مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا – ليبيا: أزمة تتأرجح بين التأكيد والنفي

Keystone

لا، طرابلس لن توقف شحنات النفط الخام إلى سويسرا ولن تسحب أرصدتها من مصارف الكنفدرالية. فقد نفت السلطات الليبية للسفارة السويسرية في طرابلس المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام هذا الأسبوع.

وصرح السفير السويسري لدى طرابلس، دانييل فون مورالت يوم الأحد 12 أكتوبر الجاري لوكالة الأنباء السويسرية: “إن وزارة الخارجية الليبية قدمت لي يوم 10 أكتوبر مذكرة” بهذا المعنى.

وأضاف السفير، في تأكيد لما نشرته يوم الأحد صحيفة “لوماتان ديمانش” (تصدر بالفرنسية في لوزان): “لدي شعور بأننا نقترب من نهاية المفاوضات، مشيرا إلى أن الصبر بدأ ينفذ لدى الجانبين لإغلاق هذا الملف، وأنه “ليس في مصلحة أحد” استمرار هذا الوضع لمدة طويلة.

ويعتقد السيد فون مورالت أنه يتعين الآن على الوفود الدبلوماسية السويسرية والليبية، التي تلتقي “بانتظام في جنيف” إيجاد حل للأزمة.

وحول ما إذا كان الإعتذار الرسمي الذي تطلبه طرابلس من برن شرطا أساسيا لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها بين البلدين، أعرب السفير السويسري عن اعتقاده بأن هذا العنصر قد تمت المبالغة في تقديره.

وحاول التلفزيون الروماندي السويسري (الناطق بالفرنسية) الحصول على تعليق من وزارة الخارجية السويسرية يوم الأحد على تصريحات السفير فون مورالت، لكنها رفضت ذلك مكتفية بالإشارة إلى أن المفاوضات متواصلة، وأنه يتوجب الرجوع إلى البيان الذي أصدرته يوم الجمعة 10 أكتوبر، والذي أوضحت فيه أن برن لم تتلق أي معلومات رسمية حول احتمال اتخاذ إجراءات انتقامية من جانب ليبيا.

“محاولة البحث معا عن حلول”

وورد في ذلك البيان الوجيز أن “سويسرا دولة قانون، ويتوجب عليها السهر على احترام دستورها واتخاذ الإجراءات في إطار قانوني. وتواصل الوزارة جهودها الرامية إلى حل المشاكل التي تؤثر على العلاقات الثنائية بين سويسرا وليبيا”.

وأضاف البيان أن الوزارة لم تتوصل بأية معلومات من جانب السلطات الليبية حول موضوع سحب أرصدة طرابلس في المصارف السويسرية. كذلك الشأن فيما يتعلق بوقف صادرات النفط الخام إلى سويسرا.

ويذكر أن البلدين يـُجريان محادثات ثنائية على مستوى وفود سامية التقت في مناسبات عديدة في كلا البلدين في محاولة لتسوية الخلافات بين برن وطرابلس.

وأوضحت وزارة الخارجية السويسرية في بيانها أن الأمر يتعلق بـ “عملية مفاوضات تقوم على أساس الميل إلى البحث معا عن حلول، في جو من التفاهم المتبادل. وحتى الآن، لم تتعرض هذه العملية إلى تشكيك رسمي من جانب السلطات الليبية”.

ويبدو أن عملية المفاوضات شهدت وقوع “حادثة خطيرة” في وقت سابق هذا الأسبوع في برن. فقد علمت سويس إنفو من مصدر مُطلع بأن لقاءا مُهما جـمع سويسريين وليبيين وممثلين عن بلدان عربية أخرى تعثـّر جديا، بعد أن طالبت ليبيا مجددا بأن تقدم لها سويسرا اعتذارات عن حادث اعتقال نجل القذافي الصيف الماضي في جنيف. وقال المصدر نفسه إن العقيد معمر القذافي يدير شخصيا هذه الأزمة.

ويجدر التذكير بأن ليبيا قد هددت خلال شهر يوليو الماضي بإيقاف صادراتها إلى سويسرا على إثر الإجراءات القضائية التي اتخذت ضد هانيبال القذافي وزوجته ألين، لدى وجودهما بجنيف بسبب شكوى سوء معاملة رفعها ضدهما اثنان من خدمها.

سويس انفو مع الوكالات

لتسوية الخلاف، اشترطت طرابلس إلغاء التتبعات الجنائية والحصول على اعتذار من سويسرا عن الطريقة التي تم بها إيقاف هانيبال القذافي وزوجته ألين في فندق فخم في جنيف.

من جانبها، اتخذت ليبيا عددا من الإجراءات العقابية ضد مصالح سويسرية.

لا زال هناك مواطنان سويسريان اتُّـهما بارتكاب مخالفات تتعلّـق بالهجرة والإقامة، لا يمكن لهما مغادرة الأراضي الليبية، بعد أن اعتُـقلا عشرة أيام

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية