مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 تجارة الماس تغادر سويسرا…

Keystone

عملا بتوجيهات الأمم المتحدة لمكافحة استغلال الماس لتمويل الصراعات الدامية في بعض بلدان القارة السمراء، تجازف سويسرا نهائيا بخسارة دورها كمركز دولي لتجارة الماس الخام.

تقول الدائرة الفدرالية للشؤون الجمركية، إن واردات الماس الخام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لم تزد على سبعة عشر مليون فرنك سويسري، بينما لم تزد الصادرات على عشرين مليون فرنك لنفس الفترة. وتعتبر هذه المقادير متواضعة بالمقارنة مع معدل للواردات فاق المليارين ونصف المليار فرنك، وصادرات قاربت أربعة مليارات وثلات مائة مليون فرنك، لكل ثلاثة أشهر من عام ألفين وواحد.

ويقول الناطق بلسان الدائرة الفدرالية للشؤون الاقتصادية: إن تجارة الماس تراجعت فجأة إلى جزء واحد على ثلاثين مما كانت عليه في العام الماضي، نتيجة التصدي لما يوصف “بالتجارة القذرة” بالماس الخام لتمويل الصراعات الأهلية في عدد من البلدان الإفريقية الثرية بمناجم الماس، مثل سيراليون وأنغولا.

تشديد الاجراءات ضد غسل الماس القذر!

فقد شددت سويسرا الرقابة على الممارسات التجارية المشبوهة بإصدار توجيهات تطالب سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، خاصة في البلدان الإفريقية بالحرص والحذر من تجار الماس، بعد تنديد خبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان قبل عامين تقريبا، باستغلال عوائد الماس الخام لتمويل الصراعات الأهلية الدامية.

وعلى ضوء هذه التطورات أعلن قسم تسويق الماس التابع لمجموعة “دو بيرز” (De Beers) التي تسيطر على ثلثي الأسواق العالمية للماس في أواخر العام الماضي، عن تحويل مركزه الأوروبي الرئيسي للتجارة بالماس الخام من مدينة لوسيرن بسويسرا إلى لندن.

وهكذا فقدت لوسيرن مكانتها الطلائعية في تجارة الماس، لصالح لندن أو Anvers البلجيكية لمد الأسواق الدولية، خاصة السوق الإسرائيلية بالماس الخام. وقد أدت هذه التطورات لتقلص صادرات الماس ومعدات صقله من سويسرا إلى إسرائيل، بأكثر من ستين في المائة منذ مطلع العام، لتستقر بحدود مائة وستين مليون فرنك سويسري.

تهريب الماس يخل بالسلم في القارة السمراء

ولا تستبعد الأوساط المطلعة أن مجموعة “دو بيرز” قد تخلت عن مركز لوسيرن بسبب الإجراءات الجمركية الصارمة التي فرضتها سويسرا على تجارة الماس الخام، تضامنا مع حملة الأمم المتحدة ضد استغلال الماس ومناجمه، كمصادر لتمويل المتمردين في البلدان الإفريقية المعنية التي يعيش سكانها في حالة بائسة وذعر دائم.

وجدير بالذكر أن مثل هذا التضامن مع الأمم المتحدة كان قائما قبل أن يوافق الناخبون السويسريون في مطلع مارس الماضي على انضمام سويسرا للعضوية الكاملة في منظمة الامم المتحدة، لا بل ويعتبر هذا التضامن مع العقوبات الدولية منذ بعض الوقت، جزأ لا يتجزأ من السياسات السويسرية حيال إحلال السلام في العالم.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية