تركيا تحمل حزب العمال الكردستاني واكراد سوريا مسؤولية تفجير انقرة
حملت تركيا الخميس المتمردين الاكراد على اراضيها وابرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية موقعا 28 قتيلا في انقرة، في تطور من شأنه ان يزيد حدة التوتر في سوريا المجاورة.
واكد الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو الخميس ان حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يقفان وراء الهجوم.
وصرح داود اوغلو “هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا”، مضيفا ان “للهجوم صلة مباشرة بوحدات حماية الشعب الكردية”.
لكن صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، قال في اتصال هاتفي مع فرانس برس “ننفي اي ضلوع في هذا الهجوم”، مضيفا ان “هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سوريا”.
ونفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير.
لكن اردوغان رد على هذا النفي وقال للصحافيين “رغم انهم يقولون ان لا صلة لهم بهذا الهجوم، فان معلومات وزارة الداخلية واجهزة الاستخبارات تظهر انهم المسؤولون”.
واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين اثناء توقفها عند اشارة المرور في وسط العاصمة مساء الاربعاء. واصيب 81 شخصا بجروح وفق اخر حصيلة لوزارة الصحة لا يزال 22 منهم في المستشفى بينهم سبعة في العناية المركزة.
– قصف تركي –
ومنذ السبت، تقصف المدفعية التركية بوتيرة يومية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكان المقاتلون الاكراد احرزوا تقدما في هذه المنطقة بعد معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، ويحاولون التقدم نحو مدينة اعزاز القريبة من الحدود التركية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الاربعاء الخميس ان ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية الى اعزاز.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عبور المقاتلين تم “بإشراف من السلطات التركية”.
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري “وحدات حماية الشعب” “منظمتين ارهابيتين” على ارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني.
وتصنف الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني “منظمة ارهابية”، لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب في اطار الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وكتب نائب رئيس الوزراء يالتشين اكدوغان على تويتر ان “نفاق من يرسلون اسلحة الى المنظمات الارهابية ويوجهون الينا رسائل تعزية يجب ان يتوقف”.
وتمت الخميس “دعوة” سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا الى وزارة الخارجية التركية لابلاغهم بتفاصيل التحقيق، وفق ما افاد مسؤول في الخارجية لفرانس برس، وخصوصا ضلوع الاكراد في الهجوم.
واوضح داود اوغلو ان “اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا”.
واوردت صحيفتا يني شفق (المؤيدة للحكومة) وشوجو (المعارضة) ان الشرطة الجنائية حددت هوية الانتحاري المفترض الذي تمزق اشلاء في الانفجار من خلال بصماته المسجلة لدى مصلحة الهجرة عند دخوله مؤخرا الى تركيا بصفته لاجئ.
واعلن اردوغان ان الشرطة التركية اوقفت 14 شخصا خلال التحقيق.
واضاف “هذه العمليات متواصلة لانه تبين لدينا ان منفذي الجريمة لديهم روابط في الداخل وفي الخارج”.
– اتهام دمشق وموسكو –
واشار داود اوغلو الى “مسؤولية” الرئيس السوري بشار الاسد وقال “نحتفظ بحق اتخاذ اي اجراء ضد النظام السوري”.
كذلك، حذر رئيس الوزراء روسيا حليفة دمشق، قائلا “اذا استمرت هذه الاعمال الارهابية فستحمل (موسكو) المسؤولية”.
وكما تعهد اردوغان مساء الاربعاء، شن الطيران الحربي التركي غارات على اهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية افادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما اعلن الجيش.
وجددت تركيا التي تخشى قيام حكم ذاتي كردي على حدودها يشجع اكراد تركيا على المطالبة بالمثل، هذا الاسبوع المطالبة ب”منطقة آمنة” في سوريا تشمل اعزاز.
الى ذلك، قتل ستة جنود اتراك على الاقل واصيب عدد من الاشخاص بجروح الخميس في هجوم على قافلتهم في جنوب شرق تركيا، نسبته مصادر امنية الى المتمردين الاكراد كذلك.
وتخوض تركيا منذ عقود مواجهات دامية مع حزب العمال الكردستاني.