مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“إفريقيا بصدد إيجاد حلول إفريقية لمشاكلها الصحية”

غلاف التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية يوم 20 نوفمبر 2006 حول أوضاع الصحة في إفريقيا swissinfo.ch

في تقرير حول الأوضاع الصحية في إفريقيا، شددت منظمة الصحة العالمية على أن إفريقيا بصدد تطوير حلول محلية لمحاربة الأمراض والنهوض بقطاعها الصحي.

التقرير – وهو الأول من نوعه المخصص للمنطقة الإفريقية – يحلل بكثير من المعطيات الأوضاع الصحية في القارة السمراء كما يستعرض بعض التجارب الناجحة التي قد تعمم في وقت لاحق.

إذا كانت القاعدة عند الحديث عن الوضع الصحي في القارة الإفريقية، أن تسترعي الإهتمام كثرة المشاكل التي تعاني منها الدول الإفريقية واحتلالها المكانة الأولى من حيت ترتيب تفشي الأمراض وكثرة الوفيات، فإن التقرير الجديد الصادر عن منظمة الصحة العالمية والمخصص بكامله للأوضاع الصحية في إفريقيا لا يخرج عن هذا التقليد.

فهو لا يخفي أن القارة السمراء تعد أكثر مناطق العالم تفشيا لأمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسب إيدز أو سيدا. بحيث تشتمل لوحدها على 60% من جميع حالات الإصابة بينما لا تتعدى نسبة سكانها 11% من مجموع سكان العالم.

كما لا يُغفل أن 90% من جميع مرضى حمى المستنقعات او الملاريا البالغ عددهم في العالم ما بين 300 و 500 مليون شخص يوجدون في القارة السمراء.

كما أن القارة السمراء ما زالت تعرف أكثر نسبة وفيات بالنسبة للمرأة الحامل او بالنسبة للرضيع في سنواته الأولى وأن 19 من بين العشرين دولة التي لا زالت تعرف نسبة عالية من الوفيات في هذه الفئة هي دول إفريقية.

ويضاف الى كل هذه المشاكل الصحية أن القارة السمراء لا زالت تشهد تفشيا للعديد من الأمراض المعدية القاتلة وللكثير من الأمراض غير المنقولة والتي لا تقل خطورة عن الأولى. كما أن القارة السمراء تعاني في معظمها من أن نسبة الأشخاص الذين يتوفرون على مياه صالحة للشرب لا تتجاوز 58% وهو ما يضاعف من الأتعاب التي يواجهها القطاع الصحي في القارة، إضافة الى أمراض القلب والجهاز التنفسي والسكري وغيرها.

تجارب محلية ناجحة

لكن خاصية هذا التقرير الأول من نوعه، تتمثل في أنه لم يأت فقط لتعداد مشاكل القارة السمراء في القطاع الصحي، بل تطرق الى بعض التجارب الناجحة التي قامت بها بعض الدول الأمر الذي دفع معدي التقرير الى الخروج بخلاصة مفادها أن “إفريقيا بصدد إيجاد حلول إفريقية لمشاكلها الصحية”.

ففي أوغندا على سبيل المثال، سمح برنامج تكوين تقدمي تلقت فيه الممرضات تدريبا على القيام بعمليات كانت في السابق من اختصاص الأطباء فقط، باستفادة حوالي 50% من مرضى الإيدز بعلاج ثلاثي مما سمح لبعضهم بالبقاء على قيد الحياة.

وفي مالي، سمح تقاسم الأعباء المالية بين السكان والطوائف، بتجهيز 35 مركز طبي من بين الـ 57 التي يشتمل عليها البلد، بموظفين أكفاء ومدربين وقادرين على الإشراف على عملية توليد بل حتى القيام بعملية قيصرية في حالة الضرورة، مما سمح بانقاذ حياة الكثير من الأمهات الحوامل.

وفي رواندا، أدى تنظيم حملة واسعة للوقاية من حوادث المرور فرضت على راكبي الدرجات استعمال خوذة لغطاء الرأس وعلى راكبي السيارات استعمال حزام الأمان إلى تخفيض عدد ضحايا حوادث المرور بالربع خلال سنة واحدة.

وفي جنوب افريقيا، أدى استعمال “قطار الصحة” الى تمكين خريجي القطاع الصحي وطلبة الطب من الوصول إلى المناطق القروية النائية التي لم يكن يكتب لها الاستفادة من الخدمات الصحية مما سمح بعلاج أكثر من 500 ألف شخص وتقديم نصائح طبية لأكثر من 800 ألف آخرين.

وكما قال رئيس الاتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري، “تواجه القارة الإفريقية الأزمة الصحية الأكثر مأساوية في العالم، ولكن هذا التقرير يظهر جليا بأنه بالإمكان التوصل الى تجارب إفريقية إيجابية يمكن تعميمها لكي تستفيد منها دول أخرى”.

النظام الصحي الوطني.. هو المشكلة!

أما أهم خلاصة توصل إليها تقرير منظمة الصحة العالمية عن الوضع الصحي في القارة الإفريقية فتتمثل في أن “بلدانا فقيرة تمكنت من تحقيق تجارب إيجابية في مجال الرعاية الصحية”.

وهذا مرهون بالطبع بجدية النظام الصحي المتبع وحسن إدارته. وهو ما خصص له التقرير فقرة كاملة اعتبر فيها أن “أكبر تحد بالنسبة للقارة الإفريقية يكمن في إقامة نظام صحي قادر على تقديم العلاج الأساسي للمواطنين”، حيث أن الأنظمة الصحية في القارة السمراء تعاني بالخصوص من ضعفها وتدني مستوى تكوين إطاراتها وضعف تجهيزاتها وقلة تزويدها بالأدوية.

إضافة إلبى ذلك، تشكو بعض الدول من هجرة اليد العاملة المتخصصة في القطاع الصحي نتيجة لضعف الأجور أو لتعاظم الأعباء الناجمة عن بعض الأمراض.

لكن العنصر الأساسي لقيام نظام صحي ناجع، يظل رهين توفر الإرادة السياسية وهو ما ركز عليه قادة الاتحاد الإفريقي في العديد من مؤتمراتهم بحيث حثوا على ضرورة تخصيص ما بين 7 و 15 % من ميزانيتهم للقطاع الصحي. كما أن هناك رغبة في حسن إدارة المساعدات المقدمة من الدول المانحة وتعزيز التعاون بين القطاعين العمومي والخاص لخدمة صحة المواطن. وهناك مطالبة بضرورة التزام شفافية كبيرة في مجال إنفاق المساعدات المقدمة وإعداد برامج تستهدف قطاعات بحالها بدل بعثرة الأموال في العديد من القطاعات بدون جدوى.

أخيرا، يخلص التقرير الى ضرورة استفادة البلدان النامية من أخطاء البلدان المتقدمة كإهمال حملات الوقاية في قطاعات معينة مثل محاربة التدخين أو زيادة الرسوم المفروضة على السجائر، أو كثرة تركيز الملح في المواد الغذائية والترويج للتربية الصحية. وهي إجراءات في متناول الجميع إذا ما توفرت الإرادة السياسية لذلك.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

ازداد عدد حملة فيروس الأيدز في الإقليم الإفريقي المستفيدين من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بثمانية أضعاف، حيث ارتفع من 000 100 مستفيد في ديسمبر 2003 إلى 000 810 مستفيد في ديسمبر 2005.

إنّ أكثر من 90% من حالات الملاريا التي تحدث سنوياً في جميع أرجاء العالم، والتي يتراوح عددها بين 300 مليون و500 مليون حالة، هي من نصيب أفارقة معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة، غير أنّ غالبية الدول تتجه الآن صوب تحسين سياساتها العلاجية ذات الصلة.

لقد تم التخلّص من العمى النهري كإحدى مشكلات الصحة العمومية، ومكّنت جهود مكافحة الدودة الغينية من تخفيض عدد حالات هذا المرض بنسبة 97% منذ عام 1986. كما قاربت جهود مكافحة الجذام مستوى التخلّص من المرض- وهو عندما يقلّ عدد الحالات عن حالة واحدة لكل 000 10 نسمة في الإقليم.

تحرز معظم البلدان تقدماً جيداً في مجال توقّي أمراض الطفولة. فقد أوشكت جهود المكافحة على استئصال شلل الأطفال، كما تقوم 37 بلداً بتطعيم 60% أو أكثر من أطفالها بلقاح الحصبة. وقد انخفض مجموع وفيات الحصبة بأكثر من 50% منذ عام 1999.

السيشل 382
بوتسوانا 135
الغابون 130
جنوب إفريقيا 114
موريس 105
ناميبيا 101
الجزائر 71
غينيا الإستوائية 65
سوازيلاند 61
الرأس الأخضر 57
ساوتومي برينسيبي 29
ليزوتو 25
أنغولا 22
زبمباوبوي 14
موريتانيا 13
الكونغو 12
السنغال 12
الكاميرون 11
زامبيا 11
بينين 9
بوركينا فاسو 9
مالي 9
كوتديفوار 8
غامبيا 8
كينيا 8
تشاد 7
موزمبيق 7
تانزانيا 7
القمر 6
نيجيريا 6
إفريقيا الوسطى 5
غانا 5
مدغشقر 5
ملاوي 5
النيجر 5
………
الكونغو الديمقراطية 1

تجدر الإشارة إلى أن كلا من المغرب الأقصى وتونس وليبيا ومصر والسودان والصحراء الغربية لا تنتمي الى إقليم إفريقيا بمنظمة الصحة العالمية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية