مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تشكر سويسرا على المساعدة في قضية صابري

صورة التقطت لروكسانا صابري في منطقة بَـمْ الإيرانية التي تعرضت لزلزال في موفى مارس 2004 Reuters

عبرت الولايات المتحدة الأمريكية لسويسرا عن شكرها للمساعدة في الإفراج عن روكسانا صابري المزدوجة الجنسية الأمريكية والإيرانية. وكانت سويسرا بوصفها راعية المصالح الأمريكية في إيران قد تدخلت لصالح تسوية هذه القضية بشكل عادل.

فقد صرحت السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لوي أغوستي لسويس إنفو، بأن هذه القضية تمت إثارتها أثناء لقاء الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما تدخلت فيها السفارة السويسرية في طهران.

وأوضحت السيدة أغوستي بأن “سويسرا بوصفها راعية المصالح الأمريكية في إيران منذ عام 1980 تسهر على متابعة القضايا المتعلقة بالرعايا الأمريكيين في إيران”.

وفي الواقع لا تعترف إيران بحاملي الجنسية المزدوجة، ولذلك تعتبر روكسانا صابري مواطنة إيرانية . ولهذا السبب لم يُسمح للمصالح القنصلية السويسرية بزيارتها عندما كانت معتقلة في السجن.

وكانت الصحفية البالغة من العمر 32 سنة والحاملة للجنسيتين الإيرانية والأمريكية قد وُجهت لها تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة. وتعرضت في 18 أبريل بعد حكم في المحكمة الإبتدائية لعقوبة السجن لمدة ثمانية أعوام، لكن محامي السيدة صابري قدم طلب استئناف للحكم.

حرة منذ يوم الإثنين

وقد استطاعت مغادرة السجن في طهران يوم الاثنين 11 مايو بعد أن حولت محكمة استئناف عقوبة السجن لمدة ثمانية أعوام إلى عقوبة سجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تدخل لصالح الصحفية التي تشتغل لحساب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، واتحاد الإذاعات العمومية الأمريكية NPR، ومحطة فوكس نيوز. ورفض اتهامات التجسس وطالب بالإفراج عنها.

وعند مغادرتها السجن صباح يوم الإثنين، صرحت الإعلامية بأنها في وضعة جيدة مكتفية بالقول “إنني في وضعية جيدة ولا أرغب في التصريح بأكثر من ذلك”.

عدم معرفة أهلها باعتقالها

لم يعرف والدا روكسانا صابري بان ابنتهما معتقلة إلا بعد مرور شهر على اختفائها، “يضاف إلى ذلك أن نعلم أنها معتقلة في سجن إيفين المخصص للمعتقلين السياسيين وأكثر السجون بشاعة”، حسب تصريح والدها لسويس إنفو في طهران.

فقد عاشت تلك الفترة في عزلة تامة ولم يزرها أحد باستثناء أهلها المقربين (أي والديها اللذان يعيشان في الولايات المتحدة)، ويكرر والدها، ما سبق أن تم نشره علانية: “لقد اتهموها بتمرير صور لجهات معينة ولكنهم لم يوضحوا طبيعة تلك الصور ولا الجهات التي مررت لها تلك الصور”.

وكان والد روكسانا صابري قد غادر إيران إلى الولايات المتحدة قبل 36 عاما ولم يعد غلى بلاده ولو لمرة واحدة. كما أنه لم يكن مرتاحا عندما قررت ابنته التي ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة، قبل ست سنوات العودة والإستقرار في إيران التي لم تعرفها أو تزرها من قبل.

تدخل احمدي نجاد

وكانت محكمة الاستئناف في طهران شرعت في النظر في قضية السيدة صابري يوم الأحد 10 مايو في جلسة مغلقة. وبدا أن السيدة صابري قد فقدت بعض الوزن وظهرت عليها علامات التعب. وسبق لوالدها أن صرح بأنها في حالة ضعف بعد أن أوقفت إضرابا عن الطعام استمر أسبوعين.

وأفاد محامي السيدة صابري أنه تم إلغاء الحكم الابتدائي، بعد أن سحبت تهمة التعاون مع بلد معاد. وفيما اعتبر القضاة في محكمة الاستئناف أن الولايات المتحدة ليست “بلدا معاديا”، إلا أن المحكمة أقرت بأن السيدة صابري “جمعت وثائق سرية”.

وفي الوقت الذي لم تستغرق الجلسة التي صدر فيها قرار المحكمة الابتدائية أكثر من ساعة، استمرت جلسة محكمة الاستئناف لأكثر من ثلاث ساعات. كما تدخل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا القضاة إلى “مراجعة حكم المحكمة الابتدائية بدقة”.

ويرى محمد رضا جليلي الأستاذ بمعهد جنيف للدراسات الدولية العليا في تصريحات خاصة بسويس إنفو أن “الدوافع لهذا الإفراج عن روكسانا صابري تعود لأسباب سياسية ولها علاقة بالانتخابات القادمة في إيران”، واعتبر أن “الكثير من الصحفيين الأجانب الذين سيتوافدون على تغطية الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو القادم سيهتم بدون شك بقضية السيدة صابري لو استمر احتجازها في السجن”، لذلك يذهب إلى أن “النظام لم يكن من مصلحته الاستمرار في احتجازها”.

تهمة اقتناء قنينة نبيذ

وُلدت الصحفية، وملكةُ جمال ولاية داكوتا الشمالية سابقا، في الولايات المتحدة من أب إيراني وأم يابانية. وكانت التهمة الأولى التي وُجهت لها من قبل السلطات الإيرانية تتمثل في “شراء قنينة نبيذ”، وهذا ممنوع حسب القوانين الإيرانية. كما وجهت لها فيما بعدُ تهمة “مزاولة الصحافة بدون اعتماد رسمي”.

ومع أن القوانين الإيرانية تتسامح بخصوص ازدواجية الجنسية، إلا أنها لا تعترف بذلك رسميا. وما هو فاصل في إيران هو جنسية الوالد، وفي حالة روكسانا صابري فإنه يحمل الجنسية الإيرانية. وكانت روكسانا قد انتقلت للعيش في إيران منذ ست سنوات وهي اليوم بصدد إعداد كتاب عن هذا البلد.

وقد رحبت إذاعة NPR بالإفراج عن موظفتها وصرحت مديرة المحطة فيفيان شيللر بأن “الجميع مسرور جدا لعودة السيدة صابري”، كما شرع أصدقاؤها في تعليق لوحات الترحيب بقدومها أمام بيتها في مدينة فارغو بولاية داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة.

سوزان عبد الله -swissinfo.ch مع الوكالات

(ترجمه من الألمانية وعالجه: محمد شريف)

لقاء الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تم في موفى شهر أبريل في جنيف قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية.

وقد أدانت إسرائيل اللقاء ووصفه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون بـ “الإجتماع المثير للشفقة”.

وعلى إثر اللقاء، جرى استدعاء السفير الإسرائيلي لدى برن لإجراء مشاورات في تل أبيب وعرفت العلاقات بين البلدين بعض التأزم والجمود.

وتردد آنذاك أن الأمر لا يزيد بالنسبة لسويسرا عن مجرد قضية علاقات دبلوماسية أو علاقات تجارية، بينما يشكل بالنسبة لإسرائيل قضية مصيرية.

وقد فوجئت سويسرا بحدة ردود الفعل الإسرائيلية، وصرح الرئيس السويسري “إننا نتفهم الانتقادات ولكن هذه الانتقادات غير مبررة”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية