اول المقاهي المستهدفة في هجمات باريس يعيد فتح ابوابه
عادت الانوار واختفت اثار الرصاص في مقهى “لا بون بيير” الذي تضرر قبل ثلاثة اسابيع في هجمات باريس واعاد فتح ابوابه الجمعة، ما يعكس عودة تدريجية الى الحياة المعتادة في حي متضرر.
امام المقهى وضعت لوحة تدون عليها عادة وجبات الطعام اليومية، كتب عليها بالطبشور الابيض “حان الوقت كي نتلاقى، متحدين، ونمضي قدما لئلا ننسى”.
وصرحت اودري بيلي مديرة المقهى الذي قتل فيه خمسة اشخاص، في لقاء صحافي عفوي امام وسائل اعلام من مختلف انحاء العالم ان الادارة قررت “محو ندوب هذا الكابوس” واعادة فتح ابواب المقهى “من اجل اعادة الحياة الى الحي”.
وتابعت “نريد ان نثبت لهم اننا اقوى منهم، لذلك نريد اعادة فتح المقهى واحياء هذا الحي، نريد ان ننتفض وننطلق مجددا”.
وقتل 19 شخصا في “لا بيل ايكيب” و15 على زاوية شارعي بيشا واليبير امام مقهى لو كاريون ومطعم لو بوتي كامبودج، و5 في شارع لا فونتين دو روا امام “لا بون بيير” ومطعم “كازا نوسترا” للبيتزا.
وجميع هذه المواقع شرق العاصمة الفرنسية تحولت الى مزارات، وكلها كانت وجهات يقصدها الشباب للترفيه قبل ان تنهال عليها رشقات الكلاشنيكوف من “كوماندوس المقاهي”، احدى مجموعات المهاجمين الثلاث.
ويتكرر المشهد امام كل موقع، حيث انتشرت الاف باقات الزهور والشمع الابيض والصور ورسائل قصيرة واعلام فرنسا وقيثارة.
وفي “لا بون بيير” اعيد ترميم الواجهة وازيلت الزهور والمذكرات من باحة المقهى لاعادة وضع الطاولات وكراسي القصب.
وقالت بيلي “قمنا ببعض الاعمال واعدنا طلاء الجدران ومحونا ندوب هذا الكابوس. مقهى “لا بون بيير” هو مكان للقاء والتبادل والمشاركة. هذا هدفنا اليوم”.
– “انا في المقهى” –
قرابة الساعة 09,30 (08,30 تغ) كان نحو عشرة زبائن في المقهى لتناول القهوة وسط عدسات الات التصوير الكثيرة.
وقال دافيد البالغ 45 عاما وهو يقف الى جانب منضدة البيع “نحتاج الى الاجتماع مجددا مع سكان الحي”. واضاف الرجل المقيم في الحي والمعتاد على المكان “اجتماعنا يثير شعورا جيدا، اعادة الاختلاط بالناس الذين يرتادون المقهى نفسه، وبائع الزهور نفسه، والخباز نفسه”.
وتابع “هذا المكان بمثابة ردهة منزلي. هذا نتيجة قرب المسافة”.
واضاف بتاثر واضح “يحتاج الناس الى التلاقي، والشعور بالاتحاد. يجب الا نستسلم للخوف، ينبغي ان نناضل (…) يجب ان تستمر الحياة”.
وفي مؤشر الى عودة الحياة الى مجراها دخل عمال جمع النفايات الى المقهى لتناول القهوة الايطالية.
وفوق واجهة المقهى علقت لافتة بالاسود والابيض تقول “انا في المقهى” لتكون بمثابة تحد للمهاجمين.
اما مطعم “كاسا نوسترا” المجاور للبيتزا فما زال مقفلا، وكذلك مقهى “لو كاريون” ومطعم “لو بوتي كامبودج”، وكلها استهدفتها مجموعة “كوماندوس المقاهي” يوم الهجمات.
واطلق ثلاثة جهاديين من بينهم البلجيكي المغربي عبد الحميد ابا عود الذي يشتبه في انه مدبر الهجمات، النيران بكثافة على هذه المقاهي الاربعة وحانة “لا بيل ايكيب” في شرق باريس.
ولاحقا فجر احد الثلاثة، ابراهيم عبد السلام، نفسه في مقهى اخر “لو كونتوار فولتير” من دون ان يصاب احد.
وتقع قاعة باتاكلان للحفلات على بعد دقيقتين سيرا، وقد شهدت المجزرة الاكبر (90 قتيلا)، ويامل مالكوها باعادة فتحها في اواخر 2016.