مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة العفو الدولية تطالب قوات التحالف بالإقرار بمسؤوليتها عن قتل مدنيين في الرقة السورية

إتهمت منظمة العفو الدولية الإثنين التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة برفض الإقرار بمسؤوليته عن قتل مدنيين خلال الغارات الجوية التي شنها العام الماضي لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة، التي كانت من أهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وشن التحالف، الذي تقوده واشنطن لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية المكونة من قوات كردية وعربية، ضربات جوية بين السادس من حزيران/يونيو والسابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2017 لطرد الجهاديين من هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا والتي كانوا سيطروا عليها منذ العام 2014.

وأصدرت المنظمة بيانا بعد عام من سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على المدينة، أكدت فيه مقتل مئات المدنيين خلال المعارك، مشيرة الى ان أغلبهم سقط نتيجة القصف الذي قام به التحالف.

وأعتبرت المنظمة “أن إصرار التحالف بقيادة واشنطن على رفض الإعتراف بالعدد الهائل من المدنيين الذين سقطوا -دون التطرق لإجراء تحقيق- وبالتدمير الذي الحقه في الرقة، هو إهانة للناجين”.

واوضحت المنظمة أن التحالف اعترف بمقتل 100 مدني فقط، ورأت أن “رفض التحالف القيام بواجبه حتى تجاه هؤلاء القتلى رغم إقراره بمسؤوليته عن قتلهم، لهو أمر شنيع”.

وشددت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقرا لها، أن على التحالف فتح تحقيق حول القتلى الذين سقطوا نتيجة ضرباته الجوية.

وأضافت “يجب معرفة ما الذي أدى الى مقتل مئات الأشخاص” مطالبة بالتحقق في صوابية اختيار الصواريخ المستخدمة، ودقة المعلومات الاستخباراتية التي كانت تقدم للتحالف تمهيدا لشن الغارات.

وأعتبرت المنظمة “أن هذه تفاصيل أساسية يجب التوقف عندها من اجل تحديد ما حدث والنظر في شرعية الضربات، ومن اجل استخلاص العبر وتجنب تكرار الأخطاء ذاتها” لافتة الى أن “العمل على الحد من سقوط عدد الضحايا المدنيين هو واجب قانوني”.

وكانت المنظمة قد لفتت، في حزيران/يونيو الماضي، الى أن الغارات التي شنها التحالف على الرقة خلال المعارك التي جرت للسيطرة على “عاصمة” التنظيم المتطرف في سوريا، ترقى لان تكون “جرائم حرب محتملة” .

ويؤكد التحالف الدولي، الذي بدأ في العام 2014 تدخله العسكري ضد الجهاديين في سوريا والعراق، باستمرار أنه يتخذ الإجراءات اللازمة للتقليل من المخاطر على حياة المدنيين.

وأقر التحالف بقتل 1114 مدنياً في غاراته في سوريا والعراق منذ العام 2014. لكن منظمات حقوقية ترجح أن يكون العدد أكبر من ذلك. وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 3300 مدني في غارات التحالف في سوريا وحدها.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية