مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“حركة تكتيكية” … تنتظر مقابلا

الشرطة الفلسطينية في مواجهات مع مؤيدين لحركة حماس في قطاع غزة Keystone

وصفت اسرائيل قرار حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بتعليق هجماتها ضد اسرائيل بانه "حركة تكتيكية" تهدف إلى وقف الحملة التي يشنها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ضد أعضائها.

التصريح الاسرائيلي الذي جاء على لسان جدعون مائير وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية قد يدل على أن حكومة تل أبيب تشكك في نوايا جميع الاطراف الفلسطينية، حيث اشار مائير إلى أن السلطة الفلسطينية برئاسة عرفات اتفقت مع حماس على ارجاء الحملة التي تشنها السلطة على الحركة في مقابل وقف مؤقت للهجمات داخل اسرائيل، وذلك على الرغم من أن بيان حركة حماس كان واضحا بأنها اوقفت عملياتها حتى اشعار آخر “حفاظا على وحدة الصف الفلسطيني”.

في الوقت نفسه صرح مسؤولون في مستشفيات فلسطينية عن مصرع شخصين واصابة اربعين آخرين جرحوا يوم الجمعة خلال معركة شرسة جرت بين الشرطة الفلسطينية ونشطين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي في مخيم جباليا بقطاع غزة.

وذكروا ان عربات الاسعاف نقلت ما لا يقل عن 40 جريحا بعد ان تبادل ناشطو حماس والجهاد الاسلامي النار مع الشرطة الفلسطينية في المخيم.

ولم يتضح على الفور ما اذا كان الجرحى من المقاومين او من الشرطة او من سكان المخيم، حيث اندلعت المعركة بعد تشييع جنازة صبي قتل خلال اشتباكات يوم الخميس بين الشرطة ونشطين في مخيم جباليا.

وصرح شهود في مخيم جباليا ان مسلحين تحصنوا خلف المباني وتبادلوا اطلاق النار مع رجال الشرطة الفلسطينية الذين انبطحوا ارضا قرب مقر قيادة امني.

ميدانيا اعادت الدبابات الاسرائيلية يوم الجمعة احتلال مواقع في مدينتي نابلس وطولكرم بالضفة الغربية كانت قد انسحبت منها في وقت سابق يوم الخميس. وادانت السلطة الفلسطينية هذه الخطوة بوصفها تقويضا لجهود اعادة الهدوء.

مساندة من ناحية وشجب وتنديد من أخرى

على صعيد آخر ساندت الجمعية العامة للامم المتحدة الدور الحيوي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الجهود الدبلوماسية لانهاء 15 شهرا من المواجهات العنيفة حيث اجتمعت في جلسة طارئة دعي الى عقدها بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” يوم السبت الماضي لمنع مجلس الامن من اصدار قرار ينص على ان السلطة الفلسطينية ضرورية لعملية السلام.

كما شدد قرار وافقت عليه الجمعية العامة يوم الخميس علي ان حكومة عرفات “لاتزال الطرف الشرعي الذي لا غنى عنه للسلام ويجب حمايته تماما”، ووصف القرار الذي يطابق تماما القرار الذي اعترضت عليه واشنطن بحق النقض الفيتو المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية بأنها “غير شرعية وعقبة في طريق السلام.” وقد أجيز القرار بموافقة مائة وأربعة وعشرين عضوا واعتراض ستة وامتناع خمسة وعشرون عن التصويت.

وفي القاهرة انتقد وزراء الخارجية العرب الولايات المتحدة في ختام اجتماع طاريء يوم الخميس لانحيازها الي اسرائيل وشجبوا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لقطعه الاتصالات مع القيادة الفلسطينية.

واعرب اجتماع الجامعة العربية الذي طلب الفلسطينيون عقده بعد تصاعد العنف في الشرق الاوسط عن مساندته لعرفات في مواجهة السياسات الاسرائيلية.

وفي واشنطن عقد وزير الخارجية الامريكي كولن باول مباحثات مع مبعوثه انتوني زيني بشأن مصير مهمته للسلام من اجل التوصل الي هدنة بين اسرائيل والفلسطينيين، وكان زيني قد استدعي من المنطقة بعد تصاعد المواجهات الفلسطينية الاسرائيلية العنيفة مما افسد جهوده لصنع السلام.

توقعات مختلفة

وفي حديث مع “سويس أنفو” يرى السيد عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن أن الخناق اشتد على السلطة الفلسطينية كما أشار إلى ان حماس حرصت على عدم الانجرار إلى حرب أهلية فلسطينية، ووصف قرارها بوقف العمليات خطوة إيجابية لمنع حدوث مثل هذه الحرب في المقابل يرى أن مرحلة الهدوء ستكون اختبارا للطرفين للسلطة وشارون لمعرفة ما ستسفر عنه مرحلة الهدوء.

سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية