مقتل تسعة منشقين عن “فارك” في عملية للجيش الكولومبي
قتلت القوات الكولومبية تسعة منشقين عن حركة التمرد السابقة “القوات المسلحة الثورية الكولومبية”، في خطوة قال الرئيس إيفان دوكي إنها “رسالة واضحة” إلى القادة الذين رفضوا رسميا اتفاق السلام الموقع في 2016 وأعلنوا عودتهم إلى حمل السلاح.
واكد دوكي أنه سمح بشن العملية العسكرية في المناطق الريفية الواقعة في جنوب كولومبيا. ووصف في بيان رحب فيه بالعملية المنشقين الذين قتلوا بأنهم “عصابة من مهربي المخدرات المجرمين من بقايا ما يعرف باسم +فارك+ وجزء من البنية الإجرامية التي تسعى إلى تحدي كولومبيا”.
وأضاف “إنها رسالة واضحة” الى المجموعة للتخلي عن السلاح.
وجاءت هذه العملية الجمعة غداة إعلان المسؤول الثاني السابق في “فارك” ايفان ماركيز في تسجيل فيديو نشر الخميس أنّه سيعود إلى حمل السلاح برفقة قادة متمردين رفضوا اتفاق السلام الموقع مع الحكومة عام 2016.
وقال وزير الدفاع الكولومبي إن العملية جرت في منطقة سان فيسينتي ديل كاغان. وكتب في تغريدة على تويتر “إنه تحذير للمجرمين: إما أن يستسلموا أو سيهزمون”.
وكان الرئيس الكولومبي أعلن الخميس أنه سيرسل قوة خاصة من الجيش “بقدرات معززة للاستخبارات والتحقيق والحركة” لمطاردة ماركيز وغيره.
وظهر ماركيز في التسجيل ببزة عسكرية خضراء وإلى جانبه القائد السابق في “فارك” المنحلة خيسوس سانتريك المطلوب من الولايات المتحدة بتهم تهريب مخدرات.
وكان ماركيز المفاوض باسم حركة التمرد في المحادثات التي قادت إلى اتفاق 2016 الذي أنهى نحو نصف قرن من النزاع المسلح في كولومبيا. ولكن مذاك، نأى ماركيز وسانتريك بنفسيهما من الاتفاق.
وقال ماركيز في التسجيل “نعلن إلى العالم انطلاق الماركيتاليا الثانية (نسبة إلى الانطلاقة التاريخية للتمرد في الستينيات) باسم الحق العالمي للشعوب بحمل السلاح في مواجهة القمع”.
– فنزويلا تجري “مشاورات” –
نُشر تسجيل الفيديو على الإنترنت على بوابة إلكترونية باسم حركة “فارك” تبث من فنزويلا، بحسب قاعدة بيانات هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (آيكان) حيث سُجّل اسم البوابة في 12 آب/أغسطس 2019، وفق عمليات تحقق أجرتها وكالة فرانس برس.
ورأى مفوض الحكومة الكولومبية السامي للسلام ميغيل سيبايوس أن إعلان ماركيز “مقلق جدا” لكنه غير مفاجئ، مؤكدا أنه يُظهر “الدعم الواضح (الذي يتلقاه من نظام) نيكولاس مادورو الديكتاتوري”.
وكانت فنزويلا وتشيلي سهّلتا توقيع اتفاق 2016 بين “فارك” والحكومة الكولومبية في عهد الرئيس خوان مانويل سانتوس.
وأعلنت الحكومة الفنزويلية الجمعة أنها تجري “مشاورات” مع الدول الأخرى التي واكبت مفاوضات السلام في كولومبيا.
وقالت الحكومة في بيان تلاه وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا إن “فنزويلا تجري مشاورات مع الدول الأخرى المواكبة والضامنة لعملية السلام (كوبا والنروج) لتحديد الاستراتيجيات الفورية التي يفترض أن تؤدي إلى إعادة الاتصال بين ألأطراف”.
واتهمت الحكومة الفنزويلية في البيان الرئيس دوكي “بتفكيك” عملية السلام “عمدا” وعدم احترام التعهدات التي قطعت خلال المحادثات في هافانا.
وقال البيان “من غير المعقول أن يحاول إيفان دوكي (…) في خطوة مقيتة، نقل مسؤوليته الحصرية إلى دول أخرى وأطراف أخرى”.
وعبرت الحكومة عن “قلقها الكبير” من احتمال “اندلاع وشيك للنزاع المسلح من جديد”.
وكان دوكي أعلن عند انتخابه العام الماضي أنّه سيعمل على تعديل اتفاق السلام لأنّه يعتبره متساهلاً جداً مع “فارك”.
– إدانة أميركية –
عبر اليوت ابرامز الممثل الخاص للدبلوماسية الأميركية لفنزويلا عن “قلقه لعميق” ازاء دعم “النظام الفنزويلي” للمجموعات الكولومبية المسلحة.
ودانت الولايات المتحدة الجمعة إعلان ماركيز وأكدت دعمها لرئيس كولومبيا. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان “ندين بقوة الدعوات التي أطلقها أفراد من أجل التخلي عن التزامات فارك بموجب اتفاق السلام الموقع في 2016 وارتكاب مزيد من الإرهاب والعنف”.
وأكد الوزير الأميركي أن واشنطن تقف “بتصميم” مع رئيس كولومبيا.
وقال إن “الولايات المتحدة ترحب بالتحركات التي تضمن أن تجري محاسبة الذين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون جرائم منذ توقيع اتفاق السلام في 2016، بكل السبل القانونية”. وأضاف أن هؤلاء الأفراد “سيكون معرضين لتسليمهم حسب الأصول”.
وينص الاتفاق على نزع حركة التمرد لسلاح سبعة آلاف مقاتل من اجل الانخراط في الحياة السياسية، وإقرارها بارتكاب جرائم خلال الحرب ودفع التعويضات للضحايا.