مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل تواجه إسرائيل فعلا خطرا وجوديا مُحدقا؟

يتفق الدكتور ماتي شتاينبرغ والبروفيسور ارنون سوفير على أن إسرائيل تواجه تهديدا جديا لكنهما يختلفان في طريقة الحل Keystone Archive

خبيران إسرائيليان بارزان توصلا إلى استنتاج واحد يقول إن إسرائيل تقف أمام "خطَـر وجودي محدق"، وفي الوقت نفسه تمخض تشخيصهما للوضع عن نتيجة متقاربة تؤكد أن هناك "أزمة قيادة حقيقية" في الدولة العبرية.

لدى الأول، هناك ثمن واضح حاد وصريح، على إسرائيل أن تدفعه وتطلق عليه المبادرة العربية، وعدم دفعه يعني انتحار إسرائيل، حسب كتابه الجديد “المنتظرون لقدرهم”. ولدى الثاني، هناك توجهات كارثية لدى اليهود في المجال الديموغرافي، فإما أن تتغير هذه التوجهات أو العودة إلى قرار التقسيم واختفاء إسرائيل، حسبما ورد في دراسته الأخيرة “دولة تل أبيب خطر وجودي على إسرائيل”.

الأول هو د. ماتي شتاينبرغ، أستاذ الإسلاميات وتاريخ الشرق الأوسط الحديث في الجامعة العبرية في القدس ومستشار سابق لأربعة رؤساء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلي “الشاباك” وعضو في طاقم المستشارين المقلص لاسحاق رابين في أوسلو ومستشار خاص لبراك في كامب ديفيد.

أما الثاني، فهو البروفيسور ارنون سوفير، أستاذ الجغرافيا العسكرية في جامعة حيفا ورئيس مركز الأبحاث في كلية الأمن القومي، التابعة للجيش الإسرائيلي، وأحد أبرز الأكاديميين الموجودين في الحياة الأمنية في إسرائيل، هو أحد منظري الجدار العازل وأبو مصطلح “التهديد الديموغرافي في إسرائيل”.

“غياب التفكير الإستراتيجي..”

د. شتاينبرغ صاحب المزاج الهادئ، يعتقد أن الانسحاب الإسرائيلي لحدود الرابع من يونيو، هو “مصلحة إستراتيجية إسرائيلية عُـليا، لأن البديل هو دولة ثنائية القومية تضع حدّا لفكرة دولة يهودية ديمقراطية صهيونية في أرض إسرائيل”، على حد تعبيره ويضيف “نحن نعيش اليوم في واقع ثنائي القومية، على الأقل في الضفة الغربية”.

“استمرار الأمور على ما هي، ستخلق تلاحما ديموغرافيا خطيرا، سيجبر إسرائيل إما على التخلي عن هويتها اليهودية أو التنازل عن طابعها الديمقراطي. فإسرائيل لن تستطيع إلى الأبد، في الوضع الجديد، إذا ما وجدت نفسها فيه، أن تمنع الفلسطينيين من أخذ دورهم في الحياة السياسية، وعندها ستكون مُـضطرة أن تعطي لابن نابلس والخليل ورام الله حق التصويت للكنيست”.. “لوقف هذا التدهور، يجب على إسرائيل القبول فورا بالمبادرة العربية والانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو للحفاظ على أغلبية يهودية وطابع ديمقراطي. المشكلة، هي أن الأمور في غاية الوضوح، والخيارات حادّة، ولكن لا توجد في إسرائيل اليوم قيادة مستعدّة لدفع الثمن”.

“بالنسبة للقيادة في إسرائيل، الأهم هو عناوين صحف الغد، التفكير الإستراتيجي غائب نهائيا والاستطلاعات والمستشارون الإعلاميون هم الرّادع أو الدافع الوحيد أمام السياسيين في إسرائيل”.

“نحن نتعاطى مع الفلسطينيين على أساس إيجاد حلول آنية لمشاكل آنية، نتمنّـى أن تُـصبح هذه الحلول دائمة”، هذا ما صرّح به شتاينبرغ لسويس انفو في شقته المتواضعة الغارقة بالكتب في أحد أحياء الجزء الغربي من القدس.

“إنها قصة السفينة المسمّاة بالتايتانيك”، إسرائيل تتّـجه مباشرة نحو الارتطام بالجبل الجليدي، الجبل الديموغرافي، النخبة “التل أبيبية” ترقص “الفالس والتانغو” في داخلها. أنا أصرُخ محذّرا من الارتطام، وهم لا يريدون الاستماع”، حسب ما قال البروفيسور سوفير، صاحب المزاج الأكثر حدّة وعصبية لسويس انفو، الغضب في حديثه كان باديا على وجهه طوال فترة المقابلة.

“دولة تل أبيب”..

بحسب البروفيسر سوفير، تل أبيب أصبحت دولة مستقلة داخل إسرائيل، لديها مقوّمات دولة كاملة ولديها عاصمة اسمها هرتسليا، حيث تعيش النُّـخب الاقتصادية والثقافية. دولة تل أبيب تعيش على حِـساب دولة إسرائيل، فتل أبيب هي مركز الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية، وعدد سكانها أكثر من نصف عدد سكان إسرائيل.

الأخطر، أننا أمام واقع ديموغرافي متحرّك طوال الوقت. هناك عمليات حِـراك ديموغرافي متواصلة في المنطقة الواقعة ما بين البحر والنهر، ولكن الأخطر هو الحراك الديموغرافي اليهودي في هذه المنطقة.

فبحسب دراسة سوفير، هناك توجهات ديموغرافية ثابتة في إسرائيل، تقوم على أساس انتقال متواصل لدى الأجيال اليهودية الشابة للعيش في تل أبيب ومنطقتها، هذا التوجه يأتي على حساب الوجود اليهودي في الجليل شمالا وفي النقب جنوبا.

“شبيبتنا تهاجر الضواحي”، حسب تقديره، وتنحصر في تل أبيب وتترك النقب والجليل مع أغلبية فلسطينية واضحة، قد تعيد قرار التقسيم إلى واقع على الأرض. الانتقال الدائم نحو تل أبيب يخلق واقعا جديدا، حسب هذه الدراسة، يحصر الوجود اليهودي في المنطقة الممتدّة من جنوب مدينة حيفا إلى شمال قطاع غزة مع تواجد يهودي في كانتون القدس، هذا الواقع سيعيش فيه الإسرائيليون تحت حصار ديموغرافي فلسطيني مُـمتد من الجليل في الشمال، والبدو الفلسطينيون في النقب وقطاع غزة في الجنوب، ومن وجود فلسطيني مكثف في الشرق، مكوّن من الفلسطينيين حملة الجنسية الإسرائيلية، فيما يُـعرف بمنطقة المثلث المحاذية للخط الأخضر ومن فلسطينيي الضفة الغربية ومن وجود فلسطيني مكثف في الأردن ومخيماتها ومن البحر في الغرب”.

“سنتحوّل عما قريب إلى أقلية يهودية تعيش في دولة تل ابيب تعُـد خمسة ملايين محاصـرة بأكثر من ثمانية مليون فلسطيني ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط، مدعومين بوجود فلسطيني مكثف في الأردن”.

“عمليات التحرّك الديموغرافي لليهود في إسرائيل، ما زالت مستمرّة، والقيادة السياسية في إسرائيل تعيش في عالم آخر لا علاقة له بالواقع. لا يوجد أي تفكير إستراتيجي معمّـق للتعاطي مع هذه التحديات”.

عجز عن دفع الثمن المطلوب

“تحدثت مع رئيس الوزراء اولمرت ومع مجموعة مستشاريه، أجابوني أن الجهد الأساسي منصب في تمرير مشروع الميزانية في الكنيست، على ما يبدو، التفكير الإستراتيجي لديهم مداه الأقصي بضعة أشهر” كما “تحدثت مع شارون حينها، أجابني أنني أبالغ”،وأيضا “تحدثت إلى بنيامين نتنياهو، فأجابني أنه لا داعي للقلق، فالأمور ستتدبر في النهاية”، هدفهم هو البقاء السياسي وتفكيرهم وجهودهم منصبة هناك وفقط هناك.

“عدم دفع الثمن المطلوب، يضعف عمليا الطرف الأكثر براغماتية في الجانب الآخر ويُـقوّي حركة حماس”، حسب د. شتاينبرغ. المشروع السياسي لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير مبني على أساس القبول بمبدإ دولتين لشعبين، ولتحقيق هذا المبدأ، على إسرائيل أن تنفذ الجُـزء المطلوب منها والانسحاب لحدود الرابع من يونيو، لتمكين الفلسطينيين من بناء دولتهم.

فعدم وجود طرف في إسرائيل قادر على اتخاذ هكذا قرار، يعني إفشال المشروع السياسي الفلسطيني، القابل لمبدإ الدولتين ودفع الجمهور الفلسطيني باتِّـجاه حركة حماس، حتى وإن كان لا يتوافق مع مشروعها السياسي أو الاجتماعي، فهي في النهاية البديل القوي الوحيد الموجود على الارض.

“لدى الفلسطينيين تاريخيا، كانت هناك حركة مدّ وجزر في مفهومين قائمين في الذاكرة التاريخية وفي الممارسة السياسية. بين مفهوم الوطن ومفهوم الدولة. “الوطن بمعنى فلسطين التاريخية، والدولة بمعنى الكِـيان السياسي القائم داخل هذا الوطن”. “القبول بأوسلو فلسطينيا، كان عمليا تفضيلا لمبدإ الدولة على مبدإ الوطن”.

” إحياء إسرائيل.. حتى على حساب دولة تل أبيب”

تعثر هذه المشروع بشكل متواصل بدأ يدفع بالفلسطينيين من جديد نحو مصطلح الوطن. “وصاحب المشروع البديل هنا، هي حركة حماس، وهذا يعني أن الفلسطينيين سينتقلون تدريجيا إلى هناك على حساب المشروع القائم على مبدإ دولتين لشعبين”، حسب د. شتاينبرغ.

“هناك حاجة إلى قلب جِـذري وشمولي لسلّـم الأولويات في إسرائيل، لا يمكن الاستمرار في إنشاء مدينة جديدة، كمدينة موديعين بين القدس وتل أبيب، لتعزير التوجهات الديموغرافية القائمة”، يقول سوفير لسويس انفو، “يجب توجيه الأولويات نحو النقّـب والجليل، ولقلب التوجّهات الديموغرافية، يجب إحياء إسرائيل حتى على حساب دولة تل أبيب. لا توجد دولة طبيعية في العالم يمكن أن تقبل بتركيز أكثر من نصف سكانها في منطقة واحدة، هذا واقع يجب تغييره”.

وجوابا على سؤال لسويس انفو: هل ما زالوا في مكتب رئيس الوزراء في إسرائيل يتّـصلون بك لأخذ مشورتك؟ أجاب د. شتاينبرغ “نعم ما زالوا يتصلون بي”.

سويس انفو “لا نريد أن نسألكم عن مضمون هذه المكالمات، ولكن واضح أنك تشعر بالمرارة، فكيف يكون شعورك خلالها؟

د. شتاينرغ: “هذه المكالمات أشبه بحوار الطُّـرشان، ولكن للأسف لست أنا الأطرش في هذا الحوار”.

“حماس هي مجموعة من الأغبياء”، يقول سوفير في نهاية المقابلة، “لو كنت مكانَـهم، لرميت سلاحي وبحثت عن شجرة وارفة أستظل تحتها، لأن الإسرائيليين اليهود الأكثر غباء، سيحققون لها ما تريد وبجهودهم الخاصة”.

قاسم الخطيب – إسرائيل

طهران (رويترز) – قال علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني يوم الاربعاء 27 أغسطس 2008 إن بلاده يمكنها قصف اسرائيل بصواريخ إذا تعرضت لهجوم من جانبها ويمكنها كذلك الاعتماد على حلفاء في المنطقة لضربها.

ولم تستبعد اسرائيل مثل الولايات المتحدة توجيه عمل عسكري ضد إيران اذا فشلت السبل الدبلوماسية في حل خلاف بشأن طموحاتها النووية.

ويتهم الغرب واسرائيل ايران بالسعي لانتاج سلاح نووي على الرغم من تأكيدات ايران على انها تريد التكنولوجيا النووية لانتاج الكهرباء لتتمكن من توفير المزيد من انتاجها من النفط والغاز للتصدير.

وقال جعفري “حساباتنا الاستراتيجية تظهر انه اذا اراد النظام الصهيوني التحرك اقل حركة باتجاه مصالحنا سواء بشكل مستقل أو بالاشتراك مع امريكا فان جميع الاراضي التي يسيطر عليها النظام الصهيوني ستفتقر للامان في وقت قصير.”

وأضاف “هذه الدولة تقع بالكامل على مرمى صواريخ الجمهورية الاسلامية. القدرات الصاروخية لقواتنا المسلحة لن يتمكن النظام الصهيوني بكل امكانياته من مواجهتها.”

ونقلت وكالة مهر الايراني للانباء تصريحات جعفري.

والحرس الثوري ذراع يحركها الجيش الايراني لاغراض ايديولوجية وله هيكل قيادة مستقل عن هيكل القوات المسلحة ولديه وحدات برية وبحرية وجوية خاصة به.

وقال جعفري “الاسرائيليون يدركون انهم اذا اتخذوا اجراء ضد ايران فان الامكانيات التي يملكها العالم الاسلامي وبخاصة الشيعي في المنطقة ستوجه لهم صفعة قوية.”

ولم يذكر اسماء لكن من حلفاء ايران في المنطقة جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس).

وقال جعفري ان القوات الامريكية معرضة للخطر بسبب وجودها في المنطقة. ولدى واشنطن قوات في العراق وافغانستان وقوات جوية في الخليج.

وتابع “وجود هذه القوات يمكن ايران من الحاق اضرار بمصالح امريكية بأشكال عديدة… دون حتى استخدام قدراتها الصاروخية.”

وقالت ايران في السابق انها سترد اذا تعرضت لهجوم بمهاجمة اهداف أمريكية.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 27 أغسطس 2008)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية