مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نحو الإستفادة من تجارب إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية تفاديا لأخطاء الماضي

السيدة زبيدة علاوة، مديرة قسم المالية والاقتصاد وتنمية المدن بالبنك الدولي، تتوسط ممثلي أستراليا وسويسرا خلال الندوة الصحفية التي عقدت يوم 9 مايو 2011 في جنيف عشية انعقاد المؤتمر الدولي لإعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية. swissinfo.ch

تحتضن جنيف ابتداء من يوم الثلاثاء أول مؤتمر دولي يبحث إمكانية الإستفادة من شتى التجارب العالمية في كيفية معالجة عملية إعادة البناء بعد حدوث الكوارث الطبيعية، بمشاركة 170 دولة.

ويهدف المؤتمر إلى تفادي أخطاء الماضي وتفعيل رد المجموعة الدولية أثناء إعادة البناء في الدول التي تعاني من الويلات الناجمة عن الكوارث الطبيعية من فياضانات وزلازل وانزلاقات أرضية وغيرها.

وتستضيف المدينة السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان ما بين 10 و13 مايو 2011 أول مؤتمر دولي يتركز فيه الإهتمام على المسائل المتعلقة بعمليات إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية. هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 2000 ممثلعمن القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية والمعاهد الجامعية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، دعا لتنظيمه كل من البنك الدولي والأمم المتحدة، بمساندة من الحكومة السويسرية.

وفي ندوة صحفية عقدت ظهر الإثنين 9 مايو في جنيف، قالت السيدة زبيدة علاوة، مديرة قسم المالية والاقتصاد وتنمية المدن في البنك الدولي: “يأتي تنظيم هذا المؤتمر في وقت محوري، يتمثل في الإتفاق حول خارطة طريق شاملة تسمح بتنسيق أكثر، وتمويل أحسن، وإعادة بناء ذات جودة عالية بعد الكوارث الطبيعية”.

تقاسم التجارب والإستفادة منها

ومن المقرر أن يُشارك المؤتمرون في أكثر من 13 جلسة نقاش تخصص كل واحدة منها لمحور محدد يتعلق بإعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية، وما يرافق ذلك من مشاكل تنظيمية وتمويلية ومراقبة استفادة الضحايا من الأموال المخصصة لعملية إعادة البناء.

كما ستخصص جلسة نقاش على أعلى مستوى لمناقشة السياسات العامة في مجال مواجهة الكوارث وتأطير عملية إعادة البناء.  وسيحاول المشاركون خلال تلك الجلسة الإجابة على تساؤلات مثل: هل استفدنا من دروس الماضي في عملية إعادة البناء والإعمار؟ هل الوعود المقدمة تصل دوما كاملة لأصحابها؟ هل نولي ما يكفي من العناية لعملية الوقاية من الكوارث الطبيعية ؟ وهل نستثمر ما يكفي في هذا المجال؟

كما ستخصص ثلاث جلسات نقاش عامة، كل واحدة منها تتناول موضوعا من المواضيع، مثل إشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص المحلي في عملية إعادة البناء الناجعة، وجلسة تهتم بتجربة اليابان في مواجهة الكوارث الطبيعية، وبالأخص الأخيرة منها والتي قال عنها سفير اليابان في الندوة الصحفية: “إنها ستكون محور مؤتمر دولي في شهر يونيو القادم قد تعرض فيه خلاصة الدروس المستخلصة من كارثة فوكوشيما”.

أما جلسة النقاش الثالثة فتهتم بموضوع مراعاة معايير التنمية المستدامة أثناء عملية إعادة البناء، وكيفية مراقبة عملية البناء وترشيد صرف الموارد المالية المخصصة لتلك العملية.

وقد تكون أهم جلسة تلك التي ستخصص للإطلاع على تجارب بعض البلدان التي عانت من الكوارث الطبيعية  مثل باكستان والهند والصين وإندونيسيا وكولمبيا.

ويقر المنظمون أنفسهم بأن “عراقيل إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية قد كانت محور العديد من الدراسات والبحوث، ولكن أحسن التجارب هي تلك التي يفيدنا بها خبراء ميدانيون عايشوا عمليات إعادة البناء ولم يسبق لهم أن اطلعوا على أي من تلك التقارير”.

ولاشك في أن اليابان الذي يشارك بوفد من ثلاثين خبيرا قد يقدم بعضا من تجاربه في مواجهة كارثة فوكوشيما وما سبقها من زلازل وإعصارات.

تركيز على دور الإعلام

وفي الندوة الصحفية التي عقدت في مقر نادي الصحافة بجنيف عشية افتتاح المؤتمر، حث المتدخلون وسائل الإعلام على مساندة الفاعلين في عملية إعادة البناء عقب الكوارث الطبيعية لإبقاء المجموعة الدولية واعية باحتياجات المتضررين، وعدم تناسي الدولة المتضررة في مرحلة إعادة البناء.

وفي معرض الرد على سؤال طرحته swissinfo.ch يتعلق بالمشكلة المتمثلة في البطء الذي يتسم به تحرك المجموعة الدولية لدى تحركها للردّ على الكوارث الطبيعية أثناء مرحلة المساعدة الطارئة لإنقاذ الأشخاص الذين يحتاجون إلى النجدة العاجلة، وتجاهل مصير البلد المتضرر في مرحلة إعادة البناء بعد “التعب” من متابعة الأوضاع لعدة اشهر أثناء المرحلة الأخيرة من عملية المساعدة الطارئة، أفادت السيدة زبيدة علاوة، مديرة قسم المالية والاقتصاد وتنمية المدن بالبنك الدولي أن هذا الموضوع “سيكون من بين النقاط التي على اجتماع المسؤولين من أعلى مستوى الإجابة عنه”.

في المقابل، نوه السيد روني هولنشتاين، ممثل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون إلى أن “المؤتمر يهدف أيضا الى دفع الإعلام للإهتمام بعملية الوقاية من الكوارث الطبيعية وذلك بالتعرف على أحسن التجارب والعمل على نشرها”.

يقول روني هولنشتاين، مدير قسم التعاون الدولي بوكالة التعاون والتنمية السويسرية والمعني بعملية إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية، إن سويسرا تستضيف للمرة الثالثة اجتماعا دوليا معنيا بالتخفيض من أضرار الكوارث الطبيعية، وها هي اليوم تحتضن المؤتمر الدولي الأول حول عملية إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية”.

وذكر السيد هولنشتاين أن سويسرا تدعم هذا المؤتمر “أولا، لأنها عضو منذ عهد قديم في البنك الدولي ومن الدول المساهمة في نشاطات الحد من آثار الكوارث الطبيعية وعملية إعادة الإعمار، وثانيا، لأنها تعتبر عملية إعادة البناء من مسائل التنمية التي يلعب فيها البنك الدولي دور الوسيط بين نشاط المنظمات الإنسانية ووكالات التنمية”.

أشار مدير قسم التعاون الدولي بوكالة التعاون والتنمية السويسرية أيضا إلى أن سويسرا تسهم في المجالات المرتبطة بالحد من آثار الكوارث الطبيعية على أساس ثنائي مع الدول المعنية عبر فروع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، ومن خلال العديد من الشركاء المحليين (سواء في أمريكا اللاتينية او آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، وفي بلدان شمال إفريقيا  والشرق الأوسط)، وعلى مستوى متعدد الأطراف من خلال تقديم الدعم إلى المحافل المعنية بالحد من آثار الكوارث الطبيعية على المستوى العالمي (مثل هذا المؤتمر) أو من خلال رئاسة مجموعة تمويل الحد من أخطار الكوارث الطبيعية وهي المجموعة التي تضم 37 دولة مانحة”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية