لبنانيون عاجزون عن دفن قتلاهم مع استمرار وجود الدبابات الإسرائيلية على الأرض

من حمودة حسن وأحمد فهمي
الحازمية/صور (لبنان) (رويترز) – عندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، استغل اللبناني عباس التنوخي الفرصة لدفن قريبة له في بلدة الخيام في الجنوب والتي شهدت اشتباكات عنيفة على مدى أسابيع.
وكانت قريبة التنوخي قد قُتلت في إحدى الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على ضواحي بيروت قبل وقف إطلاق النار يوم الأربعاء.
ونص الاتفاق على إنهاء القتال حتى يتمكن السكان على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم.
ولكن مع استمرار انتشار القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، نسق التنوخي تحركاته مع الجيش اللبناني. وفي يوم الجمعة الماضي، وصل هو وأقاربه إلى مقبرة العائلة في الخيام على بعد ستة كيلومترات من الحدود في سيارة إسعاف تحمل جثمان قريبته.
وقال التنوخي (54 عاما) “كنا نحتاج فقط ساعة زمان (لدفنها) تفاجأنا بتطويق الدبابات الإسرائيلية لنا- وعندها دار الرصاص”.
وفر التنوخي مع أقاربه على الأقدام عبر الأراضي الوعرة مما أدى إلى إصابته في يده أثناء محاولته الوصول إلى بر الأمان عند نقطة تفتيش تابعة للجيش اللبناني.
وبعد فترة وجيزة، حاولوا الوصول إلى المقبرة مرة أخرى، لكنهم قالوا إنهم تعرضوا لإطلاق نار للمرة الثانية. وتظهر اللقطات غير الواضحة التي صورها التنوخي رشقات من إطلاق النار.
وقال لرويترز “لم نتمكن من دفنها. اضطررنا إلى ترك جثتها هناك في سيارة الإسعاف. لكننا سنحاول مرة أخرى”.
وتسلط هذه المحنة الضوء على المعاناة والارتباك اللذين يعيشهما سكان جنوب لبنان الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بسبب استمرار تواجد القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لسكان 60 بلدة في جنوب لبنان بعدم العودة إلى ديارهم، وقال إنه يحظر عليهم الوصول إلى بلداتهم حتى إشعار آخر.
ويمنح اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة كلا من لبنان وإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لكنه لا يتضمن بنودا بشأن إقامة منطقة عازلة أو فرض قيود على السكان.
وقال التنوخي “ليش رجعنا… لأن هناك وقف لإطلاق النار… واللي يريّحك أكتر موافقة من اليونيفيل وموافقة من قيادة الجيش… لو ما خبرونا وحاكونا ما كنا روحنا… من حق ابن الجنوب يفوت على قراه وبيته مثل ما يحق للمستوطن يفوت على بيته”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلبات التعليق.