مواجهات خلال تظاهرة قرب السفارة الاميركية في لبنان رفضا لقرار ترامب
استخدمت قوى الامن اللبنانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي الاحد ضد مشاركين في تظاهرة في محيط السفارة الأميركية احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وتجمع مئات المتظاهرين في محيط السفارة الاميركية في منطقة عوكر بالضاحية الشمالية للعاصمة بيروت.
ومُنع هؤلاء من الوصول الى مجمع السفارة بواسطة باب حديدي قطع الطريق المؤدية اليه وعمدت قوى الامن الى اطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ما ادى الى اصابة العديد منهم.
وأصيب مصور لفرانس برس بجروح طفيفة في الصدر بعدما أطلق عنصر من القوى الأمنية الرصاص المطاطي باتجاهه.
وحاول المتظاهرون إزالة الأسلاك الشائكة، واحرقوا النفايات ورشقوا القوات الأمنية بالحجارة.
وقال أحد المتظاهرين من اللاجئين الفلسطينيين من دون أن يذكر اسمه “جئنا إلى هنا من مخيم نهر البادر نعتصم من أجل القدس، قضيتنا الوحيدة الأولى والأخيرة”، مضيفاً “اذا ذهبت القدس لن يعود هناك أي شيء نسأل عنه”.
وشاركت في التظاهرة فصائل فلسطينية عدة بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وأحزاب من اليسار اللبناني على رأسها الحزب الشيوعي.
– “ليست مجرد مدينة” –
وحمل المتظاهرون اعلاما فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب. واحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأميركي على وقع اغان وطنية.
وقال خالد، متظاهر لف رقبته بكوفية وحمل العلم الفلسطيني، “نحن هنا لأننا نريد أن نوصل صوتنا بشأن هذا القرار الكبير الذي يمس بكرامتنا وبتاريخ العرب”.
وقبل ان يغادر المتظاهرون بعد الظهر، اندلعت المواجهات مجدداً ورشق عدد من الشبان القوى الامنية بالحجارة التي اعتقلت عدداً منهم.
وقالت سيليا حمود، احدى المتظاهرات بانفعال، “القدس هي عاصمة فلسطين، هي ليست مجرد مدينة بل قضيتنا التي نشأنا عليها، وهي حق مشروع للشعب الفلسطيني”، مضيفة انه “قرار جائر وظالم، وترامب أحمق وغبي”.
وأثار قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل سفارة بلاده إليها تنديداً دولياً واسعاً وتحذيرات من انزلاق المنطقة الى دوامة عنف جديدة.
ويشكل وضع القدس احدى اكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في العام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
والخميس، دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله إلى “تظاهرة كبرى” الاثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت تنديداً بالقرار الأميركي.
وقال نصرالله “ادعو الجميع، الرجال والنساء والصغار والكبار وأهلنا في الضاحية وفي بيروت وفي المحيط ولكن من يرغب أن يأتي في أي مكان في لبنان، وأيضا أهلنا في المخيمات الفلسطينية إلى الحضور إلى هذه التظاهرة تحت عنوان الدفاع عن القدس والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
ويستضيف لبنان مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين موزعين في مخيمات.
واحتلت اسرائيل جنوب لبنان طوال 22 عاماً وانسحبت منه في ربيع العام 2000.
وفي تموز/يوليو 2006، شنت اسرائيل حربا على حزب الله اللبناني المدعوم من ايران اسفرت عن مقتل اكثر من 1200 لبناني معظمهم مدنيون و120 اسرائيلياً غالبيتهم عسكريون.