مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مونديال 2010: سويسرا تُقصى من كأس العالم بجنوب إفريقيا

لم تُفلح محاولات بارنيتا ورفاقه في اختراق مرمى الهوندوراس Keystone

فشل المنتخب السويسري في التأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم لكرة القدم بحيث لم يسجل أي هدف ضد الهوندوراس في المقابلة الأخيرة له ضمن المجموعة الثامنة (0/0).

وبذلك خابت آمال الجمهور السويسري الذي كان ينتظر من فريقه أن يظهر مساء هذا الجمعة بمستوى أعلى بكثير بمدينة بلومفونتاين، خاصة بعدما هـــَزم في مباراته الأولى في هذه البطولة إسبانيا، حاملة لقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2008. وبهذه النتيجة، احتلت سويسرا المرتبة الثالثة قبل الهوندوراس، بينما تأهلت للدور المقبل من هذه المجموعة كل من إسبانيا والشيلي.

أكد أداء المنتخب السويسري ضد الهوندوراس مساء الجمعة 25 يونيو الجاري تحليلات المراقبين والمعلقين السويسريين والدوليين الذين قالوا مرارا وتكرارا إن الفريق السويسري ماهر في الدفاع لكنه لا يتقن الهجوم، بحيث لـم يرق إلى المستوى الذي توخاه منه جمهوره لا سيـــّما بعد الإنجاز التاريخي الذي افتتح به هذه البطولة بعد فوزه على إسبانيا بهدف مقابل لا شيء.

وبذلك انكسر حلــم “الناتي” (لقب المنتخب السويسري) الذي شارك في جنوب إفريقيا في كأس العالم للمرة التاسعة والثانية على التوالي (علما أن أفضل نتائج حققها كانت أعوام 1934 و1938 و1954 عندما تأهل للدور ربع النهائي). وكان السويسريون قد تأهلوا إلى الدور ثمن النهائي لكأس العالم لعام 2006 في ألمانيا قبل أن يُقصى بعد انهزامه أمام أوكرانيا في الضربات الترجيحية.

افتقـــار مُلفت للجرأة والدقة

دارت مباراة سويسرا (المصنفة 24 في ترتيب الفيفا) ضد الهوندوراس (32) في جو بارد بملعب مدينة بلومفونتاين، على ارتفاع 1400 متر. وتميز أداء الفريق السويسري بنفس البرودة بحيث سيطر التشنج على تحركات لاعبيه لتتضاعف تمريراتهم الضائعة. ولم يتمكن السويسريون من تهديد معسكر الخصم إلا ابتداء من الدقيقة العاشرة عندما مرت تسديدة إينلر جانب العارضة اليسرى لمرمى الهوندوراس.

وبعد هجوم مضاد سريع جدا للهوندوراس في الدقيقة 13 أجبر الحارس بيناليو على الخروج على بـــُعد أمتار يسار مرماه لصد الكرة، جاء أول تهديد سويسري حقيقي في الدقيقة 16 بعد تمريرة دقيقة من بارنيتا باتجاه رأس ديرديوك الذي أهدر الفرصة.

لكن صحوة السويسريين افتقدت كثيرا للحماسة والمبادرة والجرأة والدقة والثقة في النفس. وظلت سيطرتهم على مجريات اللقاء عقيمة إلى النهاية. فرغم استحواذهم على الكرة بنسبة فاقت 60% في الشوط الأول وخلق بعض فرص التسجيل، كانت أبرزها محاولتان متتاليتان في الدقيقتين 42 و43، فإنهم لم ينجحوا في التحرر من تشنجهم لينتهي الشوط الأول بدون أهداف، بينما سجلت إسبانيا هدفين في مرمى الشيلي في المباراة التي كانت تجري في نفس الوقت ببريتوريا ضمن مباريات النفس المجموعة.

إسبانيا تُسجل وسويسرا تهدر الفرص

نتيجة الشوط الأول لمقابلة إسبانيا والشيلي لم تترك لسويسرا خيارا آخر غير تسجيل هدفين على الأقل في مرمى الهوندوراس لانتزاع ورقة التأهيل للدور ثمن النهائي.

لذلك قرر مدرب “الناتي”، الألماني أوتمار هيتسفيلد، إعطاء دفعة جديدة لفريقه في الشوط الثاني بتعويض فيرنانديس الذي تلقى ورقة صفراء في الشوط الأول، بالجوكر، أكان ياكين، الذي أثبت مرارا في الماضي قدرته على التسجيل وتنفيذ تمريرات حاسمة ضمن الفريق الوطني.

لكن أول فرصة حقيقة في الشوط الثاني كانت لصالح الهوندوراس في الدقيقة 53، بحيث كادت ضربة رأسية لسوازو تستقر في مرمى بيناليو، غير أنها مرت على بعد سنتيمترات قليلة من الشباك.

وفي الدقيقة 60، لم تنجح تسديدة السويسري بارنيتا على بعد 16 مترا في تشكيل خطر على مرمى فالاداريس. وبعد ثلاث دقائق، انتهت ضربة أخرى لديرديوك في أيدي حارس الهوندوراس، لتتوالى المحاولات من الجهتين دون نتيجة. وفي الأثناء، تمكن فريق الشيلي من تسجيل هدف في مرمى الإسبان لتصبح مهمة السويسريين أكثر صعوبة وتعقيدا.

وفي الدقيقة 73، صد حارس السويسريين برؤوس أصابع يده اليسرى، وبشبه معجزة، ضربة قوية لألفاريز. وبعد دقيقة من هذه المحاولة الخطيرة، حاول أليكساندر فراي، كابتن الفريق السويسري وأفضل مهاجميه، ترجمة ضربة حرة نفذها أكان ياكين إلى هدف لكن محاولته باءت بالفشل. واستمر هذا السيناريو إلى نهاية المباراة بحيث لم يفلح السويسريون في استغلال نقاط ضعف الخصم الذي ارتبك في مناسبات عديدة تاركا المجال مفسوحا للــ “ناتي” الذي كان بإمكانه “نظريا” الفوز بهذه المباراة علما أن الهوندوراس خسرت مقابلتيها ضد إسبانيا والشيلي.

وقد فاجأ المدرب هيتسفيلد مرة أخرى المراقبين بإبقائه أليكساندر فراي على مقاعد الاحتياط خلال الشوط الأول من هذه المقابلة الأخيرة والحاسمة ضد الهوندوراس، بحيث لم يدخل الملعب إلا في الدقيقة 69. وكان فراي قد أصيب بالتواء في الكاحل خلال حصة تدريبية قبل انطلاق بطولة كأس العالم، وبدا أن حالته تحسنت بحيث شارك في الشوط الأول من المقابلة الثانية لفريقه في هذا المونديال، والتي خاضها ضد نظيره الشيلي الذي انهزم أمامه السويسريون بهدف مقابل لا شيء. وكان على سويسرا الفوز على الهوندوراس بفارق هدفين لضمان التأهل للدور ثمن النهائي بغض النظر عن نتيجة المقابلة بين إسبانيا وشيلي.

فراي واثق في المُستقبل

لكن مغامرة “الناتي” في جنوب إفريقيا انتهت بهذه النتيجة السلبية، كما يبدو أن أليكسندر فراي (31 عاما)، أفضل هداف في تاريخ الفريق السويسري على الإطلاق، قد عاش أيضا آخر مونديال له.

وفي أولى تصريحاته على إثر اللقاء قال فراي: “ليس مُخجلا عدم هزم الهوندوراس، في المقابل الانهزام أمام لوكسومبورغ (مثلما حدث في بداية التصفيات) كان حدثا مُخجلا بالفعل”. وأعرب فراي عن اعتقاده بأن استخدام كلمة “فشل” للحديث عن نتيجة مباراة هذا المساء سيكون “شديد القسوة” إزاء الفريق السويسري، قائلا: “لقد أظهرنا أننا قادرون على هزم أي فريق كان في يوم جيد”؛ (في إشارة إلى فوز “الناتي” على إسبانيا في بداية مونديال 2010).

ولا يعتقد فراي أن الأمور كانت ستكون أفضل إن كان قد دخل الملعب منذ بداية المباراة قائلا “إن المدرب دائما على صواب”. وعندما سأله صحفي إن كان يدرك حجم الانتقادات التي سـتنهال على “الناتي”، أجاب فراي: “على الجميع تقبل الانتقادات”، قبل أن يضيف: “سيـظهر لاعبون شبان وستذهب سويسرا يوما إلى أبعد مما نتوخاه منها”.

إصلاح بخات – swissinfo.ch مع الوكالات

1. إسبانيا: 3/6
2.الشيلي 3/6
3. سويسرا 3/4
4. الهوندوراس 3/1

أوروغواي – كوريا الجنوبية (26 يونيو، الساعة 16.00 بتوقيت سويسرا)

الولايات المتحدة – غانا ( 26 يونيو، الساعة 20.30)

ألمانيا – إنجلترا (27 يونيو، الساعة 16.00)

الأرجنتين – المكسيك ( 27 يونيو، الساعة 20.30)

هولندا – سلوفاكيا ( 28 يونيو، الساعة 16.00)

البرازيل – الشيلي (28 يونيو، الساعة 20.30)

باراغواي – اليابان (29 يونيو، الساعة 16.00)

إسبانيا – البرتغال (29 يونيو، الساعة 20.30)

انتهزت 32 منظمة سويسرية نشطة في مجال التعاون وفي المجال النقابي فرصة اللقاء الكروي بين سويسرا والهوندوراس لتطلب من الحكومة السويسرية الالتزام من أجل حقوق الإنسان في الهوندوراس. وأدانت المنظمات في عريضة عمليات اغتيال أعضاء المعارضة والصحافيين منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد العام الماضي.

وكتبت المنظمات في بيان نشرته يوم الجمعة 25 يونيو الجاري: “يوم 28 يونيو 2009، أطيح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا مانويل زيلايا من قبل الجيش وتم طرده من البلاد. وتــم بعنف ردع احتجاجات الشعب العديدة ضد هذا الإنقلاب وتعرض مئات المتظاهرين للسجن والوحشية، وقُتل عدد منهم”.

ومن أبرز هذه المنظمات السويسرية اتحاد النقابات السويسرية ومنظمة التضامن “سوليفون”، وتحالف الجنوب، والحزب الاشتراكي السويسري.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية