مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سوريا بلد يتفكّك.. وكيان ينهار.. ولاعبون مُصرّون على الحسْم

لقطة من شريط فيديو وزعته "شبكة شام الإخبارية" يوم 5 مايو 2013 يُظهر اشتعال النيران في سماء دمشق في أعقاب هجوم شنه الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع قرب العاصمة السورية. Keystone

شـــكّــل الإعـلان المشترك الروسي - الأمريكي عن اعتزامهما محاولة جمع ممثلين عن حكومة الرئيس بشار الأسد بمعارضين يقاتلون للإطاحة به "أول مبادرة دبلوماسية جدية" في سوريا منذ قرابة العام.

وبعد محادثات مطولة أجريت في موسكو يوم 7 مايو 2013، قالت الولايات المتحدة وروسيا إنهما ستحاولان بث الحياة في اتفاق تم التفاوض جيدا بشأنه وأقرته الدولتان في يونيو 2012 لكنه لم يقدم إجابة عن سؤال ما إذا كان الاسد سيبقى في السلطة أم لا؟

مؤتمر دولي في الأفق.. حديث عن قُرب استقالة الأخضر الإبراهيمي من مهمّته كمبعوث عربى أممي للأزمة السورية ثم تراجُـعٌ عنها.. إسرائيل تدخل على الخطّ، بعد طول مراقبة، ولكن ليس لضرْب النظام، بل لمنع حزب الله من الحصول على أسلحة إيرانية متطوِّرة.. وكلٌّ من كيرى ولافروف يتّفقان فى موسكو، من حيث المبدأ، على حلٍّ سلمي لسوريا وعبْر مؤتمر دولي يعقد في أقرب فرصة.. وإيران تؤكِّد مساندتها للأسد، مهْـما كانت التضحِيات.. والأردن يعبِّر عن قلقه المتزايد مِرارا وتِكرار من تداعِيات الصِّراع في سوريا وزيادة أعداد اللاجئين السوريين إليه.. وتقارير غامضة عن استخدام أسلحة كيماوية، وتحديدا غاز الأعصاب القاتل المسمّى غاز السارين، وتصريح لكارلا ديل بونتي، عضوة لجنة التحقيق الدولية المستقلة، ينسب العمل إلى أطراف في المعارضة، ولكن بطريقة غير مُمَـنْهجة.. وإدارة أوباما ترى أن الأمور في سوريا لم تصل بعدُ إلى حدٍّ تجاوز الخطّ الأحمر، الذي يستدعي تدخلها المباشر في الأزمة السورية.

وفي الداخل، مؤشرات وأحداث عدّة عن تطهير عِرقي للسُنّة في الشمال الشرقي للبلاد، خاصة في بانياس وطرطوس وما حولهما، حيث توجد كتلة علوية كبيرة، ربما تشكّل خيارا للأسد لاحقا لتشكيل دويلة علوية يُحتمى بها.

تعقيدات وألغاز وتشابكات

كل هذه المداخلات تتفاعل معاً في لحظة تاريخية واحدة على الأرض السورية، وكل منها يكشِف عن أحد أبعاد الأزمة السورية، التي باتت مزيجا من التعقيدات والألغاز والتشابكات الدولية والإقليمية، على نحوٍ يضع مصير سوريا والمِنطقة برمّتها على سطْح ساخن جدا ويزداد سخونة في كل لحظة، ولا يوجد مَن يستطيع أن يلقي بعض الماء للتبريد أو التهدِئة، وكأن الجميع ينتظِر مُعجزة من السماء. 

ما يجرى في سوريا، يقوم في شق منه على افتراض أن “أحد اللاعبين قادر على أن يحسم الأمر بالضربة القاضية”، وهو افتراض ضمني تتحرك على أساسه كل من الحكومة السورية بقيادة الأسد، التى حققت في الشهرين الماضيين بعض التقدّم في مواجهة الجماعات المسلحة باختلاف أنواعها، وكذلك تتحرّك المعارضة السورية بكل أطيافها، الداخلية والخارجية.. وهو افتراض ثبت فشله بكل المقاييس.

أما المؤسسات الدولية والعربية والقوى الكبرى والإقليمية، ذات الصلة بهذا الطرف أو ذاك، فهي تتحرك بحذر وتميل ناحية طرف بعيْنه وتفقد بذلك حيادا مطلوبا بشدّة، إذا أرادت لعب دور الوسيط أو الحكَم أو الضامِن لأي اتفاق سياسي قد يتوصل إليه في لحظة ما اللاعبون المحليون.

وهكذا، فبعد عامين من الصِّراع الدموي واستخدام كل أنواع الأسلحة والشعارات والضغوط، ما زال ميزان القوى على الأرض أقرب إلى التوازن منه إلى الإختلال لصالح طرف بعيْنه، وما يُمكن أن ينتصِر فيه طرف في يوم، يخسره في يوم آخر، أما الشعب السوري نفسه، فهو الوحيد الذي يدفع الثمن الباهظ في صورة قتل وترويع وتطهير طائفي في بعض المناطق، وهجرة إلى الخارج ولجوء مؤقّت إلى مناطق أكثر أمْنا نِسبيا، فضلا عن غِياب الأفُق الذي يبشر بقُرب انتهاء المحنة العظيمة.

خريطة سكانية جديدة

في آخر الأرقام المُعلنة، اتضح أن هناك 4.25 مليون سوري تحركوا في داخل الأراضي السورية، لغرض الوصول إلى بُقعة آمنة، بينما خرج إلى دول الجوار المباشر، ما يقرب من 1.7 مليون سوري، ونصف مليون آخر لجأ إلى بلدان بعيدة نِسبيا، مثل مصر والمغرب والجزائر.

عمليات اللجوء السوري على هذا النحو، لاسيما في اتجاه دول الجوار، كالأردن ولبنان وتركيا والعراق، باتت تشكّل ملمحا مهِمّا من ملامح تغيير، ليس فقط الخريطة السكانية في الداخل السوري، بل أيضا في الخريطة السكانية لكل من الأردن ولبنان، اللذان يتأثران أكثر من غيرهما بالعدد الكبير من اللاجئين السوريين على أراضيهما. وفي ضوء ندرة الموارد وعدد السكان القليل أصلا والخريطة الطائفية/ السياسية المعقّدة في لبنان تحديدا، يُعد البلَـدان من أكثر الجيران المُباشرين لسوريا تأثرا باستمرار الصراع الدموي وغياب الحل السياسي حتى الآن.

الامم المتحدة (رويترز) – قالت الامم المتحدة يوم الخميس 9 مايو 2013 إن الأخضر الابراهيمي وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الصراع في سوريا وافق على الاستمرار في منصبه رغم إحباطه إزاء الجمود الدولي الذي يمنع المنظمة الدولية من التحرك لوقف الصراع المندلع منذ أكثر من عامين.

وأدى نزاع بشأن سوريا بين روسيا التي تؤيد حكومة الرئيس بشار الاسد وتمدها بالاسلحة وبين الولايات المتحدة التي تقول ان الاسد يجب ان يرحل وتؤيد المعارضة الى اصابة مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالشلل.

لكن في الايام الاخيرة اتفقت روسيا والولايات المتحدة على السعي الى محادثات سلام جديدة تجمع حكومة الاسد والمعارضة في محاولة للتوصل لحل دبلوماسي للحرب الاهلية في سوريا.

وأشادت الامم المتحدة بهذا الاجراء ووصفته بأنه طال انتظاره. وقال نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون للصحفيين “كنا ننتظر منذ فترة طويلة وسعينا بقوة من اجل انتقال يتم التفاوض عليه”. وأضاف “تنتابنا شكوك في ان تحقيق نصر عسكري مسألة ممكنة وخاصة في المستقبل القريب. تفجر اعمال انتقامية يمكن ان يؤدي الى وضع اسوأ. لذلك فان هذه (المبادرة الامريكية الروسية) موضع ترحيب. هذه انباء طيبة.”

وتابع الياسون قائلا انه لن يكون من السهل وضع نهاية لصراع تقول الامم المتحدة انه قتل فيه 70 الف شخص وهو رقم يصفه دبلوماسيون بالمنظمة الدولية ومسؤولون بأنه قديم وأقل بكثير من العدد الفعلي للقتلى. وقال “لدينا الان تحديات امامنا”. وأضاف “يوجد كثير من العمل الذي ينبغي انجازه. الامين العام يتعامل مع الامر بجدية وطلب من المبعوث الخاص المشترك (الابراهيمي) البقاء وقد قبل البقاء.”

وقال دبلوماسيون ان الابراهيمي هدد عدة مرات بالتنحي عن المهمة وفي الاونة الاخيرة أبلغ بان واعضاء في مجلس الامن بأنه يريد التخلي عن المهمة رغم ان الجميع حاولوا اقناعه بالبقاء.

وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة ان الابراهيمي سيقوم على الارجح بدور كبير في المساعدة على تنظيم مؤتمر بشأن سوريا قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري انه يمكن ان يعقد اعتبارا من هذا الشهر.

