مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“تاميفلو” تحت المجهر

تدخل دراسة الآثار الجانبية لعقار تاميفلو بشكل معمق في إطار الإستعدادات الدولية لمواجهة انفلوانزا الطيور، للتعرف على المخاطر المحتملة، قبل التوسع في إنتشاره Keystone

طالبت السلطات الصحية في أوروبا والولايات المتحدة، بضرورة دراسة الآثار الجانبية لعقار تاميفلو المقاوم للأنفلونزا بعناية فائقة، إذ من المحتمل أن تكون له أعراض جانبية خطيرة.

ويأتي هذا التحذير في أعقاب صدور تقارير طبية تفيد بأن التأثير على الحالة النفسية للمريض قد نكون من بين الأعراض الجانبية لتعاطي تاميفلو، وربما تؤدي على الوفاة.

أعلنت الوكالة الطبية الأوروبية إيمياEmea يوم الخميس 16 نوفمبر، أنها ترصد عن كثب جميع الأعراض الجانبية التي يسببها تناول عقار تاميفلو المضاد للإنفلونزا، وربطت بين حالات موت شابين وبين تناولهما لهذا العقار، حيث أفاد المتحدث بإسم الوكالة إلى وسائل الإعلام قائلا بأن هناك احتمال في وجود تأثير للعقار على الحالة النفسية والمعنوية.

لكن المتحدث المتحدث أضاف بأنه من المرجح أن يكون التأثير على الحالة المعنوية والنفسية راجع إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، نتيجة الإصابة بالحمى، لاسيما بين كبار السن أو الشباب في أعمار المراهقة والأطفال، لكنه من غير المعروف إن كان من قبيل المصادفة أن الضحيتين تناولا تاميفلو قبل موتهما.

ويتزامن هذا التصريح مع مطالبة السلطات الصحية في الولايات المتحدة لشركة روش السويسرية بتوضيح حقيقة العلاقة بين وفاة 12 طفلا في اليابان وبين تناول هذا العقار، في الوقت الذي أعلنت فيه الهيئة الأمريكية لمراقبة العقاقير والأغذية عن قلقها بسبب ظهور نوع من الخلل في حواس 32 شخصا تناولوا تاميفلوا، وبدأت تظهر عليهم أعراض غير طبيعية.

أعراض جانبية ولكن محدودة للغاية

ويتفق الخبراء الأوروبيون والأمريكيون على صعوبة الربط المباشر بين جميع تلك الحالات
وبين تناول تاميفلو، كما أعلنت شركة روش أنه لم يثبت ارتفاع معدلات الوفيات بشكل غير عادي مع بداية تداول تاميفلو، إلا أنه من الأفضل لجميع الأطراف إثارة هذا الموضوع الآن قبل فوات الأوان.

وقال المتحدث الإعلامي باسم روش بأن تاميفلو ليس عقارا جديدا، بل تم طرحه في الأسواق قبل 6 سنوات، وحصل على جميع التراخيص اللازمة، سواء في الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي أو اليابان، حيث تسمح السلطات الصحية الأوروبية بإعطاء تاميفلو كمصل واق ضد الأنفلونزا وذلك بداية من عمر سنة واحدة.

إلا أن خبراء الصحة في اليابان يقولون بأن الأعراض الجانبية للعقار متنوعة لاسيما لدى الأطفال، وتشمل التأثير على بعض أنواع البشرة، وفي حالات أخرى التأثير على الجهاز التنفسي أو الكلى، وذلك استنادا إلى دراسات قامت برصد تلك الأعراض الجانبية في الفترة ما بين عامي 2000 و2004، ولكنها لم تزد عن 64 حالة لم تصل واحدة منها إلى مرحلة حرجة، بل أمكن تداركها في حينها، وتقول مصادر شركة روش بأن اليابان كانت من أوائل الدول التي استخدمت عقار تاميفلو، لذا كان من المتوقع أن ترصد أيضا الأعراض الجانبية قبل غيرها، والتي كانت محدودة مقارنة مع 33 مليون تعاطوا العقار في مختلف دول العالم.

البورصة تثق في روش

وتتزامن تلك الأحداث مع تجديد شركة روش السويسرية، ومقرها مدينة بازل، لتصريح تصنيع عقار تاميفلو من شركة غيلياد الأمريكية التي ابتكرته في الأصل، وذلك لإنهاء صراع بين توزيع نسبة الأرباح بين الطرفين، حيث التزمت روش بسداد 80.7 مليون دولار للشركة الأمريكية عن 5 سنوات خلت، دون أن يعني ذلك زيادة في رسوم حق التصنيع السنوية، التي تتراوح بين 14% و 22% من المبيعات، ومن المتوقع أن تتراوح الرسوم عن هذه السنة ما بين 18 و19% نظرا للإقبال المنقطع النظير على شراء المصل.

وكانت روش السويسرية، ومقرها في مدينة بازل، قد بدأت في إنتاج كميات كبيرة من العقار هذه السنة، بعد أن أكدت العديد من الدراسات أنه الأكثر فعالية في مقاومة فيروس إنفوانزا الطيور، في حال انتقاله إلى الإنسان، مما جعل الإقبال عليه يفوق جميع التوقعات.

وقد تأثر سعر أسهم شركة روش في سوق الأوراق المالية في زيورخ عقب الإعلان عن تلك التصريحات، إذ هبطت بنسبة 1.9% عند افتتاح التداول في البورصة صباح الجمعة ليصل إلى 188.50 فرنكا للسهم الواحد، لكن تطمينات روش المبدئية أعادت الثقة إلى المستثمرين ليتم تعويض الخسارة حتى إغلاق البورصة مساء 18 نوفمبر حيث بلغ سعر السهم الواحد213.90 فرنكا.

تامر أبو العينين – سويس انفو

قامت شركة غيلاد الأمريكية باكتشاف عقار تاميفلو في عام 1994، كمصل واق ضد الأنفلونزا.
حصلت شركة روش السويسرية على حق التصنيع والبيع في عام 1996
نجح العقار حتى الآن في علاج 33 مليون مصاب في العام أصيبوا بأنواع مختلفة من الأنفلونزا.
أنتجت روش 55 مليون عبوة من المصل هذا العام، في مقابل 27 مليونا في العام الماضي.

لا تعتقد شركة روش السويسرية للأدوية بصحة مخاوف بعض الخبراء في أوروبا والولايات المتحدة من وجود آثار جانبية خطيرة لعقار تاميفلو، لعدم وجود أية نتائج مؤكدة عدم وجود علاقة مباشرة بين تعاطيه والحالة النفسية للمرضى.
كانت شهرة تاميفلو قد زادت على اعتبار أنه هو واحد من أكثر الأدوية التي يمكن أن تساهم في علاج انفلوانزا الطيور، إذا انتقلت إلى الإنسان.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية