مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لوكارنو 2010: إدارة فنية جديدة وهيمنة فرنسية ملفتة

شعار الدورة الثالثة والستون للمهرجان الدولي للأفلام بلوكارنو الذي تنظم فعالياته بين 4 و14 أغسطس 2010 Festival del Film Locarno

"لا يتوقف دور المهرجانات فقط في أن تكون نافذة للتعريف بالإنتاج السينمائي، ودعمه، ولكن أيضا نقده وامتلاك القدرة على التدخل من أجل تسريع الإعتراف بمبدع ما، أو تعزيز حضور دولة ناشئة على الساحة السينمائية الدولية".

بهذه الرؤية الطموحة والمتجددة يدشن المهرجان الدولي للسينما بلوكارنو، هذا العام عهد أوليفي بير، المدير الفني الجديد، بمشاركة 290 فيلما طويلا، و70 عملا جديدا، منها 50 فيلما تعرض لأوّل مرة في مهرجان دولي، وحضور فرنسي وروماني لافتين.

وخلال الندوة الصحفية السنوية التي عقدتها إدارة المهرجان يوم 14 يوليو بمدينة برن، أوضح بير أن الدورة الثالثة والستين للمهرجان والتي تمتد من 4 إلى 14 أغسطس القادم تتخللها الكثير من المفاجآت، وبالنسبة إليه فإن “المفاجأة قرينة نجاح أي مهرجان، فهي تعني اكتشاف الجديد، وخلق علاقة تفاعلية قوية بين الجمهور والأعمال المعروضة”.

وتظل الخاصية المشتركة لجميع أقسام هذه الدورة انتماء أغلبية السينمائيين، كتابا ومخرجين وممثلين، إلى الأجيال الشابة الصاعدة، وهو دليل آخر بحسب المدير الفني على ما تتميز به هذه الأعمال من “حيوية وإبداع وتجديد”، وبرهان على رغبة إدارة المهرجان في “الانفتاح على جميع أشكال وأنواع الإنتاج السينمائي الهادف والمستقل”.

وبهذا تظل لوكارنو وفية لإختيارها في أن تكون مختبرا لسينما المستقبل، فالصور والنصوص التي تعرض اليوم ضمن قسم السينما التجريبية، يمكن ان تكون لغة سينما المستقبل، أو مبعث ثورة شاملة في ميدان الفنون الجميلة.

برنامج ثري وغياب عربي كامل

البداية مع المسابقة الدولية، حيث يتنافس عشرون فيلما طويلا أغلبها يعرض لأوّل مرة على الفوز بجائزة الفهد الذهبي، وتنتمي إلى مختلف قارات العالم، فنجد مثلا فيلم ” التجاعيد” للمخرج دينيس كوتاي، من كندا، و”عطلة الشتاء” للمخرج لي هونغ كي من الصين، و”رجل في الحمام” لكريستوف هونوري، من فرنسا، و”مورجين”، للمخرجة الشابة ماريان كريستان، من رومانيا، بالإضافة إلى فيلميْن سويسريين “أغاني العشق والكراهية” للمخرجة كاتلين غودراس، و”الغرفة الصغيرة” لستيفاني شواط، وفيرونيك ريموند، وميشال بوكيت، وغيرها…

وفي قسم المسابقة الرئيسية الثانية “سينمائيو الحاضر”، والذي تحرص فيه إدارة المهرجان على التعريف بالأعمال الواعدة، يشارك 19 فيلما، جميعها تطمح للفت أنظار الجمهور والنقاد، وطرق أبواب المستقبل من نافذة لوكارنو.

ومن بين الأعمال المشاركة في هذا القسم السلسلة التلفزيونية “مفروزة” « The Art of Telling » للمخرج الفرنسي إيمانويال ديموريس، من انتاج عام 2010، وتتركز هذه السلسلة على تصوير مفردات الحياة في الأحياء الفقيرة في الإسكندرية وسوف تعرض حلقاتها الخمس كاملة.

وضمن نفس المسابقة نجد أيضا فيلم “12 سبتمبر” للمخرج الألماني من أصل تركي أوسلم شولاك، و”Prud’Hommes “، للمخرج السويسري ستيفان غويل، وقد أنتج هذا الفيلم بمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.

لكن الملفت في هذا البرنامج الغياب التام للسينما العربية أو الإيرانية، وإذا كان من المعلوم ان الأفلام العربية الجديدة التي لم تعرض من قبل على الساحة الدولية قليلة جدا وهي مدار منافسة شديدة بين أهم المهرجانات السينمائية، فإنه من الصعب فهم أو تفسير الغياب الإيراني، إلا إذا تعلق الأمر بتضييقات سياسية داخلية على المخرجين الإيرانيين (لم يُعلن عنها) أو بتجاهل أو نسيان من جانب أطراف قد تحاول التماهي مع أجندات لا علاقة لها بالفن السابع.

الساحة الكبرى

ومن يتحدث عن مهرجان الأفلام، لا يمكنه بأي حال أن يتجاهل الساحة الكبرى Piazza Grande ، رمز لوكارنو، وعنوان جمالها وطرافة مهرجانها، والتي تعيش كل سنة على إيقاع أعمال سينمائية تجتهد إدارة المهرجان في أن تنال إعجاب الجموع الغفيرة التي تحج إلى هذه الساحة مساء كل يوم، وقد بلغ عدد الذين شاهدوا هذه العروض سنة 2009 حوالي 60.000 شخص.

وسيكون الإفتتاح هذه السنة مع فيلم فرنسي، ينتمي بحسب بير إلى الأعمال السينمائية الكبرى، ومن خلاله تريد الإدارة الجديدة وضع بصمتها، وربما إعلان انبلاج فجر جديد، وانطلاقة واعدة لمهرجان لوكارنو، والفيلم المقصود هنا “Au fond du bois” للمخرج الفرنسي بينوا جاكوت.