والهدف من المؤتمر هو احياء اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية تم التوصل اليه في جنيف في يونيو حزيران الماضي لكنه لم يوضع على الاطلاق موضع التنفيذ لانه ترك مسألة ما سيحدث بعد الاسد مسألة مفتوحة.

وروسيا حليف قوي للاسد وعرقلت صدور قرارات في الامم المتحدة ضد سوريا وتزود القوات الحكومية بالاسلحة. ورغم ان الولايات المتحدة تقول ان الاسد يجب ان يتنحى عن السلطة قال كيري ان القرار بشأن من الذي سيشارك في أي حكومة انتقالية يجب ان يترك للسوريين. وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة ان المؤتمر الجديد يمكن ان يُعقد في جنيف وان كانت هناك أماكن أخرى ممكنة.

وقال مبعوثون انه يوجد تحديان رئيسيان لاحياء اتفاق جنيف. الاول هو الانتقال من جمود عسكري الى ما يدعو اليه بيان جنيف اي انتقال سياسي. والتحدي الثاني يتعلق بالاسد. ويقول دبلوماسيون ان الخلافات الامريكية الروسية لم تحل بعد بشأن ان كان الاسد وعائلته يجب منعهم من الاشتراك في اي حكومة انتقالية في سوريا.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 9 مايو 2013)

تعقيدات الحل السلمي

صحيح أن كيري ولا فروف، وزيرا خارجية أمريكا وروسيا، اتفقا على مبدإ الحل السلمي، وفق صيغة مؤتمر دولي، على أن تُناقش التفاصيل أكثر في لقاء قمة مُنتظرة بين بوتين وأوباما قبل نهاية مايو الجاري، وهو أمر ليس باليسير من الناحية العملية.

فالأطراف الدولية ذات الصّلة بأزمة سوريا أو بأحد أطرافها على الأرض، ينقُصهم التأثير والسيْطرة على الجماعات الإسلامية المسلّحة، خاصة الجهادية وذات الصّلة بتنظيم القاعدة، وهي إشكالية كُبرى ستُواجه حسب توقعات الخبراء والمتابعين المؤتمر الدولي، حال انعقاده، وسيكون هناك تساؤل كبير هو: مَن سيضمَن تجاوُب هذه الجماعات مع أي حل سياسي بضمانات دولية وإقليمية؟ وهل ستقبل تلك الجماعات أصلا أن تشارك في هكذا مؤتمر دولي وهي ضد “طواغيت العوْلمة” كما تقول؟ وهل ستقبل روسيا وأمريكا دعوة هذه الجماعات لتكون جزءا من الحلّ المُرتقب، في الوقت الذي يقال فيه، أمريكياً وروسياً، أن هناك هدفا مشتركا لهما، يتمثل في “القضاء على هذه الجماعات الإسلامية المسلحة”، نظرا لما تمثله من تهديد إستراتيجى على المصالح المشتركة للغرب ولروسيا والصين في آن واحد؟

غياب معايير الدور الحيادي

ما تردد عن أسباب استقالة الإبراهيمي (التي سحبها تاليا)، توضح أن معايير القيام بدور متوازن ومحايد نِسبيا بين الأطراف المتصارعة في سوريا، لم تعد موجودة لا في أداء الجامعة العربية التي انحازت تماما للمعارضة السورية، ممثلة في الإئتلاف السوري المعارض الذي حصل على المقعد السوري فى الجامعة في القمة العربية التي عقدت في مارس 2013 في الدوحة، ولا في أداء الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن الذي ينقسم أعضاؤه البارزون بين طرف مؤيد بقوة للنظام السوري، كروسيا والصين، وطرف مُعارض بشدّة للنظام ومُناصر للمعارضة السورية المسلّحة، كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وفي الوقت نفسه، متخوّف من الإنخراط العضوي في الأزمة، وتنتابه هواجس قلق على ما بعد سقوط نظام الأسد، نظرا للدور المتزايد الذي تقوم به جماعات الإسلاميين، خاصة جبهة النصرة التي بايعت زعيم القاعدة محمد الظواهري في مواجهة نظام الأسد وسيطرتها على بعض أجزاء في شمال البلاد وجنوبها.      

وبينما حدّد المؤيدون للنظام السوري، بما فى ذلك كل من إيران وحزب الله اللبناني، استراتجيتهم العامة في بقاء الرئيس الأسد والدعوة إلى حلّ سلمي يسمح بانخراط المعارضة السورية بعد أن تلقي سلاحها في عملية سياسية توقف القتال وتنهي أدوار المسلحين الإسلاميين، وعدم انتصار الجماعات الإسلامية المسلحة بأي شكل كان والمحافظة على سوريا كبلد واحد، فإن استراتيجية المعارضين لنظام الأسد، وإن حدّدت هدفها الأسمى في إنهاء حُكم الأسد والأقلية العلوية، وبناء سوريا جديدة، أكثر توافقا مع معايير المجتمع الدولي، ودعم الإئتلاف السوري المعارض عسكريا، وإن بحساب وحذر شديدين، فإن الخطوات الفعلية تبدو متعثرة وبطيئة، وفي بعض الأحيان غير مؤثرة.

بقاء الأسد.. والبديل الغامض

يمكن القول أن السبب الرئيسي يكمن في أن البديل المنتظر، يفتقد إلى يقين أن يكون بديلا مقبولا بالمقاييس الغربية، وهو ما يضعف، ولو بطريق غير مباشر، من بقاء الرئيس الأسد، باعتبار أن بقاءه في ظل تسوية سياسية تضمنها القوى الدولية والإقليمية، وتشارك فيها المعارضة السورية بدون مشاركة العناصر الأجنبية غير السورية، لن يكون بالصورة ذاتها التي كان عليها قبل ثورة الشعب السوري.

مشكلة بقاء أو غياب الرئيس الأسد تبدّت جلية في الموقف الإسرائيلي بعد غارات ليلتي الجمعة والسبت (3 و4 مايو 2013) التي استهدفت ما وُصف بأنه أسلحة إيرانية حديثة وقادرة على الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، يُزعم أنها كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني. وبينما جاءت تأكيدات إسرائيل أن لا تهاون مع حصول حزب الله على أي أسلحة حديثة، لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي الاسرائيلي الذي لا مساومة عليه، جاءت الرسالة الثانية أن إسرائيل ليست في وارد التدخل ضد النظام السوري، وأن لا نية لديها للإنقلاب عليه.

وفى تفسيرات الصحافة العِبرية أن إسرائيل لا تريد التدخّل وحسم الأمر لصالح المعارضة السورية، نظرا لأن البديل المتوقّع سيكون غامضا وربّما عدائيا ضدّ الوجود الإسرائيلي، أكثر مما هو عليه الحال بالنسبة لسوريا الأسد. وكما يقال، عدو تعرفه أفضل كثيرا من عدو غامض لا تعرفه.

فضلا عن أن بقاء الأسد ونظامه، حتى في حال تسوية سياسية مع المعارضة، لن يكون هو الأسد الذي كان يشكّل عقبة “بدرجة ما” أمام سياسات الهيْمنة الإسرائيلية على مقدرات المنطقة. فسوريا خسِرت كثيرا عسكريا ووضعها الراهن، وحتى ما بعد أي تسوية، لا يُتيح لها أي تفكير في أي مغامرة عسكرية كبرى ضد إسرائيل.

صحيح أن سوريا هدّدت بالردّ “في الوقت المناسب وبالشكل الذي تراه يردّ الإعتبار”، وكذلك توعّد الرئيس الأسد بأن يتحوّل الجولان إلى شعلة للمقاومة ضد إسرائيل والمصالح الأمريكية والعربية المتحالفة معها، لكن الصحيح أيضا، أن الأولوية الآن، من منظور النظام السوري، هي القُدرة على ردع المعارضة السورية والجماعات الإسلامية المسلحة، أو بعبارة أخرى هزيمة المعارضة والبقاء في الحكم، وهما أمران يجعلان فكرة الردّ على إسرائيل أو فتح أبواب لحرب إقليمية أو إشعال المقاومة المسلّحة انطلاقا من الجولان، مسألة مؤجلة لزمن طويل جدا.

المرجّح أن النظام السوري، كلما استمر في المواجهة وتوافرت لديه موارد خارجية وداخلية تعينه على البقاء ولو في مناطق محدودة من البلاد، فإن فكرة الحرب الإقليمية ستكون ذات أثر عكسي، أما إذا ضمُرت موارد البقاء والإستمرارية، ففي هذه الحالة يمكن لخيار “شمشون الشهير” أن يكون المَخرج الأخير للنظام السوري، وليدفع الجميع ثمنا لمواقفهم. ومع ذلك، يبدو أن هذا الإفتراض أيضا، أصبح اليوم “تحت السيطرة إلى حدٍّ ما”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية