
نتنياهو يلتقي ترامب بالبيت الأبيض وإسرائيل وحماس تبحثان وقف إطلاق النار

من أندريا شلال وألكسندر كورنويل ومات سبيتالنيك وجيف ميسون
واشنطن/تل أبيب (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة حددت موعدا لإجراء محادثات مع إيران، وأشار إلى إحراز تقدم في الجهود المثيرة للجدل لنقل الفلسطينيين إلى خارج غزة.
جاء ذلك خلال استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين.
وفي حديثه للصحفيين في بداية عشاء بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قال نتنياهو إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى من شأنها أن تمنح الفلسطينيين “مستقبلا أفضل”، مشيرا إلى إمكان انتقال سكان غزة إلى دول مجاورة.
وأضاف نتنياهو “إذا أراد الناس البقاء، فبإمكانهم ذلك، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من المغادرة”.
وأردف “نعمل مع الولايات المتحدة عن كثب لإيجاد دول تسعى لتحقيق ما تقوله دائما، وهي أنها تريد منح الفلسطينيين مستقبلا أفضل. أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدة”.
وفي هذا الصدد، قال ترامب إن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة. وأضاف “لقد حظينا بتعاون كبير من… الدول المحيطة، وتعاون كبير من كل دولة منها. لذا، سيحدث أمر جيد”.
وطرح ترامب وقت سابق من هذا العام فكرة تهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. انتقد سكان غزة هذا الاقتراح وتعهدوا بعدم مغادرة منازلهم في القطاع الساحلي.
والتقى ترامب ونتنياهو عدة ساعات في واشنطن فيما أجرى مسؤولون إسرائيليون محادثات غير مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن من غزة ووقف إطلاق النار بوساطة أمريكية.
وعاد نتنياهو إلى دار الضيافة في بلير هاوس في وقت متأخر من يوم الاثنين، حيث من المقرر أن يلتقي بنائب الرئيس جيه.دي فانس في الساعة 9:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
تأتي زيارة نتنياهو في أعقاب إعلان ترامب يوم الأحد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق هذا الأسبوع. وقبل التوجه إلى واشنطن، عبر نتنياهو عن اعتقاده بأن مناقشاته مع ترامب ستؤدي إلى إحراز تقدم في المحادثات الجارية في قطر بين إسرائيل وحماس.
وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير كانون الثاني، وتأتي في أعقاب الأمر الذي أصدره ترامب الشهر الماضي بشن غارات جوية أمريكية على مواقع إيران النووية لمساندة إسرائيل في هجماتها الجوية. وساعد ترامب لاحقا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوما.
وقال ترامب إن إدارته ستجتمع مع إيران. وأضاف “لقد حددنا موعدا للمحادثات مع إيران، وهم… يريدون التحدث. لقد تلقوا ضربة موجعة”.
وأفاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الاجتماع سينعقد خلال الأسبوع المقبل تقريبا.
وعبر ترامب عن رغبته في رفع العقوبات عن إيران في وقت ما. وقال “أود أن أتمكن من رفع هذه العقوبات في الوقت المناسب”.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة يوم الاثنين إنه يعتقد بأن طهران قادرة على حل خلافاتها مع الولايات المتحدة من خلال الحوار.
ويحاول ترامب وكبار معاونيه فيما يبدو استغلال أي قوة دافعة نتجت عن إضعاف إيران، التي تدعم حماس، لدفع إسرائيل والحركة الفلسطينية إلى تحقيق انفراجة بشأن الحرب المستمرة في غزة منذ 21 شهرا. وقال إنه يريد أيضا خلال اللقاء مع نتنياهو مناقشة آفاق التوصل إلى “اتفاق دائم” مع إيران، عدو إسرائيل اللدود في المنطقة.
والتقى ترامب ونتنياهو، وكبار مستشاريهما، على عشاء خاص قال البيت الأبيض إنه لن يخضع للتغطية الإعلامية بدلا من إجراء محادثات رسمية في المكتب البيضاوي حيث يستقبل الرئيس عادة كبار الزوار. ولم يتضح بعد سبب اختيار ترامب تقليل الطابع الرسمي في استقباله لنتنياهو هذه المرة.
وتجمع مئات المتظاهرين، كثير منهم يضعون الكوفية الفلسطينية ويلوحون بالأعلام الفلسطينية، قرب البيت الأبيض، رافعين لافتات كتب عليها “أوقفوا تسليح إسرائيل” و”قولوا لا للإبادة الجماعية”. كما طالبوا باعتقال نتنياهو، في إشارة إلى مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
والتقى نتنياهو في وقت سابق من يوم الاثنين بويتكوف وماركو روبيو وزير الخارجية للتحضير للمحادثات مع ترامب. ومن المقرر أن يزور ترامب مبنى الكونجرس يوم الثلاثاء للقاء زعماء الكونجرس.
وخلال لقائهما، سلم نتنياهو ترامب رسالة قال إنه رشحه فيها لجائزة نوبل للسلام. وبدا ترامب مسرورا بهذه اللفتة ووجه له الشكر.
وقال نتنياهو للصحفيين قبل الزيارة إن المفاوضين الإسرائيليين يسعون جاهدين للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة في العاصمة القطرية الدوحة.
وتأمل إسرائيل أن تمهد حربها مع إيران الطريق أيضا لفرص دبلوماسية جديدة في المنطقة، مثل تطبيع العلاقات مع دول منها لبنان وسوريا والسعودية، وهي مسألة أخرى من المتوقع أن تكون على جدول أعمال ترامب.