ومع تتابع أيام المهرجان، تتنوع العروض في هذه الساحة بين الأفلام البوليسية، التي لها جمهورها الخاص، وأفلام الرعب، كفيلم « invisibleboy » لفليب بارينّو من فرنسا أوالفيلم الفنلندي Rare Exports وأعمالا أخرى بلغات مختلفة منها الألمانية، والإيسلاندية، والإنجليزية.

وإحياءً ليوم الفرنكفونية، الذي ينظمه المهرجان هذه السنة ويشرف عليه ويرعاه نيكولا بيدو، المسؤول عن دائرة السينما بالإدارة الفدرالية ببرن، سيكون روّاد الساحة الكبرى بلوكارنو على موعد مع فيلم بوليسي بعنوان “المحامي”، لسيدريك أنغر، هو الآخر من فرنسا.

أما خاتمة هذه العروض الخاصة فمن المنتظر أن تكون مع الفيلم السويسري “Pédaleur du charme” للمخرج هيغو كوبلات، في أوّل عرض دولي له .

شكوى من قلة التمويل الرسمي

وبالتعاون مع إدارة المهرجان، تقترح “مؤسسة الأفلام السويسرية” المتخصصة في الترويج للإنتاج السينمائي السويسري على الجمهور في هذه الدورة عددا كبيرا من الأعمال التي تختلف في أصنافها الفنية وفي مستويات جودتها، بعضها يحتل موقعه في الساحة السينمائية الدولية وبعضها الآخر، لا يزال في مرحلته التجريبية، لكن القاسم المشترك بينها جميعا الإستفادة من فرصة لوكارنو للإنفتاح على السينما العالمية.

وبحسب ماركو سولاري، رئيس التظاهرة فإن مهرجان لوكارنو هو “مهرجان دولي قبل أن يكون سويسريا أو أوروبيا”، وهو يتمتع اليوم “بثقة الموّلين الخواص، وبلغت ميزانيته الحالية 11.3 مليون فرنك بعد أن كانت حتى عهد قريب 4 ملايين فقط”، على حد تأكيده.

وعدّد سولاري أمام وسائل الإعلام القائمة الطويلة للجهات المموّلة بدءً بمصرف يو بي إس، مرورا بمحلات “مانور” التجارية وشركة الإتصالات “سويسكوم”، وكذلك مؤسسة البريد السويسري، وجهات أخرى يطول ذكرها.

لكن الرئيس ماركو سولاري، وبحضور المسؤول الأوّل عن دائرة السينما في الإدارة الفدرالية، لم يفوّت الفرصة، حيث وجه نقدا لاذعا لهذه الإدارة، التي “لا تقدّر – حسب رأيه – الجهود والمكاسب التي يحققها مهرجان لوكارنو، فمبلغ 2.5 مليون فرنك المخصص لتشجيع السينما السويسرية غير كاف بالمرة”.

ونظرا للموقع المتقدم الذي بات يحتله مهرجان لوكارنو على الساحة الثقافية الدولية عموما، حث ماركو سولاري السلطات المحلية في كانتون تيتشينو، ونظيرتها الفدرالية في برن للإنخراط أكثر في تمويل هذه التظاهرة التي تحفظ – حسب رأيه – ثقافة هذا البلد لأنه “من دون ثقافة وطنية.. لا وجود لهوية وطنية”.

عبد الحفيظ العبدلي – برن – swissinfo.ch

إجمالي الجمهور: 157.057 مشاهدا.

مشاهدي الأفلام في قاعات السينما: 98.957 مشاهدا.

الحضور في ساحة العروض الكبرى: 58.100 مشاهد.

قدرة الإستيعاب:
ساحة العروض الكبرى: 8.000 مقعد.

قاعات العرض: 6.475 مقعدا.

شاشات العرض: 11 شاشة.

عدد الأفلام المشاركة:
الأفلام وأشرطة الفيديو: 195

الأفلام القصيرة: 201

البلدان الممثلة بأعمال في الدورة: 45.
حضور المشتغلين في مجال الفن السابع: 2.985

الصحافيون الحاصلون على بطاقة اعتماد: 955

عدد المقالات التي نشرت حول المهرجان: 6.700

في 25 سبتمبر 2009 عيّن مجلس إدارة المهرجان الدولي للأفلام بلوكارنو أولفيي بير مديرا فنيا للمهرجان ليخلف بذلك فريديريك ميير الذي دعي لإدارة المكتبة السينمائية السويسرية التي يوجد مقرها بلوزان.

ولد الفرنسي أوليفي بير في مارساي سنة 1971، ودرس الأدب بجامعة السربون بباريس.

اشتغل بالمكتبة السينمائية الفرنسية بداية من 1995، وبسرعة أصبح المسؤول عن البرمجة، وأشرف على تنظيم العديد من حفلات التكريم والتظاهرات الفنية.

بالتوازي مع ذلك، بدأ بير سنة 1996: التعاون مع مهرجان السينما “لقاءات” Entrevues ببلفورت، حيث كان ينظم ندوات حوارية حول مسيرة وإنتاج المشاركين في المهرجان.

بعد سنة من ذلك بدأ أوليفي بير الإشراف على صفحة الفن السابع بالمجلة الأسبوعية الثقافية الفرنسية “Les inrockuptibles”.

وعيّن بير سنة 2004، مندوبا عاما عن فعالية ” نصف شهر المخرجين “المنظم من طرف جمعية مخرجي الأفلام، والتابع لمهرجان كان السينمائي .

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية