مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 جـــدار الفصـــل…

يعتبر الفلسطينينون ان الجدار الذي بدات اسرائيل في بنائه تكريس للاحتلال وللفصل العنصري بين الشعبين ورسم الحدود من جانب واحد Keystone

شرعت الجرافات الاسرائيلية يوم الاحد في الحفريات الاولى لبناء جداء يفصل الضفة الغربية عن اسرائيل، تقول الدولة العبرية انه سيمنع تسلل الفلسطينيين وسيعزز امن اسرائيل.

اعطى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اشارة البدء لبناء جدار يفصل الضفة الغربية عن اسرائيل، تقول الحكومة الاسرائيلية انه يخدم اهدافا امنية، بينما لا يرى الفلسطينيون في اقامته سوى فرض واقع سياسي جديد وتكريس عملية عزلهم في كانتونات منفصلة.

ورسميا انطلقت اعمال بناء الجدار قرب قرية سالم العربية عند الخط الاخضر الوهمي الفاصل بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية لتنفيذ المرحلة الاولى من المشروع المخصصة لنصب نحو 115 كيلومترا من الجدار.

ويقترح المشروع في مراحله النهائية، احاطة الضفة الغربية بجدار يبلغ طوله 370 كيلومترا من الخنادق المعززة بنقاط مراقبة الكترونية وبشرية وآلية وبعمق يصل ما بين 3 الى 15 كيلومترا في بعض مناطقه.

السلطة الفلسطينية، وعلى لسان وزير الثقافة والاعلام ياسر عبد ربه، وصفت الخطوة الاسرائيلية بانها “تكريس للاحتلال ولمشروع الفصل العنصري الذي تطبقه اسرائيل على الارض ومحاولة لترسيم الحدود من طرف واحد”.

 المزيد من مصادرة الاراضي

وستتم عميلة البناء على حساب املاك المواطنين الفلسطينيين في المناطق الحدودية وكذلك على حساب اقرانهم من مواطني دولة اسرائيل حيث يتوقع خبراء ان يلتهم المشروع نحو 100 الف دونم من الاراضي على الجانبين.

احدى عشرة قرية في منطقة طولكرم عند الشمال الغربي للضفة الغربية كانت اول الخاسرين من هذه العملية بعد ان ضمت اسرائيل اراضي اكثر من 20 الف من ساكنيها لخدمة المشروع الذي سيتركهم في شريط معزول يتطلب دخوله والخروح منه اذنا اسرائيليا مسبقا.

وكانت اسرائيل اعدت للمشروع منذ سنوات حكم رئيس وزرائها الراحل اسحق رابين ولم تجد مشكلة لبدء تنفيذه في عهد حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون، بالرغم من تعارض ايديولوجيته اليمينية التي تمؤمن بارض اسرائيل الكبرى مع مثل هذا المشروع الذي يفترض ان يقسم الارض بدل ان يوحدها.

لكن المشروع الاستيطاني والتفكير الامني انتصرا علي الايديولوجية والعقائدية على ما يبدو، بحسب ما يؤكده مسؤولون وخبراء. يرى محمد اشتية رئيس المجلس الفلسطيني للتمنية والاعمار ان “شارون يعلم انه بهذا انما يسوّي الحدود ويرسمها، وهو يعلم ان المؤسسة الامنية هي التي انتصرت على الايديولوجيا وان الامن هو صاحب القول الفصل”.

لم تكن فكرة الجدار ذاتها ابدا غريبة على شارون وهو صاحب المشروع الاستيطاني المعروف بمخطط النجوم الذي يطوق الاراضي الفلسطينية وصاحب مشروع الكانتونات ومشروع القدس الكبرى وجميعها كان شارون قد اسس لاقامتها منذ دخوله السلطة في اسرائيل عام 1976.

ويفسر الخبير الجغرافي خليل التفكجي ذلك بقوله، ان “شارون قد اقام مشروعه الكبير على اكثر من محور، قطع الضفة الغربية شرقا وغربا، ثم شمالا وجنوبا وعزل القدس من خلال خطة القدس الكبرى واقامة ثمانية كانتونات في الضفة الغربية وثلاثة في غزة والان يستكمل كل ذلك بالجدار”.

ويضيف التفكجي “هذه حدود سياسية واستباق للمرحلة النهائية في المفاوضات مع الفلسطينيين ومخطط شامل مستقبلي لمفهوم شارون للدولة الفلسطينية”.

ويشير كمال عبد الفتاح، استاذ الجعرافيا السياسية في جامعة بيرزيت الى مخطط شارون بقوله “باقامة الجدار والانتقال الى مرحلة الاصابع من مخطط شارون بتجميع المستوطنات في الضفة الغربية وضرب جدار حولها، سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي قد حقق ما يريد”. ويضيف “عندها سنكون وكاننا امام كف قاعدتها اسرائيل ينطلق الجدار منها والمستوطنات هي الاصابع وما بين الاصابع او ما سيكون على شكل الجبنة السويسرية هو فلسطين”.

هشام عبد الله – رام الله

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية