مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تفاؤل أممي بخصوص التحسّن السريع للأوضاع الإنسانية في ليبيا

بانوس مومتسيس منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في ليبيا في ندوة صحفية في جنيف (من الأرشيف) Keystone

أبدى منسق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في ليبيا ترحيبا بخصوص تحسن الأوضاع الانسانية في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة معربا عن ثقته في قدرة المجلس الانتقالي والشعب الليبي في تولي أمور البلاد.

وعلى مستوى آخر، يرى ممثل منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي كان على حافة الهاوية، وهو في تحسن اليوم باستثناء مناطق الجنوب.

في ندوة صحفية عقدها بمقر الأمم المتحدة في جنيف يوم 26 سبتمبر، أعرب منسق الشؤون الانسانية الأممي في ليبيا السيد بانوس مومتسيس عن التفاؤل بخصوص  تحسن الاوضاع الانسانية في ليبيا.

فالأمم المتحدة التي بادرت بتقديم المساعدة في طرابلس منذ الفاتح من سبتمبر ترى على لسان منسقها “أن هناك إرادة قوية لدى ممثلي المجتمع المدني ولدى الليبيين في الخارج والداخل، وكذلك لدى المجلس الانتقالي الذي أعد برنامج عمل لتحمل المسؤولية في تلبية الاحتياجات الانسانية على أسرع وجه، ونقل البلد إلى مرحلة جديدة من التنمية والديموقراطية، يتم فيها تنظيم الانتخابات، وضمان حرية الصحافة”، على حد قول السيد موتسيس.

ويشير المنسق الانساني الأممي الى وجود “بوادر تطور نحو مزيد من الحرية والانفتاح والتفاؤل رغم المخاوف الناجمة عن الحالة الأمنية، والخشية من عدم إشراك الجميع في التحول نحو مرحلة جديدة”.

الناس في حاجة الى حرية بالدرجة الأولى

وفي تقييمه لحصيلة العملية الانسانية الأممية في ليبيا منذ بداية الصراع أوضح السيد بانوس مومتسيس بأن الأمم المتحدة انفقت “حوالي 250 مليون دولار خلال الستة أشهر الأخيرة وان الاحتياجات الحالية لمواصلة العمل الانساني هي في حدود مائة مليون دولار”.

لا يبدي المنسق الانساني قلقا بشأن تمويل العمل الانساني وعملية إعادة البناء، نظرا لكون ليبيا  من البلدان النفطية الغنية. وقال بهذا الخصوص: “إننا تحدثنا مع المجلس الانتقالي من أجل أن يشرع في تمويل العمل الانساني بنفسه وهذا ممكن”، خصوصا وأن لدى الليبيين احساس بالفخر والعزة من أجل تحقيق إنجازات أحسن مما كان متوفرا في البلاد في عهد نظام القذافي وهذا في شفافية تامة وديمقراطية كاملة.                   

أول ما يبادر إليه عمال الاغاثة عند وصولهم الى مكان كارثة أو أزمة إنسانية هو السؤال عن الأوضاع المعيشية والغذائية والاحتياجات الصحية للسكان المتضررين.

ولكن في الوضع الليبي يقول السيد بانوس مومتسيس: “ندهشنا  عندما قابلنا لأول مرة مواطنين ليبيين أكدوا لنا بان هناك بالفعل احتياجا للغذاء والأدوية ولكنهم شددوا على أن ما نطالب به وما نحتاجه بالدرجة هو مزيد من الحرية والديمقراطية والقدرة على التعبير عن آرائنا وما نطالبكم به هو ان تدعمونا في مجال احترام حقوق الإنسان وهذا ما نحن متعطشون فعلا”.

الوضع الإنساني في سرت وبني وليد

أبدى المنسق الانساني للأمم المتحدة في ليبيا السيد بانوس مومتسيس قلقا بخصوص الأوضاع الانسانية في بني وليد وسرت، خصوصا فيما يتعلق بحماية المدنيين المحاصرين في هذا الصراع”.  وقد عبر الممثل الأممي عن  الأمل في “التوصل الى حل سلمي في أقرب وقت  خصوصا وان ربع سكان بني وليد قد فرّوا من المدينة حوالي 2000 من المدنيين فروا من سرت” .

ويتوقع المنسق الانساني للأمم المتحدة ان تستمر عمليات المساعدة الانسانية طوال الثمانية أسابيع القادمة أي حتى نهاية شهر نوفمبر. بعدها يتوقع هذا المسؤول الأممي”أن يدخل البلد في مرحلة جديدة عند توقف القتال، والتحول الى مرحلة التنمية وإعادة البناء رغم  استمرار الحاجة الى عمليات تطهير لبقايا الذخيرة التي لم تنفجر”.

وضع صحي كان على حافة الهاوية

أما ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا الدكتور سمير بن يحمد الذي عاد من مهمة تقييم للأوضاع الصحية في ليبيا فيقول: “لقد كنا على حافة الهاوية فيما يتعلق بالأوضاع الصحية في ليبيا نظرا لنقص الأدوية والمعدات الصحية، ونظرا لهجرة  حوالي 40% من عمال القطاع الصحي الذين هم من جنسيات غير ليبية.  وهو ما جعلنا ننتظر الأسوأ، ولكن لحسن الحظ هذه الأوضاع لم تطل والصراع في طريقه نحو النهاية، حتى و إن لم تنته المعارك بصورة نهائية”.

ويرى الخبير لدى منظمة الصحة العالمية “أن المنظمة لديها القدرة على تزويد ليبيا بالأدوية والمعدات الصحية “.

ومن أولويات منظمة الصحة العالمية في ليبيا اليوم بحسب ما أشار السيد سمير بن يحمد “معالجة جرحى الحرب وإعادة تأهيلهم بتزويدهم بالأطراف الاصطناعية، وشراء الأدوية لصالح ليبيا الى أن تتمكن السلطات الليبية من استئناف شراء الأدوية بنفسها،  وإعادة تأهيل المنظومة الصحية في ليبيا، ونرغب في مساعدة الليبيين على بناء نظام صحي متميز نظرا لقدرة الليبيين على التسيير ونظرا للإمكانيات المادية التي لديهم”.

يرى خبير هذه المنظمة العالمية أن البنية الصحية في طرابلس أحسن بكثير مما كان قائما في المنطقة الشرقية أي بنغازي وراس لنوف والبريقة. ولكنه يشدد على أن متحدثيه من الليبيين يصرون على “ضرورة إعادة بناء نظام صحي  متكافئ في كل المناطق الليبية”. وحتى فيما يتعلق بالوضع في مصراتة، التى تعرضت فيها المنشآت الصحية للقصف يقول السيد بن يحمد” لقد أعاد الأهالي تأهيل المنشآت الصحية هناك بسرعة ولو أنها مازالت تحتاج الى مزيد من الدعم  وهذا ما نسهر على تقديمه من قبل البعثات الانسانية”.  

ورغم أن عدد المنشآت المتضررة يتجاوز العشر منشآت، فإن هذا الخبير يعتبر ان باقي المنشآت بقيت صالحة للاستعمال. ولكنه  يبدي بعض القلق فيما يتعلق بالوضع في الجنوب الليبي” لأن الأوضاع هناك مجهولة تماما من قبل المجموعة الدولية، وقد تقتضي عناية أكثر في المستقبل”.

وما يحتاج له لقطاع الصحي على وجه الاستعجال اليوم حسب السيد بن يحمد “هو عودة عمال القطاع الصحي ، وتوفير وسائل القيام بالعمليات الجراحية” “هذا ما نعمل الآن على تحقيقه”، على حد قوله.   

سهرت وزارة الخارجية السويسرية على تنظيم لقاءين في سويسرا بين المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وممثلين عن الطوارق في النيجر ومالي.

وتطرق اللقاءات التي تمت يومي 6 و7 أغسطس و21 و22 سبتمبر، لقضية كتائب الطوارق التابعة للقذافي.
 
وفي أعقاب مقال نشرته مؤخرا صحيفة نوي زيورخر تسايتونغ (تصدر بالألمانية في زيورخ)، أكد الناطق باسم الخارجية السويسرية لوكالة الأنباء السويسرية يوم الثلاثاء 27 سبتمبر الجاري، بأن اللقاءات تمت بطلب من الطرفين. ولكنه لم يرغب في تقديم تفاصيل عن ما تمت مناقشته.
 
وما هو معروف هو أن المجلس الوطني الانتقالي يرغب في أن يبتعد المقاتلون الطوارق عن العقيد القذافي. ويسعى الطوارق إلى أن يتم الإفراج عن أسرى الحرب.
 
وبعد شهر تقريبا من الدخول إلى طرابلس ووضع حد لحوالي 42 عاما من حكم القذافي، مازالت القوات الليبية تواجه مقاومة عنيفة من أنصار الزعيم الفار، وذلك على ثلاث جبهات: في مسقط رأس القذافي سرت، وفي مدينة بني وليد جنوب شرقي العاصمة، وفي بعض الجيوب في الصحراء الشاسعة جنوب البلاد.

قال مصدران مطلعان لرويترز إن اشتباكات وقعت في مطلع الاسبوع بين الطوارق ومجموعات مسلحة مرتبطة بالحكومة الليبية المؤقتة مما يبرز التحديات التي يواجهها حكام ليبيا الجدد لكسب تأييد أبناء البدو والقبائل. وكان الطوارق يؤيدون الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وهم ينظرون بعين الشك الى المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد الآن.
 
وقال قائد وحدة عسكرية مناهضة للقذافي وشخصية بارزة من الطوارق مقرها الجزائر إن الاشتباكات دارت في بلدة غدامس الواقعة على الحدود مع الجزائر على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي طرابلس.

وقال مسؤولون بالمجلس الانتقالي في طرابلس في مطلع الاسبوع إن بلدة غدامس التي تخضع لسيطرة قواتهم هوجمت من قبل قوات موالية للقذافي ربما كانت مرتبطة بخميس القذافي نجل الزعيم المخلوع.

المصدران قالا إن اشتباكا وقع بين الطوارق وأفراد من أبناء البلدة وهو أمر يدعو للقلق أيضا اذ يظهر الانقسامات العميقة التي يمكن أن تبقى داخل المجتمع الليبي حتى وان لحقت الهزيمة باخر أفراد من قوات القذافي.

وقال مختار الاخضر قائد لواء الزنتان المناهض للقذافي ومقره طرابلس “لا توجد قوات تابعة لخميس القذافي في غدامس. الخبر غير صحيح”. وأضاف لرويترز “لدينا قوات بالمنطقة .. ثلاث أو أربع مجموعات.. أبلغتنا بالجانب الحقيقي من الرواية.” ومضى قائلا “ما حدث بالفعل كان مناوشات بين أفراد من القوات المناهضة للقذافي من سكان المدينة وأفراد من قبائل الطوارق.” وتابع “سنعقد مجلس صلح لافراد المجموعتين وكل شيء سيكون على مايرام قريبا باذن الله.”

ويساند كثير من الطوارق القذافي لانه أيد تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في السبعينات ثم سمح لكثير منهم بالعيش في جنوب ليبيا. ويلعب الطوارق دورا مهما بالنسبة للامن الاقليمي نظرا لنفوذهم بالصحراء الشاسعة التي كثيرا ما يعتبرها تجار المخدرات والمتشددون الاسلاميون ملاذا آمنا لادارة أنشطتهم.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 27 سبتمبر 2011)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية