مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 مبارك في جنيف: آليات التنفيذ ضرورية!

الرئيس مبارك يؤكد في جنيف على ضرورة وضع جدول زمني وآلية تنفيذ للمقترحات الامريكية الخاصة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي Keystone

زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى جنيف منذ يوم الجمعة لم يعلن عنها مسبقا، ووصفت بالخاصة. لكن رغم ذلك، فان تطورات الشرق الاوسط كانت حاضرة بقوة في هذه الزيارة، التي عاد خلالها مبارك العاهل السعودي ورئيس الامارات.

يعتقد الرئيس المصري محمد حسني مبارك ان المباحثات التي اجراها وزراء الخارجية العرب مع اللجنة الرباعية والمسؤولين الامريكيين، وفي مقدمتهم الرئيس جورج بوش، هي بمثابة تاكيد “لما كنا نقوله في كامب ديفيد”. غير ان الرئيس المصري يرى ان “تحقيق النتائج مرهون بوضع جدول زمني وبآلية للتنفيذ”.

بالفعل، تحولت زيارة المجاملة التي زار خلالها مبارك الملك فهد بن عبد العزيز والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، المتواجدين في جنيف للعلاج، الى زيارة عمل بعد وصول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قادما من واشنطن حيث شارك مع وزيري خارجية الاردن ومصر في المحادثات مع اللجنة الرباعية وادارة جورج بوش حول تصوراتها لحل نزاع الشرق الأوسط.

وكانت مأدبة العشاء التي أقامها مساء الجمعة العاهل السعودي بقصره في جنيف على شرف الرئيس مبارك، وحضرها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بمثابة تقييم مشترك لمبادرة الرئيس بوش التي تبنتها اللجنة الرباعية في نيويورك وتقييم للتحرك العربي الذي تم عبر وزراء الخارجية المصري والسعودي والأردني.

 تغيير في الموقف لكن يحتاج إلى آلية تنفيذ

وفي أول تعليق للرئيس المصري حسني مبارك على الموقف الأمريكي الذي صادقت عليه اللجنة الرباعية التي تضم الى جانب الولايات المتحدة، الاتحاد الأوربي وروسيا والأمم المتحدة، اعتبر مبارك “أن الرئيس الأمريكي قد أيد ما كنا نقوله في كامب دافيد”. وخص بالذكر حرص الرئيس الأمريكي على إقامة دولتين.

لكن الرئيس المصري وضع الإصبع على الأهم في مبادرة الرئيس الأمريكي او بالأحرى ما ينقصها بقوله “أعتقد أنه عندما يوضع جدول زمني أو آلية للتنفيذ، فإن ذلك سيعطي بشائر جيدة”.

ويبدو أن تحديد آليات التنفيذ هو ما لم تفلح اللجنة الثلاثية لوزارء الخارجية العرب في إقناع الرباعية او الجانب الأمريكي به في الوقت الحالي، وهو ما يُستخلص من تصريحات وزير الخارجية المصري، احمد ماهر، الذي شارك في اجتماعي نيويورك وواشنطن، والذي صرح أن الجانب العربي لا زال يصر على تحديد آليات التنفيذ والمطالبة بالربط بين تنفيذ الالتزامات من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

 تمسك مبارك بدعم عرفات

وعلى الرغم من حديث البعض عن البحث عن منصب رمزي او فخري للرئيس الفلسطيني، لتلبية رغبات واشنطن وتل أبيب في إبعاده عن مراكز القرار، يرى الرئيس حسني مبارك “أن لا خيار غير دعم رئيس منتخب من قبل شعبه”. وأضاف الرئيس المصري “إذا كنا نؤمن بالديموقراطية، فعرفات منتخب ديموقراطيا تماما كما هو الحال بالنسبة لشارون المنتخب من قبل شعبه”.

وما يمكن استنتاجه من التقييم العربي الاولي للمساعي الامريكية، يمكن تلخيصه في عبارة معلّق جريدة لوموند الفرنسية، روبير مالي الذي يرى “أن البراغماتية العربية والأوربية تفرض، ضرورة الالتزام بقواعد اللعبة من أجل البقاء في لعبة الأمريكيين”.

وقواعد اللعبة الأمريكية تحكمها معطيات انتخابية ومصالح حيوية واستراتيجية تتجاوز يكثير النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والحقوق المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة. وهذه القواعد هي التي روجت لها اللجنة الرباعية وحاولت اقناع الموفدين العرب بضرورة الالتزام بها، وهو ما يقود إلى التساؤل حول مصير مبادرة ولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز، التي تبنتها قمة بيروت وحولتها الى مبادرة عربية.

هنالك اجماع بين المحللين على ان هذه المبادرة قد سقطت تماما من حسابات الادارة الامريكية التي يبدو ان اهدافها المتوسطة المدى في منطقة الشرق الاوسط ابعد من تهدئة او تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية