مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مرشحون من سويسرا الخامسة على القوائم الإنتخابية

swissinfo.ch

فيما يقترب موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية، تتأكد مجددا ظاهرة اهتمام الأحزاب السياسية بأصوات السويسريين المقيمين في الخارج.

فقد تجاوز عدد المرشحين من “سويسرا الخامسة” المسجلين على قوائم الأحزاب السياسية 40 شخصا يخوض معظمهم السباق ضمن حزب الشعب السويسري (يمين متشدد).

في هذه السنة الإنتخابية، كان من الطبيعي أن يتحول السويسريون المقيمون في الخارج الذين يناهز عددهم 650 ألف شخص (أي حوالي عُشُر سكان الكنفدرالية) إلى رهان سياسي تتنافس عليه الأحزاب المتبارية التي أصبحت أكثر وعيا بأهمية أصوات ما يُعرف بـ “سويسرا الخامسة”.

ومن الملفت أن عدد سويسريي الخارج الطامحين إلى الظفر بمقعد في البرلمان خلال الإنتخابات الفدرالية المقرر إجراؤها يوم 21 أكتوبر القادم قد تجاوز الأربعين وهو أمر يحدث للمرة الأولى.

المزيد

المزيد

سويسرا الخامسة

تم نشر هذا المحتوى على يُـرمز بهذا التعبير لمُـجمل السويسريين المقيمين خارج أراضي الكنفدرالية. كما يستخدم تعبير “الخامسة” للإشارة إلى أنها تمثل إضافة مكملة للمجموعات اللغوية الأربعة (الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش)، التي تعيش فوق التراب السويسري. يفوق عدد المهاجرين السويسريين 645 ألف شخص، ويقيم معظمهم في بلدان الاتحاد الأوروبي. كما تتعهّـد منظمة السويسريين في الخارج بالدفاع عن مصالحهم لدى السلطات…

طالع المزيدسويسرا الخامسة

حزب الشعب في المقدمة

أولي ماورر، رئيس حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) صرح يوم 14 أغسطس في برن لدى تقديمه لقوائم مرشحي حزبه بأنه “فيما يتعلق بحشد سويسريي الخارج، فنحن متقدمون بمسافة عن الآخرين”. وبالفعل، بلغ عدد المهاجرين الذين ترشحوا على قوائم الحزب في كل من زيورخ وجنيف وشافهاوزن 33 شخصا يقيمون في 22 بلدا موزعين على القارات الخمس.

ويتمثل هدف الحزب في إيصال مرشح واحد على الأقل من السويسريين المقيمين في الخارج إلى البرلمان وبدا ماورر مطمئنا لإمكانية تحقيق ذلك حيث قال: “نتمتع بأقوى الحظوظ لانتزاع مقعد في زيورخ حيث يكفي الوصول إلى ما بين 1،5 و 2% من الأصوات”.

حظوظ ضعيفة

بيتر سيمون كاول، الذي يعمل مقاولا بألمانيا وإنجي شوتز، التي تدير القسم التجاري بالسفارة السويسرية في السويد هما أبرز الأسماء على قائمة مرشحي الحزب في زيورخ.

ويؤكد الإثنان على أولوية الحوار سواء تعلق الأمر بالداخل السويسري أو بالعلاقات مع الخارج وتقول إنجي شوتز لسويس إنفو: “من المهم جدا أن نتمكن – باعتبارنا سويسريين مقيمين بالخارج وعلى دراية [انظمة سياسية أخرى – من تقديم خبرتنا لسويسرا”.

في المقابل، يبدي المرشحان قدرا كبيرا من الواقعية حيث أن النظام الإنتخابي الحالي (الذي لا يتيح للمرشحين المقيمين في الخارج تمثيلا خاصا بهم في البرلمان) يقلص حظوظهم في الفوز بمقعد إلى أدنى حد.

إمكانات هائلة

وتلخص إنجي شوتز الموقف قائلة: ” سيكون من العسير جدا فرض أنفسنا هذه المرة بسبب النظام الحالي لكن عدد الناخبين المقيمين في الخارج في تصاعد مستمر لذلك يجب التوصل مستقبلا إلى حل جديد لتحسين تمثيليتهم في البرلمان”.

وتعتبر شوتز أن تكاثر عدد الترشحات المقدمة من طرف سويسريي الخارج ستكون عاملا محفزا وستساعد على تطوير الإمكانات الهائلة المتمثلة في أكثر من 380 ألف سويسري مقيم في الخارج لم يسجلوا أسماءهم بعدُ في اللوائح الإنتخابية، وأكدت أن الطريقة التي سيصوت بها السويسريون في الخارج “ليست مثار الإهتمام بل الأهم هو أن يكونوا مسجلين على اللوائح الإنتخابية وأن يصوتوا”.

وعندما يحدث ذلك فإن العديد من القضايا المهمة للمهاجرين السويسريين مثل التأمين على العجز والشيخوخة وجرايات التقاعد في الخارج والإزدواج الضريبي والتأمينات في حالات الأزمات الإستثنائية (مثل إعصار تسونامي) والإشكاليات المرتبطة بعمليات التأميم أو انتزاع الممتلكات ستجد موقعا لها ضمن الأجندة السياسية الوطنية.

الإشتراكيون في المؤخرة

في سياق متصل، اتضح أن بقية الأحزاب السياسية لم تتمكن من مجاراة حزب الشعب السويسري في ترشيح سويسريي الخارج على قوائمها الإنتخابية.

فالحزب الراديكالي لم يرشح أكثر من 6 أشخاص (4 في كانتون زيورخ و2 في كانتون شافهاوزن) في حين اقتصر الديمقراطيون المسيحيون والخضر (وهما حزبان يتوقع أن يحققا نتائج جيدة في أكتوبر القادم) على ترشيح مهاجر واحد على قوائمهم.

أما الحزب الإشتراكي، وهو الثاني لجهة الأهمية في البلاد، فليس له أي مرشح مقيم في الخارج على الرغم مما أثارته مبادرته الداعية إلى إنشاء “الكانتون رقم 27” عبر تخصيص عدد من المقاعد البرلمانية للسويسريين المقيمين في الخارج من اهتمام سياسي وإعلامي.

في المقابل، أطلق الحزب موقعا على شبكة الإنترنت يُعنى بتحسين سبل التواصل مع الجاليات السويسرية المقيمة في شتى أنحاء العالم.

رينات كونسلي – سويس إنفو

(ترجمه وعالجه كمال الضيف)

* من عام لآخر، يزداد عدد المواطنين السويسريين المقيمين في الخارج والمسجلين في القوائم الانتخابية.
* في عام 1992، كان عددهم 15000 شخص، وفي عام 2006، ارتفع عددهم إلى 110000 شخص.
* هذا الرقم يساوي 22،5% من السويسريين المقيمين في الخارج الذين يحق لهم التصويت.

في موفى عام 2006، بلغ عدد المواطنين السويسريين المقيمين في الخارج 645010 شخص، أي بزيادة 10794 شخص (+1،7%)، مقارنة بموفى عام 2005.

يبلغ عدد المسجلين منهم على اللوائح الإنتخابية في الكانتون الذي يقدمون منه 112000 شخص وهو ما يساوي تقريبا الحجم الإنتخابي لكانتون بازل المدينة.

تقيم أغلبية السويسريين في الخارج في الاتحاد الأوروبي (390182 شخص)، وتوجد أكبر جالية سويسرية في الخارج في فرنسا (171732 شخص)، ثم في ألمانيا (72384 شخص) وإيطاليا (47012 شخص).

خارج أوروبا، تأتي الجالية المقيمة في الولايات المتحدة في المقدمة (71984 شخص) متبوعة بكندا (36374 شخص) وأستراليا (21291 شخص).

هذه هي المرة الرابعة التي يتمكن فيها مرشحو “سويسرا الخامسة” من المشاركة في الإنتخابات الفدرالية. وقد تقرر إجراؤها هذا العام يوم 21 أكتوبر 2007.

تظل حظوظ هذا الصنف من المرشحين في الفوز محدودة جدا نظرا لأن القانون يفرض عليهم ترشيح أنفسهم في كانتونات إقامتهم الأصلية حيث لا يكاد يعرفهم أحد.

لهذا السبب طالب الإشتراكيون بتمكين السويسريين المقيميين في الخارج من تمثيل خاص بهم في البرلمان من خلال تشكيلهم مثلا للكانتون السابع والعشرين.

هذا المقترح يمثل استعادة من طرف اليسار لفكرة طرحها فولف ليندر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برن الذي يرى أنه يجب تمكين سويسرا الخامسة من 10 مقاعد في مجلس النواب (الغرفة السفلى) ومن مقعدين في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية