مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“كل الحقائق المتوافرة .. تشير إلى أنه حادث”

عمال الأنقاذ يرفعون بقايا من أجزاء الطائرة المنكوبة من منزل إثر إصطدامها بمنطقة سكنية Keystone

أكد مسؤولون أمريكيون على أن سقوط طائرة إيرباص الأمريكية يوم أمس في مدينة نيويورك هو في الغالب حادث تسبب فيه خلل ميكانيكي. نيويورك بدأت تفيق من وقع الصدمة الجديدة بعد شهرين فقط من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها، و أسواق المال اهتزت قليلا بسبب الحادث، ولعل المتضرر الأساسي سيكون قطاع الطيران.

“كل الحقائق المتوافرة لدينا حاليا … تدل على أننا نتقدم بشكل مناسب تجاه التعامل مع سقوط الطائرة على أنه حادث”. هكذا أكد ماريون بلايكي، رئيس مجلس سلامة الطيران الوطني الأمريكية في مؤتمر صحفي ُعقد بعد ثلاث عشرة ساعة من سقوط طائرة الأيرباص التابعة للخطوط الجوية الأمريكية في منطقة سكنية في بحي كوينز بمدينة نيويورك.

فقد أستمع المحققون إلى تسجيلات كابينة الطائرة التي ُعثر عليها في وقت لاحق وتم إرسالها إلى واشنطن للتحليل وأظهرت أن مساعد الطيار كان متوليا جهاز القيادة، وهو الأمر، الذي أعتبره المسؤولون أمرا طبيعيا. لكن البحث لازال جاريا عن التسجيلات الخاصة ببيانات الطائرة، والتي قد تقدم معلومات قيمة عن أسباب تحطم الطائرة.

وكانت الطائرة الأمريكية المتوجهة إلى سان دومينغو في جمهورية الدومينكان قد تحطمت بعد لحظات قليلة من إقلاعها صباح الاثنين من مطار جون كيندي، وتسببت في مقتل كل ركابها الذي بلغ عددهم مائتين وستة وأربعين وطاقمها المكون من تسعة أشخاص، كما أدت إلى جرح عشرات الأشخاص ممن اصطدمت الطائرة بمنازلهم.

خلل ميكانيكي؟

رغم سعى سلطات الطيران الأمريكي عدم القفز إلى النتائج حول مبررات الحادث، فإن البعض يشير إلى إمكانية أن يكون خلل ميكانيكي في محركات الطائرة هو المتسبب فيما حدث. فقد حذرت الإدارة الفيدرالية للطيران قبل شهر فقط من أن دراسة أجرتها حول المحركات الكهربائية العامة CF6 المتواجدة في هذا النوع من الطائرات أظهرت الحاجة إلى ضرورة إجراء عملية فحص دورية وإلزامية، لاسيما وأنها، أي الدراسة، إعتبرت المشكلة القائمة “وضعا غير آمن” قادر على الإضرار بالطائرة. غير أن المعروف أن الأخطاء الموثقة والمعروفة عن هذه المحركات لم تتسبب من قبل في خسارة أرواح بشرية.

كما حذر السيد بلاكي، رئيس مجلس سلامة الطيران المدني، من ربط الحادث بالمحركات الكهربائية العامة، قائلا:”لازال الوقت مبكرا للغاية” لفعل ذلك، “لكننا ننظر في هذا الاحتمال” أيضا.

نيويورك تكاد تتنفس الصعداء

تراجع احتمال أن يكون مبرر سقوط الطائرة عملا إرهابيا جعل سكان نيويورك، وربما الولايات المتحدة بأسرها، تكاد تتنفس الصعداء. فبسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية كانت القناعة السائدة في الساعات الأولى من سقوط الحادث أن البلاد اُستهدفت من جديد. وهي القناعة التي دفعت بوزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون إلى إرسال طائرات حربية نفاثة لتحلق فوق البلاد بأسرها في تغطية دفاعية تحسبا لأي هجوم، إضافة إلى إغلاق مطارات وجسور وأنفاق مدينة نيويورك.

كما أن عمدة مدينة نيويورك رودولف جيولياني صرح أنه طلب من الرئيس الامريكي جورج بوش أن يوفر حماية جوية للمدينة إثر الحادث مباشرة. السيد جولياني اوضح بعد ذلك ان ما حدث دعم حالة التأهب القائمة في البلاد، وأن هذا أمر طبيعي “لأن علينا دائما أن نتوقع الأسوأ”. لكنه عاد وقال:”وعندما تمكنا من جمع كل المعلومات، عدنا إلى حالتنا الطبيعية”، وذلك في إشارة على مايبدو إلى الإقتناع المتزايد بأن سبب الحادث ميكانيكي.

الأسواق المالية

تأثرت الأسواق المالية بصورة طفيفة بما حدث يوم أمس. فقد انخفضت أسعار الأسهم والدولار عند وصول خبر سقط الطائرة وتصاعد التكهنات بأن يكون العمل إرهابيا، لكنها عادت بعد ذلك وارتفعت بعد تراجع هذا الاحتمال.

فقد شهدت الأسواق المالية يوم أمس خسارة، حيث أقفلت عمليات التعامل يوم أمس بخسارة للداوجونز مقدارها 53.63 نقطة، أو نحو 0.56 %، وذلك بعد أن انخفاضه على مدى اليوم بمقدار 2%. كما شهدت الأسواق الأوروبية المالية خسارة مقدارها 2%، وفي زيورخ بالتحديد تراجعت مؤشر SMI بمقدار 1.75%.

رغم ذلك فلعل الخاسر الأكبر من حادث الأمس سيكون قطاع الطيران، الذي شهد في الآونة الأخيرة نكسات وهزات قوية إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية وتراجع إقبال الركاب على استخدام الطائرات كوسيلة للتنقل. فسقوط الطائرة يوم أمس قد يؤدي إلى تفاقم حالة الذعر القائمة حاليا وانعكاسها بصورة مدوية على صناعة الطيران.

سويس إنفو والوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية