مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“أسطول الحرية 2” لفك الحصار عن قطاع غزة.. بمشاركة سويسرية وأمريكية!

تتوسط هويدا عراب من حركة "غزة الحرة"، يان هيرشمان ممثلة السفينة الأمريكية في "أسطول الحرية 2" (على يمينها) وإيندر ديميرتاس ممثل السفينة السويسرية أثناء الندوة الصحفية التي عقدت يوم 11 اكتوبر 2010 في جنيف. swissinfo.ch

عقدت المنظمات الأهلية المشاركة في حملة فك الحصار عن قطاع غزة، اجتماعا في جنيف وقررت إرسال الفوج الثاني من "أسطول الحرية" المتركب من 10 إلى 13 سفينة في ربيع 2011، من بينها سفينة سويسرية ستحمل شعار "معاهدات جنيف"، وأخرى أمريكية تحمل شعار "جرأة الأمل ".

وفي الإجتماع الذي عقد يومي 10 و 11 أكتوبر 2010 في جنيف شارك ممثلون عن منظمات أهلية داعمة للشعب الفلسطيني من كل من سويسرا وبريطانيا وإيرلندا وإيطاليا واليونان وتركيا وماليزيا وإندونيسيا والسويد والنرويج وفرنسا وإسبانيا والنمسا وبلجيكا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تصريحات لـ swissinfo.ch قالت هويدا عراب، رئيسة “حركة غزة الحرة” وعضوة الإئتلاف الذي سهر على تنظيم “أسطول الحرية الأول” وعلى التحضيرات الجارية لأسطول الحرية الثاني: “بالإضافة للإعداد لإرسال الأسطول الثاني إلى غزة تهتم الحملة الدولية لفك الحصار عن غزة بالعمل المباشر الذي نريد من خلاله القول أننا لا ننوي ترك إسرائيل تقوم بما تفعله في الشعب الفلسطيني بدون أن نتحرك، ونقوم في نفس الوقت بممارسة الضغط السياسي على دولنا”.

“أسطول الحرية 2”.. قريبا

في إطار مجهودات “الحملة من أجل فك الحصار” أعلن المشاركون في اجتماع جنيف عن اعتزامهم إرسال الأسطول الثاني قريبا، لكن بدون الإعلان عن موعد محدد بل اكتفوا بالتلميح الى أن ذلك سيكون “في غضون ربيع عام 2011”.

وقالت هويدا عراب: “نحن سعداء لكون هذا الإعداد تم في سويسرا وبمشاركة إخواننا السويسريين وبمشاركة من أمريكا ومن عدد من الدول، سبعة منهم من المشاركين الجدد وهذا يشير الى تنامي الإقبال على المشاركة خصوصا وأننا ننوي تعزيز التجنيد داخل كل دولة لإرسال رسالة قوية لدولنا ولإسرائيل”.

وإذا كانت المعلومات الحالية تتحدث عن مشاركة ما بين 10 و 13 سفينة في أسطول الحرية 2، فإن موعد الانطلاق حسب كما تقول هويدا عراب “سيكون في ربيع 2011 على الرغم من أننا على أتم الاستعداد للإنطلاق منذ الشهر القادم وهذا لأننا نرغب في أن يكون ذلك متزامنا مع التحرك الشعبي على مستوى الشارع لأن ذلك سيعطي لتحرك السفن معنى وتأثيرا أقوى”.

“معاهدات جنيف”.. سفينة سويسرية

المنظمات السويسرية المشاركة ضمن “أسطول الحرية 2” ستكون ممثلة بسفينة سويسرية سترفع شعار “معاهدات جنيف” ويكون على متنها برلمانيون سويسريون إلى جانب صحفيين وممثلين لمنظمات أهلية سويسرية.

وفي معرض شرحه لأسباب المشاركة السويسرية، يشير ناتان فينكلشتاين، ممثل السفينة السويسرية في تحالف أسطول الحرية والعضو في منظمة المساعدة الطارئة السويسرية الفلسطينية في تصريح لـ swissinfo.ch إلى أن ذلك يأتي “للتعبير عن كفاحنا من أجل احترام حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي. تحركنا لا يعني أننا ضد إسرائيل أو أننا مع الفلسطينيين، بل لأننا نعتبر أن هناك قوانين وأن على الجميع احترام تلك القوانين. فالشعب الفلسطيني من حقه تقرير مصيره ولا يُعقل أن تظل إسرائيل فوق القانون”.

من جهة أخرى، تمكنت المنظمات السويسرية المشاركة من جمع قسم من الأموال الضرورية عن طريق التبرعات. ويقول ناتان فينكلشتاين: “لقد حجزنا السفينة بالفعل ونحن بصدد مواصلة جمع الأموال من أجل التمكن من شرائها نهائيا مع موفى عام 2010”.

ولدى سؤاله عن مكونات السفينة السويسرية التي ستشارك في أسطول الحرية الثاني، أجاب السيد ناتان قائلا: “بإمكان السفينة السويسرية أن تنقل 45 شخصا (ينتظر أن) يكون من بينهم 15 برلمانيا و 15 صحافيا و15 من ممثلي منظمات المجتمع المدني”.

وفي تصريحه لسويس إنفو يقول الممثل البرلماني الاشتراكي عن مدينة جنيف في المجلس الوطني ، الطبيب جون شارل رييل” أنا سعيد كممثل برلماني عن مدينة جنيف لكون سويسرا ستشارك بباخرة ستحمل شعار معاهدات جنيف وتذكر العالم بأن هناك قرارات قانونية دولية تقضي بان هذا الحصار يجب أن يُرفع وانه من غير المقبول الاستمرار في فرض حصار على شعب بأكمله”.

ويقول البرلماني السويسري الذي زار غزة مرتين” هناك استعدادات لمشاركة برلمانيين سويسريين في هذا الأسطول الثاني الذي سيعيد تذكير العالم بأن هذا الحصار لا مبرر له وان هناك قرارات دولية برفعه ويجب على إسرائيل أن ترضخ لذلك. وسنرى ماذا سيكون رد فعل إسرائيل”.

وعن اختيار حمل السفينة السويسرية لشعار “معاهدات جنيف”، يقول السيد ناتان فينكلشتاين “نعتبر أن سويسرا بحكم أنها راعية معاهدات جنيف عليها أن تتحرك أكثر من غيرها وأن تكون بمثابة القدوة. وهذا ما نحاول القيام به عبر الممثلين البرلمانيين. فعلى سبيل المثال زيارة وزير الدفاع السويسري الحالية لإسرائيل هي بمثابة فضيحة وعار وتحرك معارض لاتفاقيات جنيف. لذلك نعتبر ان إرسال سفينة تحمل العلم السويسري وشعار معاهدات جنيف سيكون بمثابة المثل الجيد”.

مشاركة مرتقبة لشخصيات يهودية أمريكية

في السياق نفسه، تشارك سفينة من الولايات المتحدة الأمريكية ضمن أسطول الحرية 2 ستحمل شعار”جرأة الأمل” في إشارة الى الكتاب الصادر حول سياسة الرئيس باراك أوباما.

وفي حديث مع swissinfo.ch قالت يان هيرشمان، ممثلة السفينة الأمريكية: “مقابل قيام الولايات المتحدة بتعزيز علاقات التعاون مع إسرائيل التي ترتكب باستمرار جرائم ضد الشعب الفلسطينيين من خلال مصادقة الكونغرس الأمريكي على تقديم مساعدات عسكرية بما يفوق 30 مليار دولار خلال السنوات القادمة، نريد نحن عبر هذه السفينة التي ستحمل شعار “جرأة الأمل” إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من أجل كسر الحصار المفروض ولدعم احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي”.

من جهته، قال ناتان فينكلشتاين، مسؤول السفينة السويسرية في الحملة “إن المشاركة الأمريكية حتى وإن كانت سوف لن تثني الإسرائيليين عن ممارسة العنف حيث قتلوا في الأسطول الأول مواطنا (من أصل تركي) يحمل الجنسية الأمريكية، فإنها ستكون مشاركة لها تأثيرها لأن المشاركين فيها من أصول يهودية يريدون الإحتجاج ضد ما تقوم به إسرائيل. وهذا أمر مهم لأن عدد اليهود الرافضين لما تقوم به إسرائيل قليلون. ففي سويسرا لا يتعدى العدد حوالي ستة أنفار”.

ويرى ناتان فينكلشتاين أن مشاركة هؤلاء اليهود رغم قلة عددهم “مهمة” لأن في ذلك “إدانة وتنديدا بما تقوم به إسرائيل التي تتذرع بأنها تتحدث باسم اليهود رغم عدم استشارتنا في ذلك”.

شكوى أمام محكمة لاهاي

على صعيد آخر وفي إطار التحرك على عدة محاور، تعتزم الحملة من أجل فك الحصار عن غزة تقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لملاحقة الجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا أعمال قتل وعنف ضد قافلة الحرية الأولى أسفرت عن مقتل تسعة من ركاب السفينة التركية “مافي مارمارا” في 31 مايو 2010.

وتقول هويدا عراب رئيسة حركة غزة الحرة: “بعد أيام سنقوم على المستوى القانوني بتقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وبعد حوالي أسبوعين سننظم مؤتمرا دوليا لمحامين من أكثر من عشرين دولة نناقش فيه كيف نتابع إمكانية تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة”.

وبدون التوسع في الكشف عن التفاصيل، تضيف هويدا عراب التي كانت تستقل إحدى سفن الأسطول الأول الذي اعترضته القوات الإسرائيلية قائلة: “إننا استخلصنا العبر من الهجوم الذي تعرضت له كل السفن وليس فقط سفينة “مافي مارمارا”، وسنحاول تفادي تكرار ذلك بإعداد أنفسنا ليس فقط للدفاع عن أرواحنا بل ايضا للدفاع عن سفننا”.

هو مجموعة من سِـتّ سُـفن تضم ثلاث سفن تركية وسفينتين من بريطانيا، إضافة إلى سفينة مشتركة بين كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت، كانت تحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وبرلمانيا وسياسيا، بينهم إعلاميون يمثلون وسائل إعلام دولية.

وقد جهزت القافلة وتم تسْـييرها من قِـبل جمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، ومتعاطفين مع شعبه.

انطلق أسطول السُّـفن من موانِـئ تابعة لدول مختلفة في جنوب أوروبا وتركيا، وكانت نقطة التقائِـها قُـبالة مدينة ليماسول، جنوب قبرص قبل أن تتوجّـه إلى القطاع مباشرة.

فجر يوم السبت 29 مايو 2010 أبحر الأسطول باتِّـجاه قطاع غزة محمّـلا بحوالي عشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات والمئات من الناشطين، لكن وحدات من قوات الكوماندوز والبحرية الإسرائيلية هاجمت أسطول الحرية 1 قبل دخوله إلى غزة فجر الاثنين 31 مايو 2010.

أسفر الهجوم عن مقتل 9 من المشاركين وجرح وإصابة قرابة 60 آخرين، ثم اعتقلت القوات الإسرائيلية بقية المتضامنين وأجرت معهم عدّة تحقيقات أمنية وقانونية، قبل أن تقرِّر إطلاق سراحهم جميعا عقِـب موجة الغضب التي سادت دول العالم وأدت إلى اندلاع عشرات المظاهرات المندِّدة والمحتجة على التصرفات الإسرائيلية والمطالبة بردع فوري للدولة العبرية.

تفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ يونيو 2006 بعد اختطاف الجندي جلعاد شاليط على حدود القطاع، وقد شددت الدولة العبرية حصارها هذا بعدما عززت حماس سيطرتها على القطاع في العام التالي.

في الأشهر الأخيرة، خففت اسرائيل بضغط من الاسرة الدولية الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة فسهلت دخول “مواد لاستخدام مدني” وذلك منذ الهجوم الدامي الذي شنته البحرية الاسرائيلية على “أسطول الحرية 1”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية