مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ولمسلمي سويسرا كلمتهم حول ما يجري في أفغانستان

مسلمات سويسريات في احتفال اقيم مؤخرا في J-تظاهرة تقام حاليا في زيوريخ للتعرف على كيفية عيش المسلمين في الكانتون Keystone

لم تُخف السلطاتُ السويسرية قلقها من الانعكاسات المدمرة للضربة الأمريكية ضد أفغانستان على حياة المدنيين الأبرياء وان كانت تتفهم دوافع واشنطن. وإذا كان دعمُ بِرْنْ للحملة الأمريكية مشروطا فان مسلمي سويسرا يدينون بشدة لجوء واشنطن إلى القوة والسلاح لمكافحة الإرهاب. الحل في رأيهم يكمن في تشجيع الحوار بين معتنقي مختلف الديانات واللجوء إلى القانون بدل القوة.

أدان ممثلو المنظمات المسلمة في سويسرا يوم الثلاثاء بشدة الضربات الأمريكية ضد أفغانستان واعتبروا أن الحرب لن تنجح في استئصال الإرهاب.

المتحدث باسم رابطة الجمعيات المسلمة في سويسرا السيد إبراهيم صلاح أكد في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية أن الحرب ضد أفغانستان لن تجدي نفعا، فمن جهة، لم يعد هنالك ما يمكن تدميره في أفغانستان. ومن جهة أخرى، لن تتمكن العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية من اقتلاع ” جذور الشر”، في إشارة إلى الإرهاب.

المتحدث باسم الرابطة التي تضم في صفوفها أحد عشر منظمة مسلمة أضاف أنه يحق للبشرية جمعاء أن تعيش في سلام وتنعم بالرفاهية وباحترام القانون. وشدد السيد صلاح على انه لا يحق للولايات المتحدة أن تسمح لنفسها باتخاذ إجراءات تُحرمُ على غيرها. فمثل هذا التصرف يخلق حسبه مشاكل مثل ما حدث ويحدث في فلسطين.

مسلمو زيوريخ يدعون إلى الحوار

دعا فرع رابطة الجمعيات المسلمة في مدينة زيوريخ إلى فتح حوار بين الديانات. وفي رسالة مفتوحة وجهها إلى كافة أعضاءه، حث الفرع اتباعه على تهدئة مشاعر الاحتراس والحذر المتنامية من المسلمين والإسلام اثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من سبتمبر أيلول الماضي.

وجاء في الرسالة المفتوحة انه من الضروري اكثر من أي وقت مضى تشجيع احترام المعتقدات الأخرى والبحث عن سبل الحوار بين مختلف الديانات وتعزيز التعاون مع كافة الأشخاص المسالمين.

وعلى غرار مثيلاتها، تُدين جمعية المسلمين في زيوريخ هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تتنافى وروح الإسلام. وتأمل الجمعية ألا يعاني الشعب الأفغاني من الرد العسكري الأمريكي وان يتم التوصل إلى تسوية سلمية للازمة في أسرع اجل.

تنظيم مهرجان من اجل السلام

إذا كان يتعين إحالة الإرهابيين والمقربين منهم أمام العدالة فانه يجب أيضا تحليل الظروف الاجتماعية التي خلقت هذا العنف والفقر وعززت مشاعر الحقد والكراهية وأنتجت ما يُسمى الآن بالإرهاب. وعند وضع اليد على ” جذور الشر” يمكن بالتالي اقتلاعها.

وفي إحدى الخطوات الأولى نحو تعزيز الحوار بين الديانات، سيُنظم حفل في زيوريخ يوم السبت القادم تحت شعار: ” مهرجان من اجل السلام والحرية، شالوم وسلام.” وسهرت على تنظيم الحفل الكنائسُ المسيحية بالتعاون مع المنظمات اليهودية والإسلامية ومنظمة « Open Hearts » أو القلوب المفتوحة. ويدعو الحفل المسلمين والمسيحيين واليهود إلى الالتقاء والانضمام إلى بعضهم البعض. وستُتلى خلال المهرجان نصوص من الديانات الثلاث. وبعد الحفل سيتم جمع التبرعات لفائدة اللاجئين الأفغان.

قلق متصاعد إزاء حياة المدنيين

يشعر مسلمو سويسرا الذين يقدر عددهم بـ250000 شخص، بقلق بالغ حول مصير الشعب الأفغاني ومعاناته التي ستشتد اثر الرد العسكري الأمريكي ضد بلادهم. السيد فرهاد افشار نائب رئيس المكتب السويسري المكلف بتنسيق نشاطات المنظمات الإسلامية (KIOS) يرى أن الضربة الأمريكية ضد أفغانستان قابلة للاعتراض والنقاش حيث يعتقدُ أن محاربة الإرهاب بالقنابل مجرد وهم لا اقل ولا اكثر.

في المقابل، يضيف السيد افشار أن تدبير انهيار نظام حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان قد يُعتبر عملية مشروعة لان أعضاء الحركة يُعدون “مجموعة غاصبين في العالم الإسلامي”. ومثل السيد افشار، دعت رابطة المسلمين في سويسرا (LMS) إلى محاربة الخلط بين الإرهاب والإسلام.

القنابل تسبق أكياس القمح!

لاقناع الرأي العام الدولي بأن حملتها العسكرية ضد أفغانستان لا تستهدف المدنيين، عمدت واشنطن ألا تطلق طائراتها التي تحلق فوق أفغانستان قنابل فحسب بل أكياس قمح لسد جوع المدنيين الذين يعانون من جفاف استمر ثلاث سنوات ومن مخلفات عشرين سنة من الحرب الأهلية.

عن سياسة العصا والجزرة هاته، يقول المتحدث باسم مسجد جنيف حفيظ واديري: ” ما نشهده اليوم هو حيلة عسكرية- إنسانية. تُرسل القنابل وأكياس القمح في نفس الوقت، لكن القنبلة تصل قبل كيس القمح. يجب الكف عن خدع الناس وتبرئة الضمير في آن واحد.”

وعن الرد العسكري الأمريكي، أعرب السيد واديري عن اعتقاده انه كان بوسع واشنطن أن تسلك طرقا أخرى لمحاربة الإرهاب قائلا: ” إن المسلمين كانوا ينتظرون أن يكف الغرب عن تقديم الدعم للأنظمة الديكتاتورية. عدم إدراك الغرب الكامل لهذه النقطة سيعزز الانشقاق السائد في هذه الدول بين القادة والشعب ويجعله اكثر راديكالية مما سيزيد من خطورة الإرهاب.


سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية