مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقالُ هاني رمضان يثير الجدل

بيت الصلاة في مسجد جنيف Islamische Kulturstiftung Genf

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول مقال نشره رئيس المركز الاسلامي في جنيف في صحيفة فرنسية الى محور جدل في وسائل الاعلام السويسرية الناطقة بالفرنسية وفي صفوف الجالية المسلمة.

اثر الجدل الذي أُثاره نشرُ صحيفة “لوموند” الفرنسية يوم 9 من سبتمبر الماضي لمقال بعنوان “الشريعة المُساء فهمُها” لمُدير المركز الإسلامي في جنيف السيد هاني رمضان، حاولت بعضُ وسائل الإعلام السويسرية متابعة النقاش الساخن الذي ولّده هذا المقال في فرنسا أولا ثم سويسرا، وتحديدا في جنيف حيث انتهز بعضُ السياسيين الفرصة لتبرير رفضهم لفتح مراكز دينية في الكانتون.

لم يكن مُستغربا أن تُتابع وسائلُ الإعلام الفرنسية أو السويسرية هذا النقاش بحماسة وبدرجات مُتفاوتة من الإدانة. فالحديثُ عن تطبيق الشريعة الإسلامية مُرتبطٌ في مُعظم الأذهان الغربية بعقوبات “وحشية يعودُ تطبيقها إلى القرون الوسطى”، مثل قطع اليد للسارق ورجم الزاني أو الزانية إلى الموت، حتى إن كان الغربيون يُركزون في هجومهم على العقوبة الثانية على مصير المرأة الزانية أكثر من الرجل الذي يرتكب نفس الفاحشة.

كانت هاتان العقوبتان من النقاط التي وردت في مقال السيد رمضان، الذي عكس تصوُّره للشريعة مُلفتا الانتباه إلى أن العقوبات المُتعلقة بالسرقة والزنى مثلا “لا تُطبق إلا في مُجتمع يضمن احترام المعايير والقيم الإسلامية”. وبالتالي، “ليس واردا قطع اليد للسارق في دولة لا توفر له سبل العيش بكرامة، ولا يمكن رجم الزاني إلا عند توفر أربعة شهود عيان للفاحشة المُرتكبة، وهو شرط قد يستحيل تطبيقه إلا في حال اعتراف المُسلم أو المُسلمة بهذا الذنب” مثلا، يوضح كاتب المقال.

وكانت الفقرات التي خصصها السيد هاني رمضان في مقاله لحالات الإصابة بمرض فقدان المناعة المُكتسب “ايدز” في إطار العلاقات الجنسية غير الشرعية، أكثر المحاور التي أثارت الاحتجاج والغضب لدى بعض المنظمات المختصة في مساعدة المصابين بالسيدا، حيث يقول السيد رمضان “لا يتعرض للإصابة سوى الأشخاص ذوي التصرفات الجنسية المُنحرفة”.

ومع أنه أشار إلى ضرورة الاعتناء بمرضى السيدا، وإمدادهم بالدعم اللازم إلى النهاية، فان السيد رمضان أغفل الإشارة على سبيل المثال إلى الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض نتيجة خيانة من الزوج أو الزوجة، أو الجنين الذي يتلقى فيروس الداء من أمه، فما ذنب هؤلاء المصابين؟

اصلاح بخات – سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية