مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارضو دافوس : ما بين الباحثين عن الحلول البديلة والداعين الى المواجهة العنيفة

معارضو دافوس Keystone / Michele Limina

معارضو العولمة يجندون أنفسهم لمواجهة انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا : من المؤتمر الاجتماعي البديل في بروتو اليغري بالبرازيل ومرورا بمؤتمر "عيون الجمهور على دافوس " وانتهاء عند أنصار المشاركة في مظاهرة غير مسموح بها في السابع والعشرين من الشهر بدافوس شعار واحد: " العولمة بصيغتها الحالية ليست في صالح الجميع ، ومنتدى دافوس الاقتصادي نادي خاص بأغنياء العالم وَظٌف للترويج لها ".

مع قرب انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري مابين 25 و 30 يناير الحالي يزداد التوتر في صفوف أجهزة الأمن الساهرة على تأمين حسن سير هذا الملتقى العالمي الهام الذي يستقطب في دورة هذا العام اكثر من 2000 شخصية عالمية من بينها اكثر من 30 رئيس دولة وحكومة والعديد من الوزراء .
سبب هذا التوتر تعدد الجهات المعارضة للعولمة والتي تنوي التعبير عن ذلك بهذه المناسبة وبشتى الطرق .

المجموعة التي تستقطب الاهتمام هي خليط من التجمعات اليسارية الهامشية ، تميزت بتحديها للسلطات ودعوتها إلى تنظيم مظاهرة في شوارع دافوس يوم 27 يناير بالرغم من رفض السلطات هذا الطلب . ويتجلى هدفها حسب منشوراتها في ” منع انعقاد منتدى دافوس على المدى المتوسط ” لأنها ترى أنه عبارة ” عن مكتب سياسي للأمبريالية ” وأنه يحتمي وراء تنظيم الندوات للترويج والدعاية للنظرة الشمولية لنخبة النظام العالمي الجديد ” .
وقد دعت هذه المجموعات أتباعها للتوافد على دافوس ابتداء من 24 يناير للقيام بنشاطات تعرف ذروتها في مظاهرة يوم 27 يناير .

التجمع الثاني المعارض لمنتدى دافوس والذي أطلق على نفسه إسم ” عيون الجمهور على دافوس ” اختار تنظيم مؤتمر بديل في مدينة دافوس ما بين 25 و 28 يناير . يضم هذا التجمع ثماني منظمات غير حكومية عاملة في ميادين التنمية وحماية البيئة وبرئاسة ” منظمة إعلان بارن ” .
مؤتمر ” عيون الجمهور على دافوس ” وجه الدعوة بالدرجة الأولى للمنظمات غير الحكومية من الشمال والجنوب لكي ” تقدم الدلائل عن التأثيرات السلبية للعولمة الاقتصادية ولكي تطالب بانتهاج سياسة اقتصادية عادلة ومستديمة “.
هذا المؤتمر البديل وعلى النقيض من منتدى دافوس مفتوح أمام الجمهور، ومن المواضيع المطروحة للنقاش فيه: “منتدى دافوس الاقتصادي والإدارة الجماعية للعالم” لمحاولة توضيح تأثير منتدى دافوس في السياسات الدولية وتقديم ” الحلول البديلة لإدارة جماعية لشئون العالم تحترم حقوق الإنسان والتنمية المستديمة ” . ويتطرق هذا المؤتمر البديل بالطبع إلى خصومه في هذه المواجهة أي منظمة التجارة العالمية والشركات المتعددة الجنسيات بحيث يستعرض بالنسبة لمنظمة التجارة العالمية ” التأثيرات السلبية على بلدان الجنوب ” ويحاول التركيز على مسئولية الشركات المتعددة الجنسيات ” بتحميلها المسئولية القانونية عند انتهاك الحقوق الأساسية ” وسيتم التطرق لحالات خاصة بهذه المناسبة تتعلق بالشركة البترولية “شيل ” في نيجيريا .
وسيعقد منظمو المؤتمر البديل ” عيون الجمهور على دافوس ” يوميا ندوة صحفية لانتقاد ما يتم تداوله في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي .

الحركة التي تزعمت معارضة العولمة المعروفة باسم ” جمعية ATTAC ” أي جمعية مناصرة فرض رسوم على المبادلات المالية الدولية، وبمساعدة العديد من المنظمات تعقد هي الأخرى في مدينة زيورخ في 26 يناير مؤتمر ” دافوس الآخر ” . منظموه يقولون أنهم ليسوا ضد العولمة ولكنهم ” ضد عولمة تتحكم فيها 250 شركة متعددة الجنسيات توجه الاقتصاد العالمي كما يحلو لها ” .
وبالإضافة إلى انتقاد العولمة من شتى الجوانب ، اختار منظمو ” دافوس الآخر ” مواضيع مثل ” فلسطين :دوافع الانتفاضة الحالية ” أو” كلومبيا: كيف تم تمويه اعتداء عسكري بعملية محاربة مهربي المخدرات”.

وكل هذه التظاهرات البديلة التي تنظم احتجاجا ضد انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي تتابع باهتمام بالغ ما يجري في “بورتو اليغري ” بالبرازيل حيث تعقد القمة الاجتماعية العالمية . هذه القمة الاجتماعية التي جلبت اكثر من 10000 مشارك يراد بها أن تصبح سنوية وان تعقد في نفس فترة عقد منتدى دافوس الاقتصادي . ولاشك ان هذه القمة الاجتماعية إذا ما كتب لها الاستمرار فإنها قد تشكل التحدي الجدي لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي ، خصوصا إذا ما حذت شخصيات عالمية في المستقبل حذو ضيوف قمة هذه السنة من أمثال الزعيم الجنوب إفريقي نيلسن مانديلا أو رمز كفاح الفلاحين الفرنسيين ضد هيمنة المعايير الأمريكية جوزي بوفي.


محمد شريف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية