مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مكافحة التدخين بين سندان المصالح المادية ومطرقة الأضرار الصحية

معاهدة اطارية للتحكم في التدخبن قد ترى النور في عام الفين وثلاثة! Keystone

يتوقع المراقبون أن يتمخض الاجتماع المنعقد منذ الاثنين الماضي في جنيف بين الاطراف المعنية بتحديد بنود المعاهدة الإطارية للتحكم في التدخين بالمصادقة على نص أفرغ من أي محتوى حقيقي.

أبدت العديد من المنظمات غير الحكومية النشطة في مكافحتها لمضار التدخين، تخوفها من أن يؤدي الاجتماع الدائر حاليا في جنيف لتحديد الخطوط العريضة لأول معاهدة إطارية للتحكم في التدخين، إلى إفراغ النص المعروض على النقاش من المطالب الرئيسية التي تنادي بها.

هذا التخوف نابع من كون النقاش الذي شرع فيه العام الماضي تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، بدأ يدخل في صلب الموضوع، خصوصا وأن دورة هذا الأسبوع تستعد لرسم الخطوط العريضة لمشروع معاهدة إطارية دولية ينتظر أن ترى النور في عام الفين وثلاثة على أقصى تقدير.

خلاف حول الحد من الدعاية للسجائر

وفيما يتعلق بموضوع الدعاية لمنتجات التبغ، تسعى كبريات الشركات المنتجة إلى حصر النقاش حول حظر استهداف الأحداث فيما تعمل المنظمات المناهضة للتدخين على إقرار فرض حظر شامل على كل أساليب الدعاية للتدخين، وخاصة في المناسبات الرياضية.

من جهة أخرى تبدي الشركات الكبرى مقاومة شديدة لفرض أي حظر على الدعاية في البلدان النامية زاعمة أن ذلك قد يؤثر سلبا على فرص العمل في هذه البلدان، وهو ما ردت عليه العديد من المنظمات غير الحكومية من البلدان النامية بأن الأموال التي توفر من وراء عدم إصابة الأشخاص بأمراض تنفسية ناتجة عن التدخين، قد تصرف في خلق مواطن عمل، وان ثمن علبة السجائر قد يوفر في بعض الحالات ثلاثين في المائة من نفقات الأسرة مما يسمح لها بشراء مواد مفيدة.

كما تهدف المناقشات إلى تحديد المعايير الإنتاجية التي يجب أن تلتزم بها الشركات المنتجة والمعلومات التي يفترض أن تدونها على علب السجائر. وفي هذا الإطار أبدت بعض المنظمات الأمريكية تخوفها من احتمال تراجع الإدارة الأمريكية الحالية عن الالتزامات السابقة في هذا الإطار واعتزامها معارضة حظر إلغاء استعمال بعض المواصفات مثل “الخفيف”(Light)، وهي مواصفات لا تزيد مهمتها عن التشجيع على مزيد الاستهلاك.

أما الموضوع الشائك الذي قد يطول بشأنه النقاش، فيتعلق بمحاربة عمليات تهريب منتجات التبغ وتوحيد الرسوم المفروضة على السجائر، وقد يحتدم الجدل خصوصا عند التطرق إلى المسؤولية التي تتحملها شركات إنتاج التبغ في تهريب السجائر ومنتجات التبغ.

فقد أوضحت منظمة “التحالف من أجل المعاهدة الإطارية”، أن ثلاث مائة وخمسين مليار سيجارة تباع سنويا في شتى أنحاء العالم عن طريق التهريب، وهو ما يمثل ثلث المبيعات العالمية من السجائر. ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، تم التقدم باقتراح ينص على أن تشتمل علبة السجائر على إسم المنتج وبلد المنشإ وتاريخ الإنتاج إضافة إلى البلد الذي ستسوق فيه.

سويسرا تدعو إلى الشفافية

الوفد السويسري المشارك في مناقشات المعاهدة الإطارية حول التدخين حذر في الجولة السابقة من تأثير المناورات التي تقوم بها الشركات المنتجة للتبغ. وهذا الكلام منسوب إلى مدير المكتب الفدرالي للصحة، توماس زيلتنر، الذي يدرك جيدا معنى ما يقوله نظرا لإشرافه على إعداد تقرير منظمة الصحة العالمية الذي كشف تورط شركات التبغ العالمية في تحريف الدراسات العلمية المتعلقة بمضار التدخين.

وتأمل سويسرا في أن تتخذ الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، التي ستنعقد في الرابع عشر من شهر مايو الجاري في جينيف، قرارا ينص على الإشراف على نشاطات شركات التبغ الكبرى، حتى يتم تفادي تأثيرها على صياغة النص النهائي للمعاهدة الإطارية حول التدخين.


محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية