مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لدينا حراس منذ ثلاثين عاماً!

بدأت الخطوط الجوية السويسرية في استخدام الحراس المسلحين على بعض طائراتها منذ حوالي 30 عاماً Keystone Archive

كشفت سويسرا لأول مرة أنها بدأت منذ ثلاثين عاماً في استخدام حراس مسلحين لتأمين بعض رحلاتها الجوية.

ويأتي الإعلان السويسري على خلفية الجدل القائم حول مطالبة واشنطن بوجود رجال أمن مسلحين على متن الطائرات القادمة من الولايات المتحدة أو المتجهة إليها.

لجأت سويسرا إلى هذا الإجراء الأمني للمرة الأولى في أعقاب اختطاف مجموعة من المسلحين الفلسطينيين والأردنيين لطائرة تابعة لشركة سويس إير كانت متجهة من زيورخ إلى نيويورك عام 1970.

ونتيجة للحادث، الذي أسفر عن تفجير الطائرة بعد أن أطلقت المجموعة سراح طاقم الطائرة وجميع الركاب، اصبح تواجد رجال الأمن على متن بعض الرحلات الجوية السويسرية امراً طبيعياً.

أمريكا تشترط

وقد اضطرت برن إلى الكشف عن هذه التدابير الأمنية في اعقاب اللغط الذي ثار مؤخّـرا بسبب مطالبة واشنطن شركات الطيران الدولية باستخدام رجال أمن على متن رحلاتهم الجوية القادمة من وإلى الولايات المتحدة.

وكانت بعض الدول الأوروبية قد اعترضت بشدة على الطلب الأمريكي، حيث صرحت كل من الدانمارك والسويد برفضهما له، على حين اعتبرت البرتغال وجود الأسلحة على متن الطائرة عامل خطرٍ في حد ذاته.

وفي بريطانيا، الحليف العسكري الأول للولايات المتحدة، أبدت كل من الخطوط الجوية البريطانية والطيارين تحفظات شديدة على المقترحات الحكومية باستخدام حراس مسلحين في بعض الرحلات الجوية.

لا مبرر للخوف؟

في المقابل، يدعم الطيارون السويسريون، وشركة الخطوط الجوية “سويس” مبدأ الوجود الأمني المسلح على بعض الطائرات، ويؤكدون بأنه لا مبرر لمخاوف نظرائهم الأوروبيين.

فقد صرح كرسيتيان فراونفيلدر، نائب رئيس اتحاد الطيارين السويسريين في حديث مع سويس إنفو بالقول إنه يتعامل مع وجود الحراس باعتباره مجرد “إجراء أمني احترازي إضافي”. وأردف قائلاً: “لا أعرف حقاً سبب معارضة الطيارين الآخرين. لدينا خبرة جيدة مع رجال الأمن الجويين، وبالنسبة لنا فأن وجودهم على متن الطائرة أمر طبيعي”.

ويتفق جون كلود دونزيل، المتحدث باسم شركة “سويس” مع رأي السيد فراونفيلدر، ويعتبر أن ذلك الوجود الأمني أصبح حقيقية حياتية للكثير من الطائرات السويسرية، ولا يرى داعياً للقلق منه. ويقول في حديث مع سويس إنفو:”نحن نفعل ذلك منذ 30 عاماً. ولدينا أشخاص مدربون بصورة جيدة للغاية، ولم نصادف أبدأ أية مشكلة، ولذا فإننا لا نشارك هذه البلدان مخاوفها”.

ويؤكد السيد دونزيل بأن بعض الرحلات الجوية لشركة سويس تستخدم رجال الأمن بصورة روتينية دائمة، على حين تلجأ الشركة إلى هذا الأجراء في رحلات أخرى اعتماداً على الوضع الدولي. ومن هذا المنطلق، يكمل السيد دونزيل: “لن تكون هناك مشكلة بالنسبة لنا بالتأكيد في حال طالبت الولايات المتحدة بوجود رجل أمن على متن بعض الرحلات الجوية”.

وجود “غير مرئي”!

يُذكر أن حراس الأمن السويسريين يتم اختيارهم من قوات الأمن التابعة للكانتونات، لكنهم يعملون تحت إشراف المكتب الفدرالي السويسري للشرطة.

ويُسود اعتقاد بأنهم يعملون حسب نظام دوري تعاقبي، كي لا يتحولوا إلى ركاب دائمين على بعض الرحلات الجوية. غير أن هوياتهم والتفاصيل المحددة الخاصة بالتدريبات التي يتلقونها تظل سرية لأسباب أمنية.

وفي هذا الشأن، يقول السيد فراونفيلدر: “نحن كطاقم جوي نعرف دائماً متى يكون على متن الطائرة رجل الأمن، كما نعرف أسمه وشكله. لكنه يظل غير مرئي بالنسبة للمسافرين”. ومن الملفت، أنه لم يحدث، خلال الثلاثين عاماً التي استخدمت فيها سويسرا رجال أمن على متن رحلاتها الجوية، أن التجأ أحدهم إلى استعمال السلاح.

ويعتبر السيد فراونفيلدر هذا الأمر مؤشرا على مدى نجاح الإجراء من الناحية الأمنية، ويقول: “إنه مؤشر جيد، إذا كانوا لديك ولا تحتاج إليهم، إذ أن أفضل إجراء أمني هو الوقاية، فإذا اضطررت فعلاً إلى استخدام رجل الأمن، فإن هذا يعني أن إحدى الحلقات في سلسلة الأمن قد تم اختراقها”.

ويكمل قائلاً: “إذا عرف الإرهابيون بأن لديك إجراءات أمن قوية على متن طائراتك، فإنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى منعهم من القيام بعمل ما على متن رحلتك الجوية”.

لذلك، لا يبدي السيد فراونفيلدر دهشة مما حدث في 11 سبتمبر، ويقول: “بالنسبة لي لم يكن مفاجئا اختيار الإرهابيين للطائرات والمطارات الأمريكية، لأن إجراءاتهم الأمنية هشة للغاية هناك”.

سويس إنفو

بدأت سويسرا في استخدام حراس مسلحين على بعض طائراتها منذ عام 1970.
تحول وجود الحراس المسلحين إلى أمر طبيعي في بعض الرحلات الجوية.
من المعروف أن شركتي الطيران الإسرائيلية والسريلانكية تستخدمان حراساً مسلحين على متن رحلاتها.
رفضت كل من الدانمارك والسويد الطلب الأمريكي باستخدام حراس مسلحين على الرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية