مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لودريان في لبنان في محاولة جديدة للضغط من أجل تشكيل حكومة

وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند وصوله إلى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في مقر المجلس الأوروبي في بروكسل بتاريخ 22 آذار/مارس 2021 afp_tickers

عقد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس سلسلة لقاءات في بيروت شمل أبرزها مسؤولين لبنانيين وممثلين عن مجموعات سياسية معارضة، غداة تحذيره من التعامل “بحزم مع من يعطّلون تشكيل الحكومة” رغم ضغوط دولية لتسريع ولادتها وسط انهيار اقتصادي متماد.

والتقى لودريان كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون الادلاء بتصريح.

واستبق المسؤول الفرنسي وصوله إلى بيروت بتغريدة مساء الأربعاء، قال فيها إنه يأتي “حاملاً رسالة شديدة الحزم للمسؤولين اللبنانيين”، مضيفاً “سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، واتّخذنا تدابير (…) هذه ليست سوى البداية”.

وأعلن لودريان نهاية الشهر الماضي أن بلاده فرضت قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن المراوحة السياسية. ولم يتم حتى الآن الإفصاح عن هوية الشخصيات أو ماهية القيود، في محاولة فرنسية ربما لإبقاء التهديد قائماً على مجمل الطبقة السياسية اللبنانية.

وقال عون إثر استقباله لودريان “هناك أولوية قصوى لتشكيل حكومة جديدة”، مشيراً إلى أنه “سيواصل بذل الجهود للوصول الى نتائج عملية على رغم العوائق الداخلية والخارجية”، من دون أن يحددها.

ويشترط المجتمع الدولي على لبنان، خصوصاً منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس، تنفيذ إصلاحات ملحة ليحصل على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها منذ أكثر من عام ونصف العام.

لكن بعد مرور نحو تسعة أشهر على استقالة حكومة حسان دياب إثر الانفجار، ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي والضغوط الدولية التي تقودها فرنسا خصوصاً، لم يتمكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من تشكيل حكومة، على وقع خلاف على الحصص مع التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه عون.

وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية الحادة والخلاف على الحصص. لكن الانهيار الاقتصادي الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل لا تسمح بالمماطلة.

وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين منذ انفجار المرفأ وكرر مطالبة القوى السياسية بتشكيل حكومة تتولى الإصلاح، حتى أنه أعلن في أيلول/سبتمبر عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين.

وتفقّد لودريان، الذي يغادر بيروت الجمعة، مشاريع تدعمها فرنسا في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والتراث. كما التقى ممثلين عن مجموعات معارضة، ممن شاركت في حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد في العام 2019 واستمرت أشهراً، للمطالبة برحيل الطبقة السياسية كافة.

وجرت دعوة مجموعات المعارضة رغم أنّ تأثيرها ما زال محدوداً، ولم تنجح حتى الآن بتوحيد جهودها في جبهة معارضة موحدة.

وأوضح ناجي أبو خليل، من حزب الكتلة الوطنية الذي شارك أحد ممثليه في اللقاء، لوكالة فرانس برس، أنّ ممثلي المعارضة أجمعوا على أنّ “السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو بتشكيل حكومة مستقلة” تتخذ التدابير اللازمة لوقف الانهيار وتنظيم الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقال “قبل عام ونصف، كان المجتمع الدولي لا يزال متردداً في المطالبة بإزالة الطبقة الحاكمة.. لكنه الآن بدأ يفهم أن استمرار وجودها هو مصدر الخطر على لبنان”.

وفي رسالة إلى فرانس برس، انتقد بول وترايس نجار، والدة الطفلة ألكسندرا (ثلاثة أعوام) التي قتلت جراء انفجار المرفأ، لقاء لودريان مع المسؤولين السياسيين. وخاطبا الوزير بالقول “نودّ أن تعلموا أننا لم نعد نرغب بهم في لبنان. وعوض تهديدهم بالعقوبات، تحركوا عبر تجميد كافة أصولهم في فرنسا وأوروبا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية