مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 28 سائحا معظمهم أطفال في حادث سير في سويسرا

الطائرات المروحية دعمت فرق الإنقاذ التي عملت على قدم وساق لمدة ثمان ساعات ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء أملا في إنقاذ الناجين Keystone

وقف البرلمان الفدرالي السويسري صبيحة الأربعاء 14 مارس الجاري دقيقة صمت لتكريم روح ضحايا حادث الحافلة البلحيكية الذي خلف ليلة الثلاثاء مقتل ما لا يقل عن 28 سائحا، من بينهم 22 طفلا يناهز عمرهم 12 سنة، في نفق الطريق السيار A9 في "سيير" بكانتون فالي جنوب البلاد.

وكانت الحافلة تسير في اتجاه مدينة سيون، عاصمة الكانتون، وسلك السائق الطريق السريع A9 باتجاه سيون-لوزان، وبعد قطع مسافة كيلومترين ولأسباب مجهولة انحرفت الحافلة الى اليمين واصطدمت بحافة الطريق. ثم اصطدمت بجدار اسمنتي يقع على جانب مخرج انقاذ.

وكان على متن الحافلة مجموع 52 راكبا هم تلاميذ صفين كانوا قادمين من منطقة الفلاند، حيث قضوا عطلة للتزلج في أنيفيي (فالي) وهم في طريقهم للعودة إلى بلجيكا. وأعلنت الشرطة أن 6 راشدين قتلا من بينهم السائقان، فيما نقل 24 طفل جريح إلى مستشفيات في كانتونات فالي وفو وبرن.

وفي بروكسل، أعرب رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي روبو هذا الصباح أيضا عن شعوره بـ “الفزع” من الحادث، وقال إنه “يوم مأساوي بالنسبة لبلجيكا بأسرها”، وأنه سيتحول إلى سويسرا.

وكان وزير الخارجية البلجيكي ديديي ريندرز قد أعلن في وقت سابق أن طائرتين تابعيتين للجيش البلجيكي استؤجرتا لنقل أسر ضحايا الحادث إلى سويسرا.

وأضاف الوزير، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى فيتنام، أنه تم تشكيل خلية دعم نفسي في حالات الطوارئ في مطار ميلسبروك العسكري بالقرب من بروكسيل، من حيث ستقلع الطائرتان. كما أوضح أن “الهدف هو مرافقة الأسر الراغبة في ذلك، إلى سويسرا”.

وفي سيير، صرح قائد الشرطة بكانتون الفالي خلال مؤتمر صفحي عقد هذا الصباح أن المأساة “غير مسبوقة”، حتى أن فرق الإنقاذ المحنكة والتي ضمت حوالي 200 شخص، أصيبت بالصدمة أيضا خلال تدخلها.

وقال السفير البلجيكي في سويسرا جان لويوكس، إن “هذه المأساة ستروع بلجيكا بأسرها، لم أر هذا من قبلُ أبدا، إن الحجم الحقيقي للحادث من الصعب استيعابه”. كما شكر سلطات كانتون الفالي على فعاليتها وتعاونها.

صدمة قوية بين فرق الإسعاف أيضا

من جهته، لم يخف الدكتور جون-بير ديلارس، رئيس أطباء منظمة الإسعافات بكانتون الفالي، تأثــّره العميق بما حدث قائلا: “إن كافة المتدخلين أصيبوا بالصدمة على إثر ما عايشوه. وبما أن الأمر يتعلق بالأطفال، فهذا يزيد كثيرا من الجانب المأساوي للحادث، وكان التأثر جليا على وجوه معظم رجال الإنقاذ والكثير منهم لم ينجح في كبح دموعهم”.

وأوضح النائب العام في الكانتون، أوليفي إلسيغ، خلال المؤتمر الصحفي بسيير، أن أسباب الحادث لم تعرف بعد، وطمأن الأسر بأنه سيقوم بكل ما في وسعه لمعرفة ما حدث بشفافية تامة. ويذكر أن الحافلة المسجلة في بلجيكا كانت جديدة، أو تقريبا، ومن أحدث الموديلات ومجهزة بأحزمة السلامة.

وتم توزيع الأطفال الجرحى على مستشفيات مختلفة، بحيث تم نقل جريح إلى برن، واثنين إلى المركز الاستشفائي الجامعي بكانتون فو (CHUV)، و21 إلى مستشفيات فييج وسيير وسيون ومارتيني بكانتون فالي. ولا يستبعد نقل عدد من الجرحى إلى مستشفيات جامعية أخرى. وقد شاركت في عمليات الإنقاذ 12 سيارة إسعاف وسبع طائرات مروحية.

هذا الحادث يعتبر أخطر حادث سير يقع في سويسرا، وهو أشاع النبأ صدمة في البلاد وفي بلجيكا، بحيث تتوالى رسائل التعازي والتضامن  الرسمية والشعبية في البلدين مع أسر الضحايا والشعب البلجيكي.

بحسب المتحدث باسم شرطة فالي ريناتو كالبرماتن لا تزال اسباب الحادث مجهولة (لحد نشر هذا التقرير).

وكانت الحافلة تقل تلاميذ من مدرستين كانوا قادمين من منطقة انيفييه في كانتون فالي (جنوب) حيث أمضوا عطلة للتزلج في طريق عودتهم الى بلجيكا. وكان حادث الاصطدام عنيفا جدا. وقالت الشرطة في بيان ان مقدمة الحافلة تضررت الى حد كبير ما ادى الى احتجاز عدد من الركاب.

وقال رئيس اطباء منظمة كانتون فالي للاغاثة جان بيار ديلارز في تصريحات لاذاعة وتلفزيون سويسرا ان “عملية اخراج الجرحى والقتلى من حطام الحافلة استغرق وقتا طويلا وكانت مأساوية للغاية. وكان من الصعب جدا البحث عن ضحايا وسط قطع الحديد الملتوية”.

وأضاف “نظرا الى حالة الحافلة يمكننا التصور بان السائق كان يقود بسرعة فائقة. وللاسف يعاني معظم الجرحى من اصابات خطيرة”.

واعيد فتح الطريق السريع امام حركة السير عند قرابة الساعة 8,00 بعد ازاحة الحافلة. وذكرت الشرطة ان الحافلة لم تصطدم بأي سيارة اخرى.

وشارك في عمليات الانقاذ 60 اطفائيا و15 طبيبا و100 مسعف و12 سيارة اسعاف وثماني مروحيات وثلاث رافعات وثلاثة اطباء نفسيين.

واعلنت الحكومة البلجيكية في ختام جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الاربعاء يوم حداد وطني. والتقى ملك بلجيكا البير الثاني مع زوجته باولا، عائلات ضحايا الحادث في قاعدة ملزبروك العسكرية.

(المصدر: وكالات بتاريخ 14 مارس 2012)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية