مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موافقة محتشمة على جواز السفر الجديد وتأييد واسع للطب التكميلي

أكدت نتيجة التصويت المتقاربة جدا أن المخاوف من سوء التصرف في المعطيات الشخصية المدرجة في جوازات السفر الجديدة كانت واسعة Keystone

مثلما كان متوقعا، وافق الناخبون السويسريون على فصل جديد يُدرج الطب التكميلي في الدستور الفدرالي بأغلبية 67% من الأصوات لكن تأييدهم لاعتماد جواز سفر جديد بالإستدلال الإحيائي جاء محتشما جدا حيث لم يتجاوز 50،1% من الأصوات.

قد لا يهتم أحد خارج سويسرا بنتيجة اقتراع وطني حول قضايا داخلية بحتة لا تزيد فيه نسبة المشاركة عن 38% من إجمالي الناخبين، لكن توجه السويسريين أربع مرات على الأقل في كل عام إلى صناديق الإقتراع يسمح في كل مرة بسبر أغوار توجهات الراي العام ورسم خارطة أمينة عن رؤيته للأمور وأولويات تفكيره.

يوم الأحد 17 مايو، لم يُخيّب الناخبون التوقعات ومنحوا موافقة عريضة للمشروع الداعي إلى إدراج الطب التكميلي في الدستور الفدرالي، ومثلما كان منتظرا، أيد 67% من الناخبين وكل الكانتونات المقترح الذي لم يكن يُواجه معارضة سياسية أو شعبية حقيقية.

في المقابل، لم تُحسم مسألة اعتماد جواز السفر الجديد إلا في اللحظات الأخيرة بفضل 5504 صوتا أراحت وزيرة العدل والشرطة التي تنفست الصعداء بعد أن كانت تخشى من تداعيات رفض محتمل على مستقبل اتفاقيات شنغن ودبلن مع الإتحاد الأوروبي.

حفنة من الأصوات.. حاسمة

ويبدو واضحا أن موافقة الناخبين على القانون الذي يسمح أخيرا للسلطات باعتماد جواز السفر بالإستدلال الإحيائي المتضمن لرُقيقة اليكترونية تتضمن العديد من المعطيات الشخصية من ضمنها بصمتان لأصبعين وصورة شمسية لم تكن سهلة أو هينة وبدا أن اليسار واليمين المتشدد اللذين تصديا للمشروع بقوة كادا أن يكسبا الرهان.

مع ذلك، يرى محللون أن الرغبة الجامحة في مواصلة السفر ولاتنقل بحرية وبالخصوص إمكانية الذهاب إلى الولايات المتحدة بدون تأشيرة أقنعت 953136 ناخبا (50،14%) بالتصويت بنعم. يُضاف إلى ذلك أن الحجج التي قدمتها الحكومة الفدرالية حول توفير أمن إضافي لجوازات السفر والمخاوف من الإضطرار إلى إلغاء اتفاقيات شنغن – دبلن (في صورة الرفض) قد وجدت آذانا صاغية.

في المقابل، دفعت الخشية من احتمال مسّ خطير بحماية المعطيات الشخصية 947632 ناخبا (49،86%) و16 كانتونا إلى رفض المشروع المعروض على التصويت. وبد واضحا أن نصف الناخبين تقريبا لا يؤيدون تسجيل جميع المعطيات الخاصة بجواز السفر في سجل مركزي كما يرفضون السماح للحكومة الفدرالية بفرض بطاقة هوية بالإستدلال الإحيائي.

ومع توارد النتائج الخاصة بكل كانتون، استمر التشويق قائما نظرا لما اتسمت به من تقارب شديد .فعلى سبيل المثال، حسمت 5 أصوات فقط الموقف في كانتون غلاروس (50،04% من الرافضين). وفيما جاءت أقوى نسب الرفض من كانتونات جورا (56%) وشافهاوزن (55،5%) وفُـو (54،5%)، سُجل تأييد ملفت في لوتسرن (57،6%) وتسوغ (55،3%) وأوبفالدن (55،1%).

شبه إجماع

على صعيد آخر، ساد الهدوء جبهة أنصار الطب التكميلي حيث حصل المقترح الداعي إلى تنصيص فصل في الدستور الفدرالي على أخذه بعين الإعتبار على موافقة 67% من الناخبين وتأييد جميع الكانتونات رغم توصية باسكل كوشبان، وزير الشؤون الداخلية (تشمل الصحة) برفضه.

وكشفت الأرقام النهائية أم مليون و280 شخص منحوا تأييدهم للمشروع المضاد الذي أعده البرلمان الفدرالي في حين تمت معارضته من طرف 632000 ناخب وسُجلت أعلى نسب التأييد في كانتون فو (78،4%) وجنيف (77،9%) وجورا (77،1%).

وكان ملفتا أن يكون السويسريون المتحدثون بالفرنسية (غرب البلاد) أكثر تأييدا لأصناف العلاج التكميلية (أو البديلة) من المناطق المتحدثة بالألمانية (وكانتون تيتشينو المتحدث بالإيطالية) التي تراوحت فيها نسب الموافقة بين 60 و 70% وهي أصناف تشمل الطب المثلي أو التجانسي “homeopathy” والعلاج بالأعشاب والنباتات “phytotherapy” والعلاج بالتخدير الموضعي “Neural therapy” والطب الصيني الشعبي “Traditional Chinese Medicine” والطب الأنثروبوصوفي (الروحاني) “Anthroposophy”، بشرط أن يكون المعالِـج طبيبا.

سويس انفو مع الوكالات

جواز السفر بالإستدلال الإحيائي
نعم: 953136 (50،1%)
لا: 947632 (49،9%)

الطب التكميلي
نعم: 1283838 (67%)
لا: 631908 (33%)

نسبة المشاركة في التصويت: 38،3%

فكرة أمريكية: جواز السفر بالإستدلال الإحيائي فكرة ظهرت في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. ومنذ 25 أكتوبر 2006، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تطالب كل قادم لأراضيها أن يكون بحيازته جواز سفر متضمن لقرص إلكتروني يحمل بياناته الشخصية، بما في ذلك صورته وبصماته الرقمية. وكل من ليس بحوزته هذا الجواز، يُمنع من الدخول إلا إذا كان متحصلا على تأشيرة دخول.

حتى الآن ،اعتمدت هذا الجواز خمسون دولة، بما في ذلك كل البلدان الأعضاء في اتفاقيات شنغن. ومن المحتمل أن يصل عدد البلدان التي ستعتمد هذا الجواز إلى التسعين بموفى سنة 2009.

بعد تصويت الناخبين بنعم يوم 17 مايو 2009، يُنتظر أن تعتمد سويسرا يوم فاتح ماي 2010 هذا الصنف من الجواز. وينص القانون الذي وافق عليه السويسريون تثبيب رقيقة إلكترونية تشتمل على بصمات أصبعين وصورة فوتوغرافية للشخص.

في عام 1999، أدخِـلت بشكل مؤقت ضمن نظام التأمين الصحي الإلزامي، خمسة أنواع من الطب التكميلي وهي: الطب المثلي أو التجانسي “homeopathy” والعلاج بالأعشاب والنباتات “phytotherapy” والعلاج بالتخدير الموضعي “Neural therapy” والطب الصيني الشعبي “Traditional Chinese Medicine” والطب الأنثروبوصوفي (الروحاني) “Anthroposophy”، بشرط أن يكون المعالِـج طبيبا.

بعد فترة تجريبية، استمرت 5 سنوات بُـغية تحديد ما إذا كانت هذه الأصناف من الطب تتوافق مع المعايير التي حدّدها قانون نظام التأمين الصحي الأساسي، خلص برنامج التقييم إلى أن نجاعتها لم تثبت علميا، وتبعا لذلك تم استثناؤها من نظام التأمين الصحي الإلزامي عام 2005.

يوجد في سويسرا حوالي 20000 مُعالج غير طبيب وحوالي 300 طبيب يستخدمون قرابة 200 تقنية تندرج ضمن الطب التكميلي (أو البديل).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية