مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برلمان فريبورغ يرفض حظر الحجاب في المدارس العمومية

بإمكان الطالبات المسلمات بالمدارس الحكومية بكانتون فريبورغ مواصلة إرتداء الحجاب. فقد رفضت أغلبية ساحقة من النواب في البرلمان المحلي للكانتون يوم الخميس 7 اكتوبر 2010 التماسا تقدمت به النائبة الاشتراكية إيريكا شنايدار يدعو إلى حظر ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس العمومية.

وفي جو مشحون، وبعد مداولات تميّزت بالتوتّر، صوّتت غالبية عريضة من النواب لفائدة السماح بارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس، ويتعلّق الأمر هنا بغطاء الرأس، وليس النقاب (أو البرقع)، لأن المدارس في فريبورغ تمنع إرتداء البرقع الذي يغطي الوجه.

وفي كلمة توجهت بها إلى النواب قبل بداية التصويت خاطبت شنايدار زملاءها قائلة: “مهما كان قراركم بشأن إلتماسي، ليست هذه إلا بداية النقاش حول الموضوع”، مؤكدة في نفس الوقت بأنه “إذا كان على الدولة أن تسهر على ضمان حرية الإعتقاد والدين، فإنه لا يجب أن يكون ذلك بأي ثمن كان، وخصوصا إذا كان ثمن ذلك التمييز ضد المرأة”. وختمت النائبة الإشتراكية كلمتها بلهجة حاسمة بالتأكيد على أنه “لا مكان للحجاب في المدارس”.

الإلتماس الدّاعي للحظر لقي الدعم من نواب حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي)، بالإضافة إلى بعض النواب الليبراليين الراديكاليين، والإشتراكيين، ونائب واحد من الحزب الديمقراطي المسيحي، لكن الأغلبية الساحقة قررت رفض الموافقة على الإلتماس بسبعين (70) صوتا مقابل 24. وبذلك يكون المجلس التشريعي لكانتون فريبوغ قد أخذ بتوصية الحكومة المحلية التي أوصت برفضه.

وفيما أوضح بعض المؤيدين لحظر الحجاب أنهم لا يفعلون ذلك بإسم “اللائكية” بل “حفاظا على الكرامة الإنسانية”، وفي هذا السياق قال النائب المسيحي الديمقراطي: كريستيان دوكوتارد: “هل المساواة حكرٌ على السويسريات؟”، انتقد بعض النواب انفتاح وزارة التعليم المحلية على مطالب “بعض الأوساط الراديكالية”، وتوجه ستيفان بيري (من حزب الشعب) بالخطاب إلى الحكومة المحلية قائلا: “تفعلون ذلك من أجل السلام والهدوء، لكن في النهاية لن تظفروا لا بالسلام، ولا بالتناسق في مواقفكم”.

الملاحظ أن هذا التصويت جاء بعد أسابيع قليلة من تنصيب جوزيف دايس، أصيل كانتون فريبورغ ووزير الخارجية السويسري الأسبق رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وإستقباله بحفاوة بالغة قبل أيام من طرف الحكومة والبرلمان المحليين وهو ما عني برأي مراقبين أن رفض الإلتماس يمثل “إشارة انفتاح” من طرف برلمان فريبورغ على العالم وعلى الثقافات والديانات الأخرى.

وقد استند الرافضون لهذا الإلتماس إلى العديد من المبررات من بينها أن الحجاب لا ترتديه في مراحل التعليم الإجباري (6 سنوات ابتدائي و3 سنوات إعدادي) سوى عشر فتيات تقريبا من مجموع 40.000 طالبة، وأن حظرا من هذا القبيل يضع الطفل في وضع حرج تتنازعه فيه الولاءات.

كذلك تناولت إيزابيل شاسوت، وزيرة التربية والتعليم في كانتون فريبورغ الكلمة خلال الجلسة ودعت النواب على تجاوز الأفكار المسبقة والخلط بين الأشياء، مذكرة بان المسلمين ليسوا كلهم أجانب، ورأت أن دور المدرسة لا يتمثل في الدفاع عن اللائكية بل هي مدعوة إلى التزام الحياد الديني، وخلصت إلى القول أن “للدين مكانه في المؤسسات العامة، لكن يجب تجنب التبشير به”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية