مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“سويس إير”: في قفص الاتهام البلجيكي

مأساة سويس إير لم تنته بعد Keystone

غطت الكارثة التي حلت مساء السبت بإحدى طائرات "كروس إير" المرشحة لتحل محل "سويس إير" كالخطوط الجوية الوطنية السويسرية الجديدة، على خبر أفاد ليلة الجمعة بأن الحكومة والخطوط الجوية البلجيكيتين، رفعتا عددا من الشكاوي ضد "سويس إير" أمام محكمة الجنايات الأوروبية في بروكسل.

تطالب الحكومة البلجيكية و”صابينا” مجموعة “سويس إير” بتعويضات تقارب المليار ونصف المليار فرنك سويسري.
وتملك مجموعة “سويس إير” التي انهارت إثر الخسائر القياسية لعام ألفين الماضي دون الإعلان عن الإفلاس رسميا حتى الآن، تسعة وأربعين ونصف في المائة من رأسمال الخطوط الجوية البلجيكية “صابينا” المفلسة رسميا، مقابل أغلبية تبلغ خمسين ونصف في المائة للحكومة البلجيكية.

وبسبب انهيار المجموعة الأم “سويس إير” وقوانين مكافحة الاحتكارات في الاتحاد الأوروبي لم تجد الخطوط الجوية البلجيكية “صابينا” مفرا من الإعلان عن الإفلاس في أواسط الشهر الجاري، بعد قطع الأمل في أية حقن مالية تساعدها على البقاء، سواء من جانب “سويس إير” أو الحكومة البلجيكية.

الحكومة البلجيكية تلجأ للمحكمة هذه المرة

وكانت الأزمة المالية الحادة التي عرفتها “سويس إير” منذ مطلع العام قد وضعت الخطوط الجوية البلجيكية في مأزق مالي حرج للغاية، حمل الحكومة البلجيكية في أكتوبرـ تشرين الأول على تهديد مجموعة “سويس إير” بجرها أمام المحكمة في بروكسل، دون تنفيذ هذه التهديدات حينذاك.

ويبدو في هذه الأثناء أن ضغوط الرأي العام في بلجيكا خاصة الضغوط النقابية، قد تصاعدت إلى درجة لم تترك للحكومة البلجيكية أي خيار آخر سوى اللجوء إلى الحكمة في بروكسل بعريضة من الاتهامات والشكاوي ضد “سويس إير” بصفتها المسؤولة أولا وأخيرا عن إفلاس “صابينا”.

وحسب البيان الذي صدر ليلة الجمعة عن الحكومة البلجيكية، تتضمن هذه الاتهامات ضد “سويس إير” ، سوء الإدارة والاحتيال وعدم الإيفاء بالإلتزامات والاتفاقيات مرتين، الأولى في مطلع العام الجاري ،والثانية في أواسطه.

فقد تعهدت “سويس إير” في ينايرـ كانون الثاني من هذا العام بزيادة حصتها في “صابينا” من تسعة وأربعين ونصف إلى ثمانين في المائة، مما كان سيعود على الخطوط الجوية البلجيكية بحقنة مالية جديدة تبلغ خمسمائة وثلاثين مليون أويرو.

“سويس إير” تعد بما لا تملك من تمويل !

لكن خسائر “سويس إير” القياسية التي زادت على ثلاثة مليارات فرنك سويسري لعام ألفين، وضغوط البنوك التجارية المشاركة في عملية إنقاذ “سويس إير” بالذات من الإفلاس، حالت جميعا دون الإيفاء بهذا الاتفاق الأول الذي أُستبدل باتفاق آخر في يونيوـ حزيران، تتعهد “سويسر إير” بموجبه باستثمار مائتين وخمسين مليون أويرو في صابينا.

وحينما لم تتمكن “سويس إير” مجددا من الإيفاء بالاتفاق الثاني، لم تجد الخطوط الجوية البلجيكية مفرا من إعلان الإفلاس في الأسبوع الماضي، لدى رفض لجنة مكافحة الاحتكارات الأوروبية لخطط الدولة البلجيكية لإنقاذها من الغرق.

وعلى ضوء رفع الشكاوي ضد “سويس إير” في بروكسل، أعلن المسؤولون في بيرن وفي الخطوط الجوية السويسرية أن القضاة في سويسرا ينظرون حاليا في صلاحية أو عدم صلاحية هذه الشكاوي البلجيكية ضد “سويس إير” وقد يحسمون في هذا الأمر في وقت ما الأسبوع القادم.

ويقول بعض المراقبين لهذه التطورات في كل من بلجيكا وسويسرا: إن الحكومة البلجيكية تحاول بهذه الدعوى القضائية ضد “سويس إير”، التهرب من مسؤولياتها كصاحبة الأغلبية في “صابينا”، قاطعة الطريق على لجنة التحقيق البرلمانية التي تشكلت في بلجيكا بالذات، لتحديد مسؤولية الحكومة في إفلاس “صابينا”.

جورج انضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية