مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قراؤنا منقسمون حول أداء الصلاة في المدرسة

الخلط بين الحياة المدرسية و الطقوس والمعتقدات الدينية قد يتسبب، في نظر البعض، في نشوب صراعات متكررة. Keystone

أثار مقال نشرناه الأسبوع الماضي بعشر لغات حول تخصيص مدرستين في لوتسرن لغرفة صلاة للطلبة المسلمين مئات من التعليقات على صفحاتنا في وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى رأسها "سويسرا بالعربي" التي توجهت للقراء بهذا السؤال المباشر: "هل هناك حاجة فعلا إلى أماكن عبادة في مؤسسة تعليمية؟ الردود تباينت بين التأييد الصريح لبادرة "قد تعزز الإندماج"، ورفض قاطع للمس بمبدأ "علمانية الدولة"، والتحذير من خطر "الإرهاب" و"أسلمة" المجتمعات الأوروبية. وبين هذا وذاك، جاءت دعوات للتحلّي بالإعتدال وعدم إثارة الفتنة. 

“هل ينبغي أن تحافظ مدارس سويسرا على حيادها الديني؟” هو عنوان المقال الذي غذى نقاشا ساخنا حول العلاقة بين الدين والمدرسة. فقد تكرم العديد من القراء، مشكورين، بالتعبير عن رأيهم. وفيما يلي مجموعة مُختارة من آراء المُتابعين لصفحات الفيسبوك التابعة لموقعنا swissinfo.ch. 

“الأحرار فقط هم من يحترمون حرية الآخرين”

تراوحت مواقف المؤيدين للبادرة التي شهدها كانتون لوتسرن، بين الإكتفاء بعبارات التكبير والدعاء لنصرة الإسلام والمُسلمين، والإشادة بموقف “سويسرا، البلد الراقي والديمقراطي”، والتأكيد بأن الخطوة إيجابية ومن شأنها تعزيز أواصر المحبة والإندماج في مجتمع متعدد الثقافات والأديان. كما علّق كثيرون على الداعين إلى احترام العلمانية بأن “فصل الدين عن الدولة لا يعني بالضرورة قتل الدولة للدين”.

“لم لا؟ الحل براغماتي، ويفترض ألا يزعج أحدا، بهذه الطريقة، يمكن للشبان أداء الصلاة خلال فترات الإستراحة دون أن يتعرضوا أو يعرضوا أحدا للإزعاج. (…) خلال أدائي للخدمة العسكرية، كنت أصلي ثلاث مرات في اليوم أثناء فترات الإستراحة وفي بعض الأحيان مع مسلمين، وهذا لم يكن يسبب ازعاجا لأي كان.” (ليوناردو، بالألمانية)

“احترام عقائد الناس ووضعها في إطار إداري يزيد من مسؤولية هؤلاء الناس تجاه البلد الذي يعيشون فيه، سواء كانوا مواطنين أم مقيمين. قرار رائع من السلطات السويسرية”
(جابر حسيني، بالعربية)

“ولكن إذا وضعت المدرسة العلمانية تحت التصرف فضاءات للصلاة، لماذا لا تتم الإستفادة منها؟ أنا موافق على سحب الصلبان من القاعات، لأنها رمز لا يمثل جميع التلاميذ المتواجدين في القسم (…) في الفضاءات المخصصة للصلاة، لا يجب أن يتم الإجبار على دخولها، ولهذا السبب، لا يفرض أي دين على أي كان”. (مير، بالإيطالية)

“الأحرار فقط هم من يحترمون حرية الآخرين، إذا كان هناك مجال لتخصيص غرفة للصلاة أو اليوغا أو الراحة النفسية، فهذا شيء يسعد كثيرا من البشر المحتاجين إلى هذه الأشياء، ويساعد على اندماج الأشخاص في المجتمع لأنهم لا يشعرون بأنهم منبوذون أو يسببون حالة من الرعب للآخرين”. (جيم جوردان، بالعربية)

“سويسرا بلد راقي وديمقراطي ولا توجد فيه أي أنواع التمييز العرقي والديني، فلا نستغرب منها فتح بيت صلاة في المدارس لأنها تَعْلم تعلّق المسلمين بفريضة الصلاة، وهذا شيء لا نجده حتى في الدول الإسلامية، مشكورة يا بلدي”. (وفاء فوفا، بالعربية)

لكن الإندماج لا يتم بهذه الطريقة، في نظر قراء آخرين: 

“أبي كان مسلما في فرنسا (…) لم يكن يصلي في المكتب ولم يكن يتطرق إلى الدين (…) وكان له نفس توقيت الآخرين بالضبط. هذا هو الإندماج”. (نادية، بالفرنسية)

“الذين لا يريدون الإندماج لا مكان لهم في أوروبا أو في سويسرا”. (الشرايبي، بالفرنسية)

“ولكن بالنهاية، هل يتعين علينا نحن أن نتأقلم معهم [المسلمين]؟ أنا أقول لا”. (أنّا بالإيطالية)
 

“تجربة فاشلة يُرجى عدم تعميمها في المدارس”

بطبيعة الحال، أثار السؤال عن ممارسة الدين في المدرسة نقاشا محتدما بين قرائنا حول مفهوم العلمانية. فمنهم من دافع بقوة عن عدم الخلط بين أماكن الدراسة ودور العبادة ، مع الإشارة إلى أن أداء الصلاة “مسألة شخصية” وأن “أوروبا بنت حضارة علمية قوية بعدما تركت الإنجيل للكنسية”.

“أعتقد أنه في مدرسة عمومية، حيث تدرس العلوم واللغات، لا يوجد مجال للصلوات.” (كاترين، بالروسية)

“أرى أن الدين لا علاقة له مع المدرسة… بل حتى تعليم الديانة المسيحية.” (كريستين، بالألمانية)

“مُراعاة لسير ونمط الحياة الطبيعية في بلد مثل سويسرا الحضارة، لا يصح الخلط بين أماكن الدراسة ودور العبادة”. (أحمد زاهر، بالعربية).

“أنا مع عدم تواجد غرف للصلاة في المؤسسات التعليمية. فالدين لله والوطن للجميع (…) وأعتقد أن سويسرا، كبلد علماني، لا يمكن أن يتواجد بمؤسسات تعليمية هكذا أمور لأنها بالفعل ستؤدي إلى حدوث مشاكل”. (عمار الساهر، بالعربية)

“وهل تقبل الدول الإسلاميه بناء كنائس في مدارسها؟ التعامل بالمثل”. (الشلبي لي، بالعربية)

“في بلادنا، دخل الدين محل العلم والأخلاق، وأنتج الجهل والتخلف والتحجر والإرهاب. هذه برأيي تجربة فاشلة يُرجى عدم تعميمها لأن المدارس بحدها منبع علم وعبادة وأخلاق ولا داعي للطقوس فهي تنتج التفرقة بين الطلاب، وهذا شيء غير محبب.” (فداء مسعود، بالعربية)

“لا أبدا، من أراد الصلاة فهي اجتهاد شخصي، ويجب أن تتم بمكان شخصي، وليس مكانا عاما كالمدرسة. أوروبا بنت حضارة علمية قوية بعد أن تركت الإنجيل للكنيسة فقط. الإبتعاد عن المظاهر الدينية واجب لحماية الحضارة. أنا ضد هذه الحرية التي تسيئ لقيم أوروبا العلمانية” (نبال بلوح، بالعربية)

“في بلادنا، دخل الدين محل العلم والأخلاق، وأنتج الجهل والتخلف والتحجر والإرهاب”
(فداء مسعود، بالعربية)

 “أي علمانية تريدون؟”

لكن العلمانية لها دلالات مختلفة في نظر فئة أخرى من القراء، والتي ذكرت مثلا بأن العبادة “من الحريات المكفولة في الدستور السويسري”.

“تدريس الديانات في الفصول الدراسية هو ضد العلمانية البحتة. اما تخصيص مرافق لكي يمارس الطلاب فيها ما يريدون ( كالصلاة أو الراحة …) هو من الحريات التي كفلها الدستور السويسري. فصل الدين عن الدولة لا يعني بالضرورة قتل الدولة للدين. (محمد العليلي، بالعربية)

“لا أدرى أين المشكل عند البعض الذي يقول إن الدولة علمانية ولا مكان للدين، فلماذا يدرس الأولاد الدين المسيحي؟ هي ديانة أهل البلد، وهذا حقهم وحق أيضا لغيرهم من الأديان ممارسة حقه التعبدي طالما لا يعتدي على حق الآخر. بعض العرب أكثر حقدا وكرها للدين من الأوروبيين أنفسهم ويريدون إثبات كرههم للدين وكأنهم سينالوا بذلك جائزة من الأوروبيين”. (فادي البغدادي، بالعربية)

“لكل مقام مقال، يستطيع الصلاة في المنزل حين عودته، مثلا صلاة الظهر يصليها في الوقت المخصص للغداء”.
(زلال الأفرج، بالعربية)

“أي علمانية تريدونها..؟؟ علمانية تحترم الحريات وترعاها لكل الناس رغم الإختلافات و التنوع…أم علمانية تمحي جميع الإختلافات وترفض التنوع وتكرس فكرة النمط المجتمعي الواحد ؟؟؟ ألا تعتقدون أن النوع الثاني من العلمانية هو أقرب إلى ماهو موجود في الدكتاتوريات القمعية…أليس المنع قمعا؟”. (Gdr يونس، بالعربية)

“إننا بوجه غزو”

وبينما حاول بعض القراء الدعوة إلى التهدئة وعدم إثارة البلبلة، معربين عن قناعتهم بأنه يمكن الصلاة في البيت لدى العودة من المدرسة أو العمل، وأن مثل هذه المطالب قد تسيء في الوقت الراهن للاجئين المسلمين الوافدين على سويسرا، اعتمد البعض الآخر لهجة صارمة لا تترك أي هامش للمناورة.

“إذا قمنا بافتتاح قاعات صلاة في المدارس، وإذا ما قبل بها المجتمع، ومن ثم الحكومة، فإن سويسرا ستتحول تدريجيا إلى دولة إسلامية. إننا بوجه غزو، إن حكومة ديمقراطية لا يمكن لها أن تفعل شيئا بوجه أوثوقراطية دينية”. (بالصينية)

“الأمس، المطالبة بالمساواة ..و اليوم، المطالبة بغرف الصلاة ..غدا، تطبيق الشريعة ..بعد غد، قطع الرؤوس في سويسرا …لا لأسلمة الجامعات”. (هيمباسال ييغرماسن، بالعربية)

“سيكون من الأفضل إلغاء كل الأديان، فهي لا تجلب سوى الكراهية في العالم” (رالف، بالألمانية)


وتجدون أدناه جميع تعليقات قرائنا باللغة العربية على صفحتنا على فيسبوك “سويسرا بالعربي”، مع جزيل شكرنا على إسهاماتكم ووفائكم.

محتويات خارجية

بحسب البعض يؤدي الخلط بين الحياة المدرسية و الطقوس والمعتقدات الدينية إلى إحتمال نشوب صراعات متكررة. ومؤخرا تحوَّل تخصيص…

‎Posted by ‎سويسرا بالعربيرابط خارجي‎ on‎ 10 فبراير، 2016رابط خارجي




متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية