مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل ترفض دعوات وقف إطلاق النار واستهدافها جنوب لبنان يثير غضب حزب الله

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم في موقع غارة إسرائيلية على منازل في مخيم المغازي للاجئين في وسط قطاع غزة يوم الأحد. تصوير: محمد سالم - رويترز. reuters_tickers

من نضال المغربي وعلي صوافطة وسايمون لويس

غزة/رام الله (رويترز) – رفضت إسرائيل يوم الأحد ضغوطا دولية متزايدة من أجل وقف إطلاق النار وقالت إن قواتها طوقت مدينة غزة في الوقت الذي سعى فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لاحتواء أزمة تهدد بالتسبب في تفاقم التصعيد في لبنان.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا‭‭‭(‬‬‬ أن غزة تعرضت لقصف إسرائيلي غير مسبوق يوم الأحد، في الوقت الذي أعلنت فيه شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) انقطاع جميع خدمات الاتصالات والإنترنت مرة أخرى.

وانضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدعوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار خلال اجتماع مع بلينكن الذي كان يقوم بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى الضفة الغربية المحتلة.

وبعد أن أكد بلينكن مجددا مخاوف الولايات المتحدة من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى مساعدة حماس على تجميع صفوفها، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف القتال دون إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وقال نتنياهو “لن يكون ثمة وقف لإطلاق النار من دون عودة رهائننا”.

وقال متحدث عسكري إن القوات الإسرائيلية حاصرت المدينة الرئيسية في غزة، مضيفا “وصلت (القوات) إلى الساحل في الجزء الجنوبي من مدينة غزة وطوقت المدينة”.

وفي لبنان، أشارت السلطات إلى تصاعد حدة التوتر بعد أن تسببت ضربة إسرائيلية لسيارة في الجنوب في مقتل ثلاث فتيات وجدتهن.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش هاجم “أهدافا إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان” ردا على هجوم صاروخي على دبابات مما أدى إلى مقتل إسرائيلي. وأضاف أن طائرة مسيرة تابعة لحزب الله أسقطت أيضا.

وقالت جماعة حزب الله إنها ردت بإطلاق صواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل. وأكدت أنها لن تتسامح أبدا مع الهجمات على المدنيين وإن ردها سيكون “حازما وقويا”.

ودوت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صواريخ سقطت على مناطق في تل أبيب ومحيطها. ولم تذكر التقارير وقوع أي إصابات.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن أكثر من 9770 فلسطينيا لقوا حتفهم في الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مسلحو حماس بلدات في جنوب إسرائيل وقتلوا 1400 شخص وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن.

وقالت إسرائيل إن 31 من جنودها قُتلوا في عمليات غزة حتى الآن.

* “أشلاء ممزعة”

وفي مخيم المغازي للاجئين في غزة، بحث الأفراد عن قتلى أو ناجين.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن القوات الإسرائيلية قتلت 47 شخصا على الأقل في المخيم خلال قصف ليلي.

وقال سعيد نجمة (53 عاما) “طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع الشهداء، أطفال أشلاء وممزعة”، مضيفا أنه كان نائما مع أسرته عند وقوع القصف على الحي الذي يسكن فيه.

وردا على طلب للتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه يجمع تفاصيل عن هذه الواقعة.

وذكرت وزارة الصحة أن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم في هجوم منفصل خلال الليل. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الروايات.

وقال عباس لبلينكن “نطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورا”، وحث على “وقف فوري لإطلاق النار” من جانب إسرائيل.

ونقلت وكالة (وفا) عن عباس قوله لبلينكن “لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي”.

* مناشدات لوقف إطلاق النار

واجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع بلينكن في عمّان يوم السبت وحثوا واشنطن على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار. كما زار بلينكن العراق يوم الأحد وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

انضم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى دعوات السلام. وقال “أناشدكم باسم الله”، داعيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المصابين من أجل تخفيف الوضع “الخطير جدا” في غزة.

لكن بلينكن يقول إن وقف إطلاق النار سيفيد حماس وسيسمح لها بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل. ودعت واشنطن بدلا من ذلك إلى هدنات في مواقع بعينها في ساحة المعركة للسماح بدخول المساعدات وبخروج الأفراد من غزة.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “شدد الوزير على التزام الولايات المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة واستئناف الخدمات الأساسية في غزة”.

ونقل مسؤول أمريكي عن بلينكن قوله بعد زيارة الضفة الغربية إن السلطة الفلسطينية يتعين أن تلعب دورا مركزيا فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.

* توقف عمليات الإجلاء

قال مسؤولون مصريون وأمريكيون وقطريون إن جهودا تُبذل يوم الأحد لاستئناف إجلاء المصابين من غزة وحملة جوازات السفر الأجنبية من خلال معبر رفح إلى مصر. وتوقفت عمليات الإجلاء منذ يوم السبت بسبب الهجوم الدامي على سيارة إسعاف.

ومعبر رفح هو النقطة الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل للخروج من غزة. وقال مصدران مصريان إن شاحنات المساعدات لا تزال تستطيع الدخول إلى غزة.

وبدأت عمليات الإجلاء يوم الأربعاء بموجب اتفاق بوساطة دولية.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جوناثان فاينر إن أكثر من 300 أمريكي غادروا غزة، لكن بعضهم ما زال هناك.

وقالت وزارة الخارجية القطرية إن وسطاءها لن يتسنى لهم تأمين الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دون “فترة من الهدوء”.

وتقود قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة محادثات الوساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين بشأن إطلاق سراح الرهائن.

وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.

وقال الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يركز على العمليات البرية في شمالي غزة “لتحرير رهائننا وتحرير غزة من حماس”.

وأضاف “سنوائم خطتنا لنلتزم بأهدافنا وسيستغرق ذلك وقتا طويلا”.

وذكر أن الجيش الإسرائيلي كشف عن شبكة من أنفاق حماس ومراكز القيادة وقاذفات صواريخ تحت المستشفيات وبالقرب منها في شمال قطاع غزة.

وقال للصحفيين “حماس تستغل بشكل منهجي المستشفيات ضمن آلة الحرب الخاصة بها”.

وأصدرت حماس بيانا دعت فيه الأمين العام للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات لتفنيد “المزاعم الزائفة” لإسرائيل أنها تستخدم المستشفيات في شن الهجمات.

* “كابوس مروع”

وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن ما يقرب من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هم نازحون داخليا.

وقالت سيندي مكين مديرة برنامج الأغذية العالمي بعد زيارتها إلى معبر رفح إن المساعدات التي تدخل غزة في الوقت الحالي “لا تكاد تقترب” مما يكفي لتلبية احتياجات الناس هناك.

وتابعت “يعيش الناس هناك في كابوس مروع”. وأضافت “تنفد الأغذية والمياه. التدفق الثابت للمساعدات ضروري لتلبية الاحتياجات اليائسة الآن”.

وفي جنوب تركيا، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على مئات المشاركين في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين حاولوا اقتحام قاعدة جوية تتمركز بها قوات أمريكية، وذلك قبل ساعات من وصول بلينكن إلى أنقرة لإجراء محادثات حول غزة.

(تغطية صحفية نضال المغربي من غزة وعلي صوافطة وسايمون لويس من رام الله ودان وليامز من القدس ويسري محمد من الإسماعيلية وأحمد محمد حسن من القاهرة – شاركت في التغطية كلودا طانيوس – إعداد محمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية