مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موقف “الإسلاميين الإصلاحيين” العرب من إيران: معضلة معقدة وأسئلة شائكة

AFP

"لا غزّة ولا لبنان.. أرواحنا فداء إيران".. بهذه الشعارات هتفت جماهير التيار الإصلاحي الإيراني في مناسبة الإحتفال السنوي بيوم القدس الذي تحييه الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنويا في آخر يوم جمعة من شهر رمضان (19 سبتمبر 2009)، على عهدة وكالات أنباء إعلامية عالمية.

تلك الهُـتافات، هي ذاتها تلخّص مُـعضلة الموازنة الصّـعبة التي، يُـقيمها الإسلاميون الإصلاحيون العرب في مواقفهم المركّبة والصّـعبة تُـجاه الإنتخابات الإيرانية (12 يونيو 2009)، وما حدث فيها من لغط حول التزوير وما تبعها من صِـدام سياسي وشعبي غير مسبوق بين الإصلاحيين والمحافظين.

ماذا وراء صمت الإسلاميين العرب؟!

ويلاحظ الأستاذ صلاح الدين الجورشي، الباحث التونسي في قضايا الإسلام السياسي، بأن “الحركات الإسلامية لازمت في الغالب الصّـمت تُـجاه ما يجري في إيران منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضدّ نتائج الانتخابات”.

ثم يستدِرك الجورشي بأنّ ذلك “لا يعني أنها لم تُـتابع باهتمام ما جرى وما يجري، ولكنها في الغالب، فضّـلت عدم إصدار مواقِـف علنية وصريحة من تلك الأحداث، مع إسراع حركة الإخوان المسلمين وغيرها من الفصائل، بتهنئة الرئيس أحمدي نجاد”.

قد يكون موقف التيار الإسلامي العربي المُـحافظ محسوما سلفاً وأقل تعقيداً، إذ يقترب فكرياً وسياسياً، من خطاب التيار المحافظ من مفهوم الدولة الإسلامية (مع فرق التصوّر السياسي السُـني والشيعي)، وسياسياً في الموقف ضد أمريكا وإسرائيل وتأييد الحركات الإسلامية العربية في ذلك.

ففي كتابه “المِـئذنة الحمراء”، يقدّم إبراهيم غوشة، أحد قادة حركة حماس السابقين، مُـرافعة دفاعية عن التيار الإيراني المحافظ ويشكِّـك بمواقف الإصلاحيين، بقيادة خاتمي، من حماس تحديدا ومن القضايا العربية عموما.

أجندات إيرانية مُـتعارضة تجاه المنطقة

ثمّـة أساس متِـين وموضوعي للاختلاف بين التياريْـن، الإصلاحي والمحافظ، الإيرانيين تجاه القضايا العربية الإسلامية الخارجية، كما يؤكِّـد الخبير في الشأن الإيراني، د. محجوب الزويري، في تصريح خاص لـ swissinfo.ch.

المحافظون، كما يوضِّـح الزويري، ينطلقون من الإشتباك والتواصل العميق بين إيران والقضايا الإسلامية، كفلسطين ولبنان، ويستنِـدون في ذلك إلى المادة (154) من دستور الجمهورية الإسلامية في إيران، التي تجعل الدفاع عن قضايا المسلمين “واجباً إيرانياً”، وهو موقف ثابت لم يتغيّر لهذا التيار.

أمّا موقف الإصلاحيين الإيرانيين، فهو متغيِّـر، إذ بدأت الإشارات الأولى إلى اختلافهم مع التيار المحافظ منذ عهد الرئيس خاتمي، الذي قدّم بعض الرسائل لم يلتقِـطها العرب والأمريكيون، ووصل الموقف الإصلاحي الإيراني ذِروته (مؤخراً) في المناظرة الإنتخابية الأخيرة، وتحديداً مع خطاب حسين مير موسوي، الذي يشي بإعادة الإهتمام بالقضايا الداخلية الإيرانية على حساب الملفّـات الخارجية، ومنها القضية الفلسطينية ولبنان وغيرها.

وِفقاً للزويري، فإنّ خطاب التيار الإصلاحي يذهب إلى أنّ إيران دفعت ثمناً باهضاً لمواقفها الخارجية، وهي تخوض معارِك غيرها. ويسوّق هذا التيار، أنّ إيران تقبل ما يقبل به العرب والفلسطينيون تجاه القضايا المركزية الرئيسية (وهو بالمناسبة كلام لا يختلف أصلا عما تردده الأغلبية الساحقة للحكومات العربية).

الفجوة بين إصلاحيّي إيران والعرب

الفجْـوة بين توافُـق الإسلاميين الإصلاحيين العرب مع مشروع الإصلاحيين الإيرانيين الفكري، القائم على احترام التعدّدية وحقوق الإنسان والحريات العامة، وبين مواقف الإصلاحيين الإيرانيين من القضايا المركزية العربية، قد يكون العامل الرئيسي الذي يجعل من حسابات الجناح الإصلاحي الإسلامي – العربي أكثر تعقيداً وتحفُّـظاً، مُـقارنة بالتيار الإسلامي المحافظ، عربياً، بخاصة حِـيال الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي شهدت تداعياتها انتِـهاكات واضحة لحقوق الإنسان والحريات العامة.

في مواجهة هذا السؤال، يميّز د. عصام العريان، أحد أبرز القيادات الإصلاحية المعروفة في جماعة الإخوان المسلمين في مصر في موقفه بين قضايا متعدِّدة (في تصريح خاص لـ swissinfo.ch)، الأولى، وهي – برأيه – حجر الزاوية، وتتمثل في المحاولات الإصلاحية الإيرانية لتحويل ولاية الفقية إلى ولاية عامة للأمة، تقترِب في مآلاتها من السُـنّة، ما يمثل تغييرا جوهريا في النظرية السياسية الشيعية.

هذه المحاولات، كما يرى العريان، تتطلّـب اجتهاداً خلاّقاً، كما فعل الإمام الخميني سابقاً عندما ابتكر ولاية الفقيه للتغلّـب على معضلة “غياب الإمام” في الفقه الشيعي، فحرّك بذلك المياه الرّاكدة.

في المقابل، فإنّ الترويج الإعلامي الغربي للإصلاحيين الإيرانيين أضفى شكوكاً هائلة لدى الناس حول نوايا التيار الإصلاحي، مما جعل معارضة الحركات الإسلامية لما حدث بعد الإنتخابات من انتهاكات لحقوق الإنسان، تأخذ طابعاً هادئاً، وليس عاصفاً أو احتجاجيا.

ويرى العريان أنّ خطاب التيار الإصلاحي الإيراني يدفع بالإسلاميين العرب إلى استحضار النموذج التركي – المتمثل في حزب العدالة والتنمية – إذ أنّ اختلافه عن النموذج الإيراني، ليس حول الديمقراطية وحقوق الإنسان (ففي تركيا هنالك انتهاكات أيضاً)، إنّما حول الموقف من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ذلك يعني، أنّ قبول الغرب للنموذج التركي وترويجه، بدلاً من الإيراني، لا يعود في جوهره إلى مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل إلى الموقف من إسرائيل والغرب، والحال نفسه ينطبق على الانتخابات الأفغانية الأخيرة، التي شهدت انتهاكات أيضاً، وقد جرَت تحت المظلّـة الغربية.

ما تشي به ملاحظة د. العريان، هو الهاجس المخيّم على الإسلاميين الإصلاحيين العرب، بأنّ التيار الإصلاحي الإيراني المتقارب فكرياً معهم، قد يكون على الطّـرف الآخر من المعادلة الإستراتيجية الإقليمية في المنطقة، كما هو النموذج التركي، فتفقِـد الحركات الإسلامية الدّعم الإستراتيجي الذي توفِّـره إيران-المحافظة اليوم في مواجهة الإسرائيليين والأمريكيين.

فجوة فاصلة

ويقترب د. نبيل الكوفحي، أحد أبرز القيادات الإسلامية (من جماعة الإخوان المسلمين) الإصلاحية الأردنية، من رأي د. العريان السابق. ويقِـر الكوفحي في تصريح خاص لـ swissinfo.ch، أنه لا يوجد موقِـف رسمي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن تُـجاه ما حدث من تداعِـيات بعدَ الانتخابات الإيرانية وأنّ الموضوع لم يُـدرس حتى داخل الدائرة السياسية في الجماعة، التي كان هو شخصياً عضواً فيها.

يتجاوز الكوفخي الموقف الرسمي إلى قراءته الشخصية، مقترباً من تأييد الخطاب الفكري الإصلاحي الإيراني في موضوعية ضرورة تجديد النظر في النظرية السياسية الشيعية، التي قامت عليها الثورة الإيرانية، إذ يرى أنّ “ما صلحت به بدايات الثورة (ولاية الفقيه)، قد لا تصلح به اليوم استحقاقات استمرار الدولة”.

ويرى أنّ مطالب الإصلاحيين في توسيع مساحة الحريات العامة وحقوق الإنسان والتعدّدية، هي مطالب مُـحِـقة، يؤيِّـدهم فيها، وهي إحدى أهم الضمانات لاستمرار الدولة الإيرانية وبقائها، بعد أن فقدت ولاية الفقيه الوظيفة التاريخية لها، فحرّكت المياه الشيعية الرّاكدة وأدت إلى الثورة، واليوم، مطلوب تطوير المقاربة السياسية الشيعية نحو الديمقراطية والتعدّدية بصورة أفضل.

ويستدرك الكوفحي على ما سبق، بأنّه بعيداً عن موقف المحافظين والإصلاحيين الإيرانيين والصِّـراع الداخلي، فإنّ الحركات الإسلامية تنظر إلى إيران اليوم باعتبارها “حليفاً إستراتيجياً تُـجاه ملفّـات حيوية في المنطقة، وتحديداً في مواجهة المشروع الصهيوني والهيْـمنة الخارجية”.

إذن، يبقي الكوفحي على الفجوة الفاصلة بين الحدّيْـن، الفكري – المشترك مع إصلاحيّي إيران، والسياسي – المشترك مع محافظي إيران، قائمة، من دون القُـدرة على تجسيرها من خلال معادلة ترجّـح كفّة أيٍّ منهما.

غموض موقف الإصلاحيين الإيرانيين

يضع د. رحيل غرايبة، أحد أبرز القياديين الإسلاميين الإصلاحيين في جماعة الإخوان في الأردن فواصل أخرى في طبيعة رُؤية التيار الإسلامي الإصلاحي – العربي للإنتخابات الإيرانية وتداعِـياتها.

ففي تصريح خاص لـ swissinfo.ch، يرى غرايبة أنّ هنالك غموضاً كبيراً في موقف التيار الإصلاحي الإيراني تُـجاه الملفات الداخلية والخارجية الإيرانية، على الأقل بنظرة الإسلاميين العرب. “فالخِـطاب الإيراني الرسمي العام يطغى في العالم العربي على نِـداء التيار الإصلاحي ورُؤيته”.

ويرى غرايبة أنّ ما يريده الإصلاحيون في إيران، غير واضح بالنسبة للإسلاميين العرب، فضلاً أنّ مواقف إيران الخارجية، رسمياً، تُـجاه حماس وحزب الله والحركات الممانعة، تحظى بشعبية كبيرة، بينما لا توجد رُؤية إصلاحية – إيرانية مقابِـلة، تمنح تصوّراً عمّا يُـريده الإصلاحيون الإيرانيون.

وعلى الرغم من أنّ غرايبة يُـقرّ بأنّ الإسلاميين الإصلاحيين – العرب مَـدِينون للتيار الإصلاحي الإيراني بموقف تُـجاه ما حدث بعد الانتخابات الإيرانية (إن كان هنالك ما يُـثبِـت وجود انتهاكات حقوقية)، إلا أنّه يرى بأنّ أي موقف ضدّ إيران اليوم في ظل أزمتها مع العالم الغربي والحِـصار المُـطبـق عليها، سوف يفسّـر بأنه إضعاف لصلابة موقِـف إيران في السلاح النووي وتجاه إسرائيل والمنطقة.

في المقابل، ووفقاً لغرايبة، لا يوجد ما يُـثبت الانتهاكات والتزوير في الانتخابات الإيرانية الأخيرة، بقدْر ما هنالك روايات مُـتضاربة بين أنصار التياريْـن.

الجناح الإصلاحي أضاع فرصة ذهبية

ويعبر خليل العناني، الخبير المصري في شؤون الحركات الإسلامية في مركز الأهرام للدراسات إلى ملاحظاته من رُؤية د. غرايبة السابقة، إذ يفسّر في تصريح خاص لـ swissinfo.ch، موقف الإسلاميين الصّـامت من الانتهاكات التي جرت على حقوق الإنسان في إيران غَـداة الانتخابات الأخيرة، بأنه “يتّـصل بموقفهم الملتبس عموماً من موضوع حقوق الإنسان وحرياته العامة”.

ويرى العناني أنّ الإسلاميين يقعون في الفخّ نفسه الذي تقع فيه السياسات الرسمية العربية، إذ يُـسارعون إلى رفع فزّاعة حقوق الإنسان وحرياته والديمقراطية في وجه خصومهم السياسيين، بينما “يصمُـتون ولا يتحدّثون عن هذه القِـيم والإنتهاكات، عندما يتعلّق الأمر بملفّـات تتناقض مع رُؤيتهم وأفكارهم ومصالحهم!”. ويضرب العناني مِـثالاً على ذلك بملف دارفور في السودان، إذ لم يصدُر عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أي موقف يُـدين ما وقع فيها من انتهاكات.

الملاحظة الثانية في سياق تفسير صمت الإسلاميين العرب عن الإنتهاكات في إيران، وِفقاً للعناني، تلك “المسافة الفاصلة بين الاعتبارات الوطنية الداخلية والإعتبارات الأممية المركزية”.

فالإسلاميون العرب يتغاضَـوْن عن الاعتبارات الوطنية الداخلية التي تحرِّك التيار الإصلاحي الإيراني، وينظرون إلى موقِـف التياريْـن (الإصلاحي والمحافظ) من القضايا المركزية في العقْـل العربي، كالقضية الفلسطينية ومواجهة إسرائيل، وهو ما يدفع بهم إلى القفز عمّـا حدث في إيران، مقابل المواقف الخارجية.

في السياق نفسه، يُـشير العناني إلى الموقف الخاص بجماعة الإخوان المسلمين المتحفظ ضد أي نقد للتجربة الإيرانية وما حصل فيها مع الإنتخابات الأخيرة، وذلك لاعتباريْـن رئيسييْـن، الأول، دعم إيران لحركة حماس والجهاد وحزب الله، ممّـا يغلِّـب هذه المصالح على المعايير الأخرى. والثاني، أنّ الثورة الإسلامية الإيرانية هي أحد تمثُّلات النموذج الإسلامي في الحكم، وهو ما تحرِص الحركات الإسلامية على عدَم توجيه النقد إليه والبحث عن عُـيوبه في مواجهة القوى العِـلمانية الأخرى المعارضة له.

مع ذلك، يرى العناني أنّ “الجناح الإصلاحي من التيار الإسلامي – العربي، أضاع فرصة ذهبية مع الانتخابات الإيرانية الأخيرة، تتمثل في تأكيدها على أهمية المراجعة والنّـقد الذاتي داخل الحركات الإسلامية وتصحيح مساراتها، كي تكون أكثر واقعية وعمَـلية في طروحاتها، الفِـكرية والسياسية”.

محمد أبو رمان – عمّـان – swissinfo.ch

طهران (رويترز) -أجرت ايران يوم الاثنين 28 سبتمبر اختبارا لاطلاق صواريخ، قال قائد عسكري انها يمكن أن تصل الى أي هدف في المنطقة، في استعراض لعضلاتها العسكرية قبل محادثات حاسمة مع قوى كبرى يساورها القلق من طموحات ايران في المجال النووي. وتتزامن المناورات التي أجراها الحرس الثوري نخبة القوات العسكرية الايرانية والتي أطلقت خلالها الصواريخ، مع توتر متزايد في خلاف طهران مع الغرب بخصوص الملف النووي في أعقاب كشف الجمهورية الاسلامية الاسبوع الماضي عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم. وتضيف أنباء منشأة تخصيب اليورانيوم، الواقعة جنوبي طهران، شعورا بالالحاح لعقد الاجتماع النادر المقرر في جنيف يوم الخميس 1 أكتوبر بين مسؤولين ايرانيين وممثلين لست قوى كبرى، منها الولايات المتحدة والصين وروسيا.

ووصف البيت الابيض تجارب الصواريخ بأنها “مستفزة” وكرر مجددا ما طالب به الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ الاسبوع الماضي، بأن تفصح ايران عن كل المعلومات المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل. وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين لما سئل عما تريده واشنطن من المحادثات “يمكنهم أن يوافقوا على السماح على الفور بالوصول دون معوقات (الى منشأة الوقود النووي)، هذا هو أقل ما يمكن أن يفعلوه”. وأضاف “لم يكن الاجماع الدولي يوما أقوى مما هو الان على التصدي لايران وبرنامجها النووي”. وذكرت وزارة الخارجية الايرانية أنه لا علاقة بين تجارب الصواريخ والانشطة النووية. وقال حسن قشقوي، المتحدث باسم الوزارة “هذا تدريب عسكري طبيعته الردع.. لا توجد أي صلة بالبرنامج النووي”. وقالت قناة (برس تي.في) الايرانية، ان تجربة اطلاق الصاروخ أرض -أرض شهاب 3 الذي يصل مداه الى 2000 كيلومتر، كانت “ناجحة” وأجريت في اليوم الثاني من مناورات بدأت يوم الاحد، عندما أطلقت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

ويضع مثل هذا المدى اسرائيل والقواعد الامريكية في المنطقة في مرمى الصاروخ الايراني. وعرضت لقطات تلفزيونية لانطلاق صواريخ في الجو من أرض تشبه الصحراء وسط صيحات تكبير. ونقل موقع الحرس الثوري على الانترنت عن الجنرال حسين سلامي قائد السلاح الجوي بالحرس قوله “كل الاهداف بالمنطقة أيا كان موقعها ستكون داخل مدى هذه الصواريخ”. وقال سلامي في وقت لاحق للتلفزيون الرسمي الايراني “يجب أن يعلم كل أعدائنا أننا نعتبر أنفسنا باستمرار في مناخ من التهديد. ولقد أعددنا أنفسنا لاسوإ الاحتمالات”. وذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن تجربة الصواريخ “جزء من استفزاز سنوي” ايراني وينبغي أن لا تلهي عن محادثات جنيف المرتقبة. وقال ميليباند لشبكة سكاي التلفزيونية الاخبارية البريطانية “سوف تحتاج (ايران) يوم الخميس.. الى اظهار أنها جادة في ضمان أن لا يتحول برنامجها النووي المدني للطاقة الى برنامج عسكري”. ووصف برايان ويتمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اختبارات الصواريخ بأنها “مزعجة”. وقال ويتمان “اذا أخذنا اختبارات الصواريخ هذه وهي نوع من اظهار القوة مع اكتشافات أخرى ألقي عليها الضوء في اليومين الماضيين مع استمرارهم في تطوير برنامج نووي وجمعنا كل هذا، فسوف يرسم صورة.. نمط من الخداع”. وأضاف أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تركز اهتمامها على المحادثات “لترى ما اذا كان ثمة سبيل دبلوماسي للمضي قدما، وان لم يكن، فماذا يمكن أن تكون الخطوات التالية”. وذكر خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الذي سيرأس وفد الدول الغربية في جنيف، أن المحادثات يوم الخميس تهدف الى اشراك ايران في “مناقشة حقيقية” والحصول على تعهد بمواصلة المحادثات “بطريقة نشيطة”. وقال سولانا على هامش اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الاوروبي في السويد “الفشل واضح.. اذا لم تعقد اجتماعات أخرى فهذا فشل.. سيكون ذلك ملحوظا بوضوح. الحكم على النجاح أصعب”.

ودعت فرنسا ايران الى “اختيار مسار التعاون لا المواجهة بوقف تلك الانشطة التي تزعزع الاستقرار على الفور وبالاستجابة فورا لمطالب المجتمع الدولي من أجل التوصل الى حل للملف النووي عن طريق التفاوض”. في الوقت نفسه، دعت روسيا الى ضبط النفس. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله “هذا الامر مثير للقلق بالطبع، عندما تجرى تجارب اطلاق الصواريخ على خلفية موقف يتسم بعدم حل البرنامج النووي الايراني”. وأضاف “اني لعلى قناعة بأن الامر يتطلب ضبط النفس”. ولم تحدد وكالات الانباء ان كان لافروف يعني ضبط النفس من جانب ايران أو من قبل الغرب. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة، انه ينبغي استخدام “اآليات أخرى” للتعامل مع برنامج طهران النووي، اذا لم تبد ايران تعاونا في الاجتماع. ولم يقل ميدفيديف صراحة إن كانت روسيا ستدعم مطالب الغرب بفرض عقوبات على ايران. وأوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، أنهم سيركزون في اجتماع جنيف على البرنامج النووي الايراني. وعرضت طهران اجراء محادثات أمنية واسعة النطاق، لكنها قالت انها لن تناقش “حقوقها” النووية. وأبدت واشنطن، التي تشتبه في أن ايران تسعى لتطوير قدرات على صنع قنابل نووية من قبل، قلقها بخصوص برنامج طهران الصاروخي. وتقول ايران وهي من أكبر الدول المنتجة للنفط، ان أنشطتها النووية تهدف لتوليد الكهرباء للاغراض السلمية.

وتحدث وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، الذي يقول إن أي عمل عسكري موجه لايران، لن يساعد الا في “كسب الوقت”، وأكد الحاجة للدبلوماسية عن عقوبات جديدة محتملة على بنوك ومعدات وتكنولوجيا صناعة النفط والغاز الايرانية. وأعرب غيتس عن أمله خلال مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية في أن يدفع الكشف عن المنشأة الثانية ايران الى تقديم تنازلات، وقال “الايرانيون في موقف سيئ جدا الان بسبب هذا الخداع لجميع القوى العظمى”. وأضاف “من الواضح أن هناك احتمالا لفرض عقوبات اضافية مشددة. أعتقد أن لدينا الوقت لانجاح ذلك”. وذكرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن ايران يجب أن تقدم “أدلة مقنعة” خلال اجتماع جنيف. وقالت كلينتون لشبكة سي.بي.اس التلفزيونية “سوف نخضعهم للاختبار في الاول من اكتوبر”. وسجلت المقابلتان مع غيتس وكلينتون قبل أن تبدأ ايران المناورات الصاروخية، التي تستمر يومين والتي تهدف لاثبات استعدادها لصد أي هجمات عسكرية يشنها أعداء مثل اسرائيل أو الولايات المتحدة.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 28 سبتمبر 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية