مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قلق إزاء محاولات إسكات صوت سويسرا

أرمين فالبن، المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية لدى إعلانه عن قرار مجلس الإدارة تقليص مواطن العمل في سويس إنفو (برن - 22 مارس 2005) Keystone

أجمعت الصحف السويسرية الصادرة يوم الأربعاء 23 مارس على اعتبار قرار هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية إلغاء سويس إنفو بصيغتها الحالية والتخلي عن الأقسام الأجنبية من بينها القسم العربي "بمثابة إسكات لصوت سويسرا الموجه للخارج".

“سويسرا لم يعد لها وجود” بهذه العبارة المشهورة لأحد فناني سويسرا، بدأت صحيفة بازلر تسايتونغ مقالها المتعلق بمخططات مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية، والرامية إلى القضاء على التواجد الحالي لسويس إنفو بمكوناتها اللغوية الحالية.

إذ ترى الجريدة السويسرية الناطقة بالألمانية أن “هذه الأيام لم تشهد فقط اختفاء شركة الخطوط الجوية الوطنية سويس، بل اختفاء مؤسسة أخرى تحرص على تواجد سويسري في الخارج أي “سويس إنفو” التي كانت في ما مضى تعرف بإذاعة سويسرا العالمية.

وترى بازلر تسايتونغ أن اتخاذ هذا القرار “تم التوقيت له بشكل مفاجئ في اليوم الذي كان ينتظر فيه اتخاذ قرار بخصوص مستقبل شركة الطيران، وهو اليوم الذي كانت فيه سويسرا منهمكة في حل مشكلة أعقد من الاهتمام بمستقبل وسيلة إعلام لا يمكن معرفة مدى أهميتها إلا إذا ما تم إمعان النظر”.

وتحت عنوان “إسكات صوت سويسرا نهائيا”، كتبت صحيفة برنر تسايتونغ الصادرة في برن مقالا ذكرت فيه بالمسار الذي سلكته إذاعة سويسرا العالمية منذ نشأتها في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي وصولا إلى وضعها الحالي كموقع متعدد اللغات على شبكة الإنترنت. واعتبرت الصحيفة أن هيئة الإذاعة والتلفزيون – وفي إطار استراتيجيتها التي أطلقت عليها شعار “القيمة المضافة” – ترغب في إسكات صوت سويسرا في الخارج نهائيا.

وتطرقت الصحيفة إلى رد فعل نقابة الصحفيين التابعة للهيئة، التي رأت أن القرار “مرتجل ولا يرتكز على قواعد قانونية أو سياسية يمكن الدفاع عنها”. كما أشارت إلى موقف نقابة الصحفيين “إمبريسوم” التي وصفت القرار بـ “النكتة السيئة”.

صحيفة در بوند الصادرة في العاصمة الفدرالية برن، تطرقت إلى قرار إلغاء سويس إنفو بمكوناتها الحالية، وشددت على أن القرار “يحتاج إلى تزكية سياسية من قبل وزارة الاتصالات والبيئة والطاقة، ولو أن هيئة الإذاعة والتلفزة ترى أنه لا توجد عوائق قانونية في الطريق”.

وفي تعليق بقلم كريستيان باولي، كتبت الجريدة: “إن ضربة أرمين فالبن وشركائه” في إشارة إلى مدير هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية، ” قد أخطأت الهدف”. وتساءلت باولي عن الأسئلة الكثيرة التي ستبقى بدون أجوبة من قبيل: “من سيتحدث باسم سويسرا للخارج؟ ومن سيتحدث بلغة مفهومة ومهنية للناطقين بالصينية والبرتغالية عن واقع هذا البلد؟، ومن بإمكانه إبقاء صوت هذا البلد الصغير مسموعا في عالم إعلام معولم؟”. وأضافت متسائلة: “هل هي مؤسسة التواجد السويسري أم المؤسسة الثقافية السويسرية بروهيلفيتسيا، أم مؤسسة سويس إنفو؟” قبل أن تنتهي إلى خاتمة مفادها “إنه لمن المحبط ألا تجد سويسرا جوابا عن ذلك”.

صحيفة تاغس انتسايغر الصادرة في زيورخ أوردت في مقال حمل عنوان: “نهاية الأخبار السويسرية الموجهة للعرب واليابانيين” أقوال المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية التي اعتبر فيهاأنه “إذا كان السياسيون يرغبون في استمرار ذلك فعليهم أن يمولوا”.

وبعد أن ذكرت الصحيفة بأن “الحكومة حاولت التوفير على حساب إذاعة سويسرا العالمية”، أوضحت بأن النقاش الدائر حاليا أمام البرلمان سمح بإعادة طرح موضوع إسهام الدولة في تمويل وسيلة إعلام موجهة للخارج، ولكن “بدون توضيح مدى هذا الإسهام” إلى حد الآن.

وفيما يتعلق بحق هيئة الإذاعة والتلفزيون في تقليص حصتها من تمويل ميزانية سويس إنفو في حال تخلي الحكومة الفدرالية تماما عن الإسهام المالي، رأت الصحيفة استنادا إلى تصريحات أدلى بها مارتين دومرموت، المدير الجديد للمكتب الفدرالي للاتصالات أن “القانون غير واضح بهذا الخصوص” وانتهت إلى أنه “ما دام هناك مشروع مطروح للنقاش بخصوص قانون جديد خاص بالإذاعة والتلفزيون، فيجب انتظار بلورة موقف البرلمان الفدرالي”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية