مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقترح تنظيم الأولمبياد الشتوي لا يحظى بالإجماع في كانتون فالي

كانت آخر مرة استضافت فيها سويسرا الالعاب الأولمبية الشتوية سنة 1948، مباشرة عقب الحرب العالمية الثانية . ومنذئذ كل الترشحات السويسرية باءت بالفشل سواء بقرار من الناخبين او من اللجنة العالمية الأولمبية. RDB

بعد فشل ترشيح مدينة سيون لاحتضان أولمبياد 2006، يشارك كانتون فالي مرة أخرى في السباق من أجل الظفر بتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية. وفي يوم الجمعة 13 يناير 2017، أعطيت ضربة البداية في إطلاق عملية الترشّح لألعاب 2026، والتي من المفترض أن تشمل جميع المناطق الغربية من سويسرا.

في كانتون فالي، ينبعث الحلم الأولمبي مجددا بكل بطء وهدوء من تحت الرماد. ويوم الجمعة، أطلقت عملية الترشّح رسميا تحت عنوان “سيون 2026، الألعاب في قلب سويسرا”، والتي من المنتظر أن تستفيد من انعكاساتها الإيجابية أربع كانتونات في سويسرا الغربية، وسيون، كمدينة مضيفة.

يشمل ملف الترشّح السويسري للألعاب الأولمبية الشتوية 2026 أربعة كانتونات تقع في الجهات الغربية من البلاد. zVg

عملية ترشّح أخرى، وهذه المرة بكانتون غرابوندن، تتوقّع توزيع السباقات على كانتونات عديدة منها تورغاو، وسانت غالن، وربما أيضا شافهاوزن. وسوف يصدر البرلمان الرياضي لـ “سويسرا الأولمبية”رابط خارجي (أي اللجنة الأولمبية السويسرية) في شهر أبريل المقبل قراره بشأن هذيْن الترشحيْن، فيما يتم الحسم في عملية الإختيار على المستوى الدولي في شهر يونيو 2019.

كريستوف كليفاز، الأستاذ في معهد الجغرافيا والإستدامة بجامعة لوزانرابط خارجي، والمستشار البلدي في مدينة سيون تحت لافتة حزب الخضر، يُوجّه انتقادات لاذعة لهذه الترشّحات، لأنها تستند، بحسب رأيه، إلى نموذج للتنمية السياحية عفا عليه الزمن.

swissinfo.ch: هل يُعدّ ترشّح سيون لتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026، خبرا سارا بالنسبة لكانتون فالي؟

كريستوف كليفاز: أنا لست متفائلا أبدا بهذا الترشّح للألعاب الأولمبية. وبصفتي مستشارا بلديا في سيون، فأنا جد قلق على الوضع المالي المستقبلي لمدينتي. والدراسات تثبت أنه في الفترة الفاصلة بين عامي 1960 و 2012، وصلت نسبة تجاوز الميزانيات المخصصة للالعاب الأولمبية الشتوية إلى 179%.

يعارض المفكّر والمدافع عن البيئة كريستوف كليفاز ترشّح سيون لإستضافة الالعاب الاولمبية 2026. swissinfo.ch

وإذا ما كان علينا تنظيم هذه الألعاب، حتى ولو كان بشكل غير مركزي، فهذا يعني أن مواردنا المالية وقوانا البشرية ستخصص لهذا المشروع طيلة عدة سنوات. ولن يكون لدينا بعد ذلك موارد كافية لاستثمارها في ميادين أخرى تحظى بالأولوية مثل التعليم ورياض الأطفال على سبيل الذكر.

swissinfo.ch: ولكن، أليست فرصة لا تعوّض لإنعاش السياحة في المنطقة وهي التي تمرّ حاليا بأوقات صعبة؟

كريستوف كليفاز: مع التغيرات المناخية، العاملون في المجال السياحي مدعُوّون إلى تنويع انشطتهم، وإلى التركيز اكثر على الموسم الصيفي. وتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية، هو بالتحديد إرسال إشارات خاطئة في الوقت الخطأ. والمروّجون لهذا الترشّح كل ما يقومون به هو الإستمرار في العمل بنموذج قديم يقوم على القول بأن مستقبل القطاع السياحي يتحدد في الموسم الشتوي فقط ومن خلال رياضات التزلّج. 

swissinfo.ch: من المفترض أن تكون الألعاب الأولمبية فرصة جيّدة لإعادة التفكير في مستقبل مدينة أو منطقة ما؟

كريستوف كليفاز: بالتأكيد في تورينو، على سبيل المثال، أدت الألعاب الأولمبية لعام 2006 إلى إنعاش السياحة محليا وإلى تحسين البنية التحتية في المناطق الحضرية، والتي ما كان لها أن تحصل لو لا تلك الألعاب. ولكن بالنسبة لسيون، لا أرى بصدق أي شيء يمكن إنجازه أو كيفية إيجاد التمويل له بفضل هذه الألعاب.

swissinfo.ch: يعتزم رجل الأعمال كريستيان كونستانتان وهو من كانتون فالي، تحويل مصفاة “كولمباي – موراز” إلى قرية أولمبية وإلى مدينة بيئية في المستقبل. بوصفك أحد المشجعين للتنمية المستدامة، من المفترض أن تكون سعيدا بهذا. أليس كذلك؟

كريستوف كليفاز: كريستيان كونستانتان يحمل أوهاما. إنه يظن أن هناك أبعاد بيئية في مشروعه. ولكن وظيفته هي البناء. هو يريد أن يحصل على عمل. هذا كل ما في الأمر. وليس صدفة أن يكون هذا الأخير هو من يقف وراء مشروع ترشّح سيون 2026، وليست الدوائر السياحية.

حبذا إذا ما نجح في تحقيق شيء طموح في ذلك المكان الملوّث، ولكن مشروعه يواجه اعتراضا قويا في منطقة شابليه. فبتشييده لمدينة قادرة على استقبال 20.000 ساكن، سوف يُضاعف مرة واحدة عدد السكان المحليين. وفي سويسرا ليس من العادة تحقيق شيء كهذا بمجرد إشارة ببنان.

swissinfo.ch: تؤيد السلطات في كانتون فالي بقوة وعلى نطاق واسع هذا الترشّح. بعد فشل سيون 2006، هل ينجح ملف الترشّح هذه المرة في تعبئة المواطنين؟

كريستوف كليفاز: اعتادت السلطات السياسية بكانتون فالي على بعث رسائل خاطئة إلى السكان. كان هذا هو الوضع في 2012 بمناسبة الإقتراع حول مشروع “ليكس فيبير” Lex Weber. في ذلك الوقت، اصطفت الحكومة وقالت بصوت واحد إن مستقبل السياحة يمرّ عبر المنازل الثانوية، في الوقت الذي كانت تشير فيه كل الدراسات والوثائق الرسمية إلى غير ذلك.

نفس الأمر يحدث كذلك حاليا مع الألعاب الأولمبية. فالسلطات تعمل بجد وتفان من أجل تعبئة السكان حول هذا الملف، على الرغم من البرودة التي أصابت الجميع بعد فشل ملف الترشّح “سيون 2006”. ومن عادة سكان كانتون فالي التعلّق بهذا النوع من المبادرات التي تُعلي من شأن منطقتهم.

عقبة صناديق الإقتراع

على الرغم من أنها بلد الرياضات الشتوية بإمتياز، فإن سويسرا لم تنظم الألعاب الأولمبية منذ عام 1948 (في سانت موريتز). في الأثناء، يظل “سيون 2006″، آخر ملف ترشّح سويسري حقيقي يحظى بدعم السكان، ويتم تقديمه بالفعل. أما الترشحات السويسرية الأخرى فقد قوبلت جميعها برفض الناخبين مثل المشروع المشترك بين سانت – موريتز، ودافوس من أجل تنظيم أولمبياد 2022.

مقترح “سيون 2026” لن يُعرض على صناديق الإقتراع قبل أن تصدر اللجنة الأولمبية السويسرية قرارها، نظرا لأن العبء المالي لعملية الترشّح – حوالي 8 ملاين من الفرنكات – موزّع على أربعة كانتونات (فالي- فو، برن، فريبورغ) إضافة إلى مدينة سيون. وسوف لن يكون هناك استفتاء إلا عندما يحسم في الإلتزامات المالية من قبل السلطات العمومية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية