The Swiss voice in the world since 1935

مقتل مهاجر افغاني في بلغاريا والاتحاد الاوروبي ينتزع اتفاقا مع تركيا

سياج على قسم من الحدود بين بلغاريا وتركيا التي يبلغ طولها 260 كلم afp_tickers

قتل طالب لجوء افغاني قادم من تركيا بعيد دخوله اراضي بلغاريا قبيل توصل الاتحاد الاوروبي الى انتزاع “خطة تحرك مشتركة” من تركيا تهدف الى الحد من تدفق اللاجئين على حدوده الخارجية.

والحادثة التي وقعت ليل الخميس الجمعة هي الاولى التي يقتل فيها مهاجر برصاص الامن منذ بدء ازمة الهجرة التي شهدت توافد مئات الالاف الى اوروبا، وشكلت تحديا غير مسبوق لحكوماتها.

وقال المسؤول الكبير في وزارة الداخلية البلغارية غيورغي كوستوف ان حرس الحدود قتل المهاجر الافغاني الذي كان ضمن مجموعة من 54 مهاجرا رصدتها دورية على الطريق بالقرب من مدينة سريديتس (جنوب شرق) في مكان قريب من الحدود البلغارية التركية.

واضاف انهم “لم يستجيبوا” لامر بالتوقف صدر عن دورية الشرطة. وتابع ان “ايا من المهاجرين لم يكن مسلحا ولم يبدوا اي مقاومة”، موضحا انهم قالوا بعد توقيفهم انهم افغان لكنهم لم يكونوا يحملون وثائق.

وافادت المدعية العامة المحلية كالينا تشابكانوفا ان احد عناصر الامن اطلق رصاصة تحذير واحدة، لكن الرصاصة “ارتدت” واصابت الرجل الذي توفي متاثرا بجروحه اثناء نقله الى المستشفى بحسب الداخلية.

واضاف كوستوف ان المهاجرين الاخرين سيخضعون لاستجواب السلطات البلغارية التي تريد التاكد من عدم “انتمائهم الى اي مجموعة تهدد الامن القومي”. واكد انهم “على الارجح مهاجرون لدواع اقتصادية، لكن يمكن كذلك ان يكونوا اصحاب جنح من نوع اخر”، فيما تنفذ صوفيا سياسة صارمة تقضي برد واحتجاز المهاجرين.

واعرب الرئيس البلغاري روزن بلينلياف الجمعة عن “الاسف الشديد” لمقتل الافغاني، مؤكدا في بيان ان “هذا الحادث الماسوي (…) يشكل فرصة لاطالب باجراءات اوروبية سريعة لمعالجة جذور الازمة”.

ودعا القادة الاوروبيون في قمة في بروكسل تركيا التي اصبحت مدخلا لآلاف اللاجئين الى اوروبا، الى المساعدة في وقف تدفق المهاجرين فيما اعلنت منظمة الهجرة الدولية الجمعة ان اكثر من 600 الف طالب لجوء وصلوا الى اوروبا عبر البحر المتوسط العام 2015 مشيرة الى وفاة او فقدان نحو 3100 منهم.

ما تزال بلغاريا العضو في الاتحاد الاوروبي لكن ليس من فضاء شينغن، على هامش الدفق الرئيسي للهجرة الى اوروبا الغربية مع انها شهدت عبور عشرات الالاف منذ مطلع العام. وتم انشاء سياج بطول 30 كلم على جزء من الحدود مع تركيا حيث ينتشر العديد من عناصر الشرطة والجيش.

وتبقى الطريق الاكثر سلوكا تلك التي ياخذها يوميا مئات المهاجرين عبر البحر من تركيا الى الجزر اليونانية. وغرق سبعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال ورضيع وفقد شخص الخميس عند انقلاب مركبهم بعد اصطدامه بزورق دورية يوناني مقابل سواحل جزيرة ليسبوس.

وفي نفق المانش بين فرنسا وانكلترا التي تشكل وجهة الكثير من المهاجرين، قتل مهاجر عندما صدمه قطار بضاعة ليل الخميس الجمعة.

واعلنت المجر الخميس بعد شهر على تشييد سياج على حدودها مع صربيا واغلاقها عن الانتهاء من اعمال بناء سياج جديد لصد المهاجرين على الحدود مع كرواتيا وان بودابست قد تقرر الجمعة موعد اغلاقه.

واعتبر رئيس الوزراء المجري الشعبوي فيكتور اوربان في تصريحات جديدة ان الاسلام “لا ينتمي روحيا الى اوروبا”، لتبرير معارضته استقبال الاتحاد الاوروبي الاف طالبي اللجوء الوافدين غالبيهم العظمى من بلدان مسلمة.

وستحصل المجر على تعزيزات قوامها نحو 150 شرطيا من بولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا لمساعدتها على مراقبة حدودها بشكل افضل. وتعارض هذه الدول الاربع بالكامل اعادة توزيع اللاجئين في الاتحاد، الامر الذي حاولت برلين انعاشه بلا جدوى مساء الخميس.

واقترح الاتحاد الاوروبي في سبيل الحد من عدد الوافدين الى اوروبا مساعدة انقرة لاستقبال مزيد من اللاجئين والطلب منها “اعادة قبول” لاجئين غير شرعيين جاؤوا من اراضيها.

وافادت مصادر اوروبية ان تركيا طلبت مساعدة بقيمة 3 مليار يورو. وتحدث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن مبلغ يتم التفاوض عليه.

ولتلبية المطالب التركية، تفتح “خطة التحرك” آفاقا لعملية اسرع مما كان متوقعا من اجل تسهيل منح تأشيرات للاتراك الذين يسافرون داخل الاتحاد الاوروبي، الامر الذي يثير “قلقا شديدا لدى بعض الدول الاعضاء” بحسب دبلوماسي اوروبي.

وتريد انقرة ايضا “فتح فصول جديدة” في مفاوضاتها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وان تعتبر “بلدا آمنا” اي ان مواطنيها لا يمكن ان يعتبروا لاجئين من قبل الاوروبيين.

من جهة اخرى، رغم ابداء الاوروبيين حسن نية بقبول مناقشة مسألة “المنطقة الامنة” التي يرغب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اقامتها على طول الحدود مع سوريا، حذر رئيس المجلس الاوروبي ومهندس القمة دونالد توسك من ان “الوجود والنشاط الروسي يدل على مدى صعوبة هذه المنطقة الآمنة”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية