مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوشبان يختتم زيارة رسمية إلى المغرب

Keystone

اختتم رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان أول زيارة رسمية لرئيس سويسري إلى المغرب الأقصى.

الزيارة، التي استمرت يومين، تخللتها لقاءات مع الوزير الأول المغربي ورئيس مجلس النواب ووزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية وعدد من المثقفين والجامعيين، ولم تُـسفر عن إبرام أي اتفاق.

بعد زيارة خاصة إلى أغادير، استمرت ثلاثة أيام برفقة زوجته، وصل الرئيس السويسري عصر الأحد 6 يناير إلى مطار الرباط، حيث استُـقبل رسميا من طرف الوزير الأول المغربي عباس الفاسي.

وفي أول زيارة يقوم بها رئيس للكنفدرالية السويسرية إلى المملكة المغربية، حرِص كوشبان على التذكير بأن “العلاقات بين بلدينا ممتازة”، وأضاف بأن المغرب يتوفّـر على إمكانيات ضخمة.

السيد كوشبان، الذي يُـشرف على وزارة الشؤون الداخلية في الحكومة الفدرالية، التي تُـعنى بالثقافة والصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم والبحث العلمي، أجرى يوم الاثنين 7 يناير، محادثات مع الوزير الأول عباس الفاسي ومع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ووزير التربية الوطنية أحمد أخشيشين، تم التطرق فيها إلى قضايا مغربية بالأساس.

وقال السيد باسكال كوشبان في تصريح للصحافة، عقب مباحثاته مع السيد عباس الفاسي الوزير الأول، “نثق في قدرة الأمم المتحدة على التوصل إلى تسوية عادلة، تفضي إلى اتفاق منصف، من شأنه إرساء السلام بهذه المنطقة”.

وأشار رئيس الكنفدرالية إلى أن سويسرا تُـعد رابع بلد مستثمر في المغرب، الذي يتوفر على مؤهلات كبيرة، وأعرب عن أمله في أن تشهد المبادلات التجارية بين البلدين تطورا كبيرا، مثلما ورد في برقية لوكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية).

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس السويسري عبّـر “عن إعجابه بالمُـنجزات التي حققها المغرب، خاصة في المجالات المؤسساتية والاجتماعية والاقتصادية، مسلِّـطا الضوء على تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة ومدوّنة الأسرة وتقوية المسلسل الديمقراطي، بالإضافة إلى التطور الملحوظ الذي تعرفه بعض القطاعات، كالسياحة”.

الصحراء الغربية ودور الإسلام

بعد لقائه مع عباس الفاسي، عبّـر السيد كوشبان في تصريحات للصحافة عن ترحيبه باستئناف الحوار بين أطراف النزاع في الصحراء الغربية، وقال إنه يأمل في أن يتم التوصل إلى حل دائم، وأضاف الرئيس السويسري أن حلا من هذا القبيل سيُـجنّـب إنفاق أموال في تكاليف أمنية، يُـمكن استثمارها بشكل أفضل في التنمية والتكوين.

من جهته، عبّـر مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، إثر لقائه بالسيد كوشبان عن الأمل في أن تدعم سويسرا مقترح الرباط، القاضي بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا في ظل السيادة المغربية، لكن رئيس الكنفدرالية لم يرُدّ مباشرة على هذه الدعوة، واكتفى بالقول “إننا نأمل أن تنجح المفاوضات”.

ومن المنتظر أن تنطلق يوم الثلاثاء 8 يناير جولة جديدة من المحادثات المغلقة في الولايات المتحدة بوساطة بيتر فان فالسوم، مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، وهي تأتي في أعقاب جولتين سابقتين من المفاوضات، انعقدتا خلال العام الماضي ولم تسمحا بتقريب مواقف الطرفين.

الإسلام والإسلاميون

وكان باسكال كوشبان قد التقى في وقت مبكر من صباح الاثنين 7 يناير مستشار الملك وعددا من الشخصيات الجامعية والمثقفين، وشمل الحوار مسائل تتعلق بالإسلام والأسلمة.

أما في اللقاء الذي استمر ساعة كاملة مع الوزير المغربي للأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد تركّـز النقاش على المغرب، وقال جون مارك كروفوازيي، المتحدث باسم السيد كوشبان لوكالة الأنباء السويسرية بأن “المبادرة الشعبية الداعية لحظر بناء المآذن في سويسرا، لم يُـتطرق إليها”.

وأشار المتحدث إلى أن السيد كوشبان سأل مضيِّـفه عن دور الإسلام في المملكة، وقد تطرق السيد التوفيق بالخصوص إلى دور الطُّـرق الصوفية، التي يبلغ تعدادها 72، وهي تمثل منظمات ثقافية ودينية في الوقت نفسه كما تساهم في استقرار البلاد.

مواصلة الحوار

الوزير السويسري للشؤون الداخلية أجرى في اللقاء الذي جمعه بأحمد أخشيشين، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي “تبادلا مهما جدا للآراء حول المدرسة وتأثيرها على المجتمع”.

وفي ردّه على سؤال طرحه صحفي مغربي حول احتمال إبرام اتفاق بين سويسرا والمغرب، أجاب السيد كوشبان بأنه “لا معنى لإبرام اتفاق بين وزارات، إذا لم يكن سيتجسد بعد ذلك”، وأشار السيد كوشبان إلى أنه يؤيّـد في المقابل، مواصلة الحوار، وقد وجّـه بالمناسبة دعوة إلى السيد أخشيشين لزيارة سويسرا، كي يتمكن من التعرف على النظام التربوي في الكنفدرالية.

سويس انفو مع الوكالات

يبلغ تعداد سكان المملكة المغربية حوالي 33 مليون شخص.

في عام 2006، بلغ عدد المواطنين السويسريين المقيمين في المغرب 1050 شخصا، في حين بلغ عدد المغاربة المقيمين في سويسرا 7031 شخصا.

في عام 2006، بلغت قيمة الصادرات السويسرية إلى المغرب 283،9 مليون فرنك.

في المقابل، بلغت قيمة الوردات المغربية 169 مليون فرنك.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية