مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 معرضٌ “البدون”…

سبق وان شهدت العاصمة الفدرالية برن مظاهرة وطنية لفائدة المقيمين غير الشرعيين في سويسرا يوم الرابع والعشرين من نوفمبر عام 2001 Keystone Archive

تحت شعار "Expo 2%" تتوقف الحملة الجديدة للمُقيمين غير الشرعيين في سويسرا لمدة أسبوع في مدينة فريبورغ. وتهدف الحملة من خلال تنظيم معارض ومهرجانات موسيقية إلى جلب الانتباه لقضية تخص 2% من سكان سويسرا. برن سيكون لها نصيب أيضا من ثورة من يطلق عليهم "البدون"..

تصل إلى مدينة فريبورغ يوم الأحد مجموعةُ من أطلق عليهم العام الماضي “البِدُون” أي المُقيمون بدون أوراق هوية شرعية في الكنفدرالية. ويعدُّ توقف المجموعة في مدينة فريبورغ مناسبة أيضا لإحياء الذكرى الأولى لكفاح هذه المجموعة من أجل تقنين وضعيتها والذي بدأ داخل كنيسة سان بول في فريبورغ التي احتمى فيها عشرات المقيمين غير الشرعيين يوم الرابع من يونيو 2001.

اسم حملة « Expo 2% » سيشد انتباه المواطنين بلا شك في سويسرا نظرا لتشابهه مع اسم المعرض الوطني السويسري « Expo 02 » الذي فتح أبوابه للجمهور بعد طول انتظار وتشويق يوم الخميس السادس عشر من هذا الشهر. تشابه الأسماء قد يحدث خلطا للوهلة الأولى وهو أمر مدروس ربما للفت الانتباه وحمل الجمهور على التوقف للحظات والتأمل في نسبة 2% من سكان الكنفدرالية المُقيمين بصفة غير شرعية في البلاد.

ويقول الساهرون على تنظيم الحملة إن هذه التظاهرة ثقافية وسياسية في نفس والوقت وأنها تهدف إلى الترويج لمطالب مجموعة “البدُون” وعلى رأسها تسوية جماعية لأوضاعهم ورفض مشروع قانون جديد خاص بالأجانب وإعادة تقييم شروط الحياة والعمل.

وتنطلق فعاليات الحملة بحفل موسيقي للمغنية نينا ديميتري لتدشين معرض المصور بيير ايف ماسو الذي تابع مختلف مراحل ثورة “البدون”. وبعد الحفلات والمعارض التي تشهدها مدينة فريبورغ بهذه المناسبة لمدة اسبوع كامل ستنتقل حملة « Expo 2% » الى مدن سويسرية أخرى من أبرزها بيين وزيرويخ.

 ممثلو”البدون” في سويسرا وأروبا سيجتمعون في برن

ويتزامن توقف الحملة في فريبروغ في نهاية الاسبوع الجاري مع تنظيم مظاهرة هامة في العاصمة الفدرالية برن يشارك فيها ممثلو “البدون” في اثني عشر بلدا أوربيا استجابة لنظرائهم في سويسرا. وتشرح ساندرا موديكا العضوة في الحركة السويسرية “للبدون”، أن هذا اللقاء سيسمح بتقييم وضع المقيمين غير الشرعيين في الدول المجاورة بالاضافة الى كونه مناسبة لتذكير الحكومة السويسرية بأن عددا من الدول الأوربية قامت خلال السنوات الماضية بتسوية وضعية عدد كبير من المهاجرين السريين دون إحداث تغيير جذري في سياستها المتعلقة بالهجرة.

وتمت هذه الإجراءات مؤخرا في كل من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وهولندا وبريطانيا وبلجيكا وفرنسا وحتى اليونان. وقامت فرنسا على سبيل المثال عام 1997 بإعطاء المهاجرين السريين فرصة الحصول على أوراق الإقامة الشرعية شرط تقديم طلب بهذا الخصوص قبل أجل معين والاستجابة لمعايير مُحددة فيما يتعلق بفترة الإقامة والنشاط المهني. وكانت إيطاليا قد أقدمت على نفس الإجراء عام 1996. أما اليونان فقننت وضع حوالي 350000 من المهاجرين السريين عام 1991 تحت ضغوط النقابات العمالية.

غير أن سويسرا تظل مُتصلبة عندما يتعلق الأمر بملف المقيمين غير الشرعيين على أراضيها. فبعد أشهر من احتلال “البدون” لكنائس ومقرات عامة في فريبورغ ولوزان وبرن وبازل، غاب ملف “البدون” عن ساحات الجدل الوطنية على الرغم من تعاطف الجمهور مع أصحاب هذه القضية خاصة في مناطق سويسرا الروماندية المتحدثة بالفرنسية.

وقد رفضت غرفتا البرلمان السويسري في نوفمبر الماضي وبكل بساطة الخوض في المسألة واعتبرتها “مشكلة إقليمية”. لكن حركة “البدون” لم تستسلم وهاهي تعود بقوة إلى قلب العاصمة الفدرالية في نهاية الأسبوع. فماذا ستقول برن؟

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية