي خاطب أحد الشبّـان من أعضاء حزب «الاتِّـحاد من أجْـل الحركة الشعبية» (اليمين الحاكم) قائلاً «عندما يكون هناك واحد منهم فقط فلا بأس، لكن عندما يكونون كثيرين، تبدَأ المشاكل»، وكان الدّافع وراء هذه الزلّـة التي برّرها هورتفو لاحقاً بالمزاح والتودّد، ملامِـح الشاب التي توحِـي بأنه من أصل شمال إفريقيا.

وأشارت المباركي إلى أن هفوة هورتفو هذه شكّـلت ما يُـشبه الشّـرارة التي دفعتها إلى التحرّك وإرضاء رغبتهِـا الدفينة في العمل على وقْـف الازدِراء المُـتبع في فرنسا حِـيال المهاجرين والفرنسيين من أبنائهم، وهكذا استوحَـت مبادرتها من يوم الاحتجاج والمقاطعة، الذي نظمه أبناء الجاليات الأمريكية الجنوبية في الولايات المتحدة في أول مايو 2006، لإظهار دور المهاجرين الهامّ في حُـسن سيْـر العجلة الاقتصادية الأمريكية.

وشدّد الناطق باسم الحملة نادر دندون على أن مواقِـف التّـمييز ضدّ المهاجرين، لا تقتصر على هورتفو، بل تشمَـل الكثير من المسؤولين. وفتح المبادرون موقِـعا للحمْـلة على الإنترنت مفتوحا أمام الجميع، أي المهاجرين والمُـتعاطفين الآخرين معهم والمُـدركين لكون الهِـجرة مصدر إثراء وتنوّع. وهُـم يأملون أن تُـساهم الحملة، وخاصة يوم المقاطعة، في إظهار مدى استِـياء المهاجرين من تحميلهم المسؤولية عن مُـختلف الآفات الاقتصادية والاجتماعية التي تُـواجهها فرنسا وسائِـر البلدان الغربية، التي تعتمِـد على عمالة مُـهاجِـرة. فهل نشاهد في ذكرى مرور قرن على انطِـلاق الهجرة، تبلوُر شخصِـية سياسية وثقافية مُميّـزة للمهاجرين بجانب المنظومات القومِـية في بلدان أوروبا الغربية؟

تونس – رشيد خشانة – swissinfo.ch

الجزائر (رويترز) – ذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية يوم الاحد 15 نوفمبر، ان خفر السواحل الجزائري انتشل جثتي اثنين من المهاجرين، بينما تبحث طائرة استطلاع وطائرة هليكوبتر عن 11 آخرين لا يزالون مفقودين.

وقالت الوكالة نقلا عن بيان للبحرية الجزائرية ان الاشخاص الثلاثة عشر كانوا ضمن مجموعة من 21 مهاجرا تحاول الوصول الى اوروبا، عندما انقلب بهم زورقان صباح السبت قبالة ولاية الشلف في غرب البلاد. واستطاع خفر السواحل انقاذ احد المهاجرين وسبح سبعة اخرون الى الشاطئ.

وفي حادث مماثل، انقذ 20 مهاجرا آخر تتراوح اعمارهم بين 17 و29 عاما في وقت متأخر يوم السبت 14 نوفمبر، قرب مدينة عنابة في شرق الجزائر. وتبين الارقام الرسمية أن 1500 جزائري اعتقلوا في عام 2007 لمحاولتهم مغادرة البلاد بطريقة غير مشروعة الى اوروبا.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

الرباط (رويترز) – دعا مسؤولون مغاربة الى وضع سياسة شاملة للهجرة في اطار مشروع وطني واقترحوا منتدى للحوار والنقاش لمناقشة الموضوع وتقليص حجم اثار الازمات على الهجرة.

وقال محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في ختام ندوة دولية حول “انعاكاسات الازمات الاقتصادية على الهجرة” عقدت على مدى يومين “حان الوقت لتدبير ملف الهجرة في شموليته”. وأضاف في ختام الندوة ان موضوع الهجرة “يتطلب رؤية مستقبلية ومشروعا وطنيا قائم الذات، وليس تدخلات قطاعية”.

ودعا الوزير السابق والدبلوماسي المغربي حسن أبو أيوب الى تأسيس “منتدى للحوار والنقاش حول قضايا الهجرة”.

وتعد تحويلات المغتربين المغاربة أهم مصدر للعملة الصعبة للمغرب وتفوق أحيانا ايرادات السياحة.

وقال عامر، ان الازمة أثرت على تحويلاتهم، خصوصا في بلدان مثل اسبانيا، اذ أنخفضت بنسبة 7.1% في 2008، بسبب ارتفاع معدل البطالة بين صفوف المهاجرين المغاربة.

كما ناقش مسؤولون مغاربة ودوليون على مدى يومين اشكاليات قضايا الهجرة وعلاقاتها بعدة عوامل، كالتغيرات المناخية والازمات السياسية، وكذلك سياسات الدول في مجال الهجرة.

وقال المشاركون في الندوة ان التحويلات النقدية من المهاجرين من الدول النامية الى بلدانهم، سجلت ارتفاعا بلغ 15% في الفترة بين 1997 و2007، لكن البنك الدولي يتوقع أن تنخفض هذه التحويلات من 308 مليارات دولار في 2008 الى 290 مليارا في العام الحالي.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 14 أكتوبر 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية