مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوشبان يدعُو الى سويسرا أكثر انفتاحا

السيد باسكال كوشبان أكد لسويس انفو أن مواجهة الاحداث الطارئة تظل أكبر تحديات المهمة الملقاة على عاتقه خلال العام الجديد swissinfo C Helmle

يتولى عضو الحكومة الفدرالية باسكال كوشبان يوم 1 يناير 2003 رئاسة سويسرا خلفا لوزير المالية كاسبار فيلليغر.

وأجرت “سويس انفو” بهذه المناسبة حديثا خاصا مع السيد كوشبان الذي أعرب عن قناعته بضرورة انضمام سويسرا الى الاتحاد الأوروبي لكن بخطى متأنية.

يبدأ السيد كُوشبان عام 2003 بتولي مهام مُزدوجة ستفرض عليه لا محالة جدول أعمال مُكثف ومسؤوليات جسيمة. كوشبان الذي ينتمي إلى الحزب الراديكالي، لن يُصبح رئيس الكنفدرالية الجديد فحسب بل سيتسلم أيضا حقيبة وزارة الداخلية خلفا للاشتراكية روت درايفوس وذلك بعد أن قضى أربع سنوات ونصف على رأس وزارة الاقتصاد.

وهذه هي المرة الأولى التي ينتخب فيها كوشبان رئيسا للكنفدرالية منذ انضمامه الى الحكومة الفدرالية عام 1998. كما أنها المرة الأولى أيضا التي تُسند فيها وزارة الداخلية إلى شخصية تنتمي إلى الحزب الراديكالي منذ عام 1960. ولن تكون مأمورية السيد كوشبان يسيرة على رأس وزارة الداخلية التي تُعنى بعدد من الملفات الاجتماعية المعقدة التي تتطلب جملة من الإصلاحات لعل أبرزها ملف التأمين الصحي.

من جهة أخرى، ستفرض مهمة رئاسة الكنفدرالية على السيد كوشبان إجراء المزيد من الاتصالات مع المندوبين السياسيين الأجانب وخاصة ممثلي الاتحاد الأوروبي. ومعلوم أن برن وبروكسيل تجريان جولة ثانية من المفاوضات الثنائية بهدف إبرام اتفاقيات قطاعية جديدة. وتمر محادثات الجانبين بفترة حرجة بسبب إصرار الاتحاد الأوروبي على تقديم سويسرا للمزيد من التنازلات بشأن السرية المصرفية.

السيد كوشبان سيكون إذن في الواجهة على المستويين الوطني والأوروبي. فكيف يستعد لتحمل هذه المسؤوليات؟

سويس انفو: ما هي السمات التي ستطبع فترة رئاستكم للكنفدرالية؟

السيد باسكال كوشبان: يجب التحلي بالتواضع عند الحديث عن إضفاء ميزة خاصة على رئاسة الحكومة الفدرالية. فمن جهة، لا نشغل هذا المنصب سوى مدة عام. ثانيا، أعتقد أن أعضاء الحكومة متمسكون جدا بمبدأ أساسي ألا وهو أن رئيس الدولة لا يتمثل في شخص رئيس الكنفدرالية بل في جميع أعضاء الحكومة الفدرالية (المتكونة من سبعة مستشارين فدراليين).

إن رئيس الكنفدرالية ليس سوى الأول من ضمن أشخاص متساوين. وفي هذا الإطار، يعتمد الطابع الخاص الذي قد يضفيه أي مستشار فدرالي على دورته الرئاسية على الأحداث الطارئة التي قد تواجهه خلال توليه هذه المهمة والتي تتطلب ردة فعل فورية. وعادة ما تعكس ردة الفعل هاته جانبا هاما من شخصية الرئيس. إذن، احكموا على أدائي بعد سنة من الآن.

سويس انفو: ما هي الملفات التي تولونها أهمية خاصة؟

السيد كوشبان: المحورُ الرئيسي الذي يوجد ضمن جدول الأعمال العادي لرئيس الكنفدرالية يظل السهر على تعزيز الالتحام الوطني والتفاهم بين مختلف المناطق اللغوية وتفادي انفجار نزاعات اجتماعية بدون مبررات وكما قلت في عدة مناسبات، العمل على تعزيز تعاطف السويسريين فيما بينهم. فإن كان لمواطن سويسري رأي آخر، فذلك لا يجعل منه عدوا بل منافسا سياسيا في أسوأ الحالات. إن السويسري ليس عدوا أبدا لمواطن سويسري آخر.

سويس انفو: ستقومون خلال هذه السنة الرئاسية بالسفر إلى الخارج ولقاء نظراءكم الأوروبيين. بعض هؤلاء ينتمون لاتحاد أوروبي ماض في التوسع وينظرون الى سويسرا كجزيرة معزولة. كيف ستفسرون لهم هذه الخصوصية؟

السيد كوشبان: إن ذلك يعتمد على من يتواجد أمامي. عندما ألتقي بالزملاء الأجانب، يبدي بعضهم تفهما كبيرا للموقف السويسري. لكنني أعتقد أنه يجب بالخصوص تذكير محاورينا أن أساس قوة أوروبا بُني على التنوع. تزعجني من حين لآخر بعض الأفكار والملاحظات التي ترد عن بعض المندوبين الصحفيين أو الاقتصاديين – نادرا سياسيين- الذين يعتبرون أن التنوع لا يمكن أن يتحقق سوى داخل الاتحاد الأوروبي. نحن نعيش وضعا مختلفا عن باقي الدول الأوربية، لكن ذلك لا يمنعنا من أن نكون دولة أوروبية أو من إقامة علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي. لسنا مجبرين على السير بخطى واحدة على نفس النسق.

سويس انفو: لكن هنالك ملفا يوليه الاتحاد الأوربي عناية خاصة وهو مسألة السرية المصرفية. ما هي توقعاتكم بخصوص تطورات هذا الملف في عام 2003؟

السيد كوشبان: كما تعلمون، تقدمنا بمقترح جيد جدا للاتحاد الأوربي يتلخص في اقتطاع نسبة من الضرائب مباشرة من مدخرات مواطني الاتحاد الأوروبي في المصارف السويسرية. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الإنسانية التي يقترح فيها بلد، لا هو بمستعمرة ولا هو بتابع لدولة أخرى، اقتطاع الضرائب لحساب دولة أخرى. لقد قوبل هذا المقترح السخي بانتقادات من قبل بعض الشركاء الأوروبيين، لكنني أعتقد أننا أوشكنا اليوم على إيجاد حل.

أتمنى أن نتوصل في غضون الأيام القليلة القادمة إلى اتفاق على أساس مقترحنا دون التخلي عن المبدأ الذي لا نقبل التفاوض بشأنه أي السرية المصرفية. وإذا ما تمكنا من تسوية هذا الملف، فسننجح أيضا في تصفية باقي الملفات المطروحة في المفاوضات الثنائية، ولم لا الشروع في التفاوض بشأن رزمة ثالثة من الاتفاقيات.

سويس انفو: هل مايزال الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ملفا مهما بالنسبة للحكومة السويسرية؟

السيد كوشبان: إن الحكومة الفدرالية ماتزال متمسكة بصيغة “الهدف الاستراتيجي”، الذي هو الانضمام. ولكن هذا ليس له انعكاسات كبيرة على المستوى العملي. والدليل على ذلك أن الاتحاد الأوروبي لا يستدعي سويسرا عندما يوجه الدعوة للدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد. في المقابل، قد تكون لسحب طلب الانضمام دلالة سياسية هامة، لذلك تعتزم الحكومة الفدرالية الإبقاء على طلب التحاقها بالاتحاد الأوربي لكن هذا المشروع لا يوجد ضمن جدول أعمالنا في السنوات القليلة القادمة.

سويس انفو: ستتسلمون أيضا حقيبة الشؤون الداخلية. ألا تبدو هذه المسؤولية جسيمة؟

السيد كوشبان: آمل أن أتمتع بصحية جيدة لتحمل هذه المسؤولية وأن أحظى بدعم زملائي. سيتضح لي لاحقا إن كنت قد أخطأت في تقييم قِواي وأرجو أن لا يكون الأمر كذلك.

سويس انفو: لقد وجهت طيلة سنوات عديدة انتقادات قاسية أحيانا، لوزيرة الداخلية السابقة روت درايفوس حول تعاملها مع ملف التأمين الصحي. ما هو تصوركم لهذا الملف وماذا يجب القيام به الآن؟

السيد كوشبان: إن الاستنتاج الأول يوضح أن النظام الصحي السويسري في حالة جيدة عموما. هنالك أنظمة صحية في الخارج على حافة الإفلاس وهذا ليس حال سويسرا. فشركات التأمين الصحية في سويسرا ليست مفلسة بل تتوفر عموما على احتياطات. من جهة أخرى، تظل جودة الخدمات الطبية والاستفادة من العلاج جيدة. لكن هذا النظام يتطلب تكاليف ارتفعت بسرعة فائقة خلال السنوات القليلة الماضية…وأطمح، إلى جانب معظم المسؤولين السياسيين في هذا البلد، إلى وقف ارتفاع تكاليف الصحة كي يتمكن الجميع من الاستفادة من هذا النظام.

سويس انفو

يتولى رئيس الكنفدرالية المنصب لمدة عام واحد
الأعضاء السبعة الذين يكونون الائتلاف الحكومي يتولون منصب الرئاسة وفقا لنظام دوري
يظل رئيس الكنفدرالية على رأس الوزارة المُسندة اليه ولا تُمنح له سلطات خاصة
دور رئيس الكنفدرالية هو دور تشريفي أساسا ( القيام بزيارات الدولة، تمثيل سويسرا في المناسبات الدولية…)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